ملاعب القرب .. وصفات لتفادي التخريب الممنهج

 

 

 

 

حتى تظل مستقطبة للشباب لإبراز مواهبهم وممارسة هواياتهم

أثارت المذكرة الصادرة عن جماعة تازة يوم الخميس 27 يونيو 2024 بخصوص استفادة المواطنين وجمعيات المجتمع المدني من خدمات ملاعب القرب التابعة لجماعة تازة، جدلا واسعا في أوساط المجتمع المدني، الذي تراوح بين الارتياح والتردد. كيف لا، وهي في جوهرها عبارة عن اعتمادات مالية موجهة لدعم الشباب وتوفير البنيات التحتية لضمان الممارسة الرياضية في ظروف ملائمة.
مشاريع تعزز البنيات التحتية الرياضية بإقليم تازة، الهش اقتصاديا وتنمويا، كما يعتبر إحداثها تجسيدا لأهمية النهوض بقطاع الرياضة، والاهتمام بفئة الشباب بإبعادهم عن طرق وأساليب الانحراف من خلال تمكينهم من فضاءات رياضية تمنحهم فرصة لإبراز مواهبهم وممارسة هواياتهم، وكذا تنمية قدراتهم البدنية والفكرية. لكن ما السبيل للحفاظ عليها كمرافق حيوية وكيف نضمن استمرارية تقديم خدماتها على نحو يليق بأهدافها؟
وضعت يدي على قلبي خوفا على تجهيزات هذه البنيات والمرافق الحيوية للمجتمع الشاب، وعيناي مسمرتان على ملعب للقرب تم تشييده قبل أشهر بمنطقة المرينيين حافة مولاي دريس بفاس «الصورة رفقته»، وقد أصبح خرابا بعد أن تم الإجهاز على محتوياته من عشب اصطناعي، وسياج، والعبث بكل تجهيزاته بسبب غياب حراسة لصيقة .
نعم نتفهم القرار الجماعي الرامي إلى ولوج ملاعب القرب التابعة لجماعة تازة بشكل مجاني منذ تاريخ توقيع المذكرة، بحيث لم يعد مسموحا استخلاص الواجبات المالية من جماعة أو فرد وذلك تحت طائلة المساءلة القانونية. لكن السؤال الذي يقض المضاجع حقا كيف أن الدورية الموقعة من طرف رئيس جماعة تازة اعتبرت جميع الموظفين التابعين للمصلحة المهنية، مكلفين بالتدبير المؤقت طيلة أيام الأسبوع، باستثناء يوم الاثنين ابتداء من الساعة التاسعة صباحا إلى غاية العاشرة ليلا ؟
إن مواجهة الممارسات الشائنة ذات البعد التخريبي وتعزيز الصلة بكل ما هو مصنف ضمن الملك العام يتطلب من الوسائط المختلفة بذل مجهود أكبر في تلقين مبادئ احترام الملك العام، والحرص على التوجيه والمراقبة وتتبع الناشئة لتنشئة سليمة، ومنها المدرسة والأسرة والإعلام، خاصة منه الجهوي، لإنضاج القيم النبيلة والترافع في شأنها، وذلك حتى لا تتكرر العديد من الصور المسيئة، ومنها تلك التي توثق للتخريب المتعمّد الذي عرفته العديد من ملاعب القرب، سواء من قبل بعض الشباب الطائش والمستفيد من خدمات الملاعب، أو من قبل عناصر مجهولة.
وإذا كانت التربية على المواطنة، أساسية في الحفاظ على كل ما هو مشترك، فإن توفير الحراسة لكل المرافق العمومية يعتبر هو أيضا خطوة ضرورية، لضمان مواصلة تقديم هذه الملاعب لخدماتها بشكل لائق، أو أن يتم منح تدبيرها بشكل مفوض وملزم بناء على دفتر تحملات حتى لا تصاب جميع ملاعب القرب بالتلف، ولا يشملها التخريب الممنهج بعد 6 أشهر من سريان هذه المذكرة. أقول ذلك بحكم التجربة والمشاهدة. والأيام بيننا.


الكاتب : عزيز باكوش

  

بتاريخ : 04/07/2024