حجاج مغاربة عانوا من مشاكل صحية ولم يجدوا سبيلا للأدوية في الديار المقدّسة

طلبوا الحصول عليها مرارا دون أن يتحقق لهم ذلك

 

أكد عدد من ضيوف الرحمان خلال موسم الحج الحالي في تصريحات لـ «الاتحاد الاشتراكي» أنهم عانوا صعوبات عديدة من أجل الحصول على أدوية لعلاج آلام عرضية أو أمراض مختلفة. واستنكر مجموعة من الحجاج المغاربة ما وصفوه بالتسويف الذي تمت مواجهة طلباتهم به أكثر من مرّة من طرف بعض مسؤولي البعثة الصحية التي من المفروض أن تتكفل بالتغطية الصحية وأن تعمل على تقديم خدمات صحية لهم ذات بعد وقائي قبل العلاجي، كما أوصى بذلك وزير الصحة والحماية الاجتماعية حين ترأس حفل استقبال أعضاء هذه البعثة في 18 ماي 2023.
وشدّد عدد من الحجاج المغاربة في تصريحاتهم للجريدة على أنه ظهرت عليهم مجموعة من الأعراض المرضية، بعضهم بسبب آلام فجائية والبعض الآخر بسبب الإصابة بالزكام مع ما يرافق الفيروس من علامات تتمثل في السعال وارتفاع درجات الحرارة وغيرها، في حين أن فئة أخرى، وجدت صعوبات صحية بسبب أمراض مزمنة تعاني منها دائما. وأكد المنتقدون لـ «الاتحاد الاشتراكي» على أنهم توجهوا للفضاءات التي تواجد فيها أعضاء البعثة الصحية أكثر من مرّة للحصول على أدوية تخفف من آلامهم لكن وبكل أسف كان الجواب هو عدم توفّرها وبأنه تمت مراسلة الجهات المختصة من أجل إرسال كميات جديدة لتلبية طلبات ضيوف الرحمان ولمساعدتهم على أداء مناسك الحج في وضعية صحية تتيح لهم الأمر بشكل سلس، وهو ما لم يتحقق رغم التردد عليهم أكثر من مرّة.
وأوضح عدد من المتضررين على أنهم وأمام هذا الوضع الذي طبعه التماطل وبسبب تدهور وضعهم الصحي اضطروا إلى التوجه صوب صيدليات سعودية للبحث عن الأدوية التي هم في حاجة إليها، حيث أكّد عدد منهم في هذا الصدد على أنه تم اقتناء أدوية بسعر مضاعف عن الثمن الذي تصرف به في المغرب بمرتين وثلاث مرات، وهو الأمر الذي شكّل صعوبات لبعضهم خاصة في ظل عدم التوفر على سيولة مالية كافية للتعامل مع مثل هاته الحالات الطارئة، سيّما أنه جرت العادة أن البعثة الصحية تعمل على توفير كل المستلزمات ذات البعد الصحي للحجاج المغاربة.
وفي السياق ذاته، أوضح حجاج آخرين أنهم لم يجدوا مخاطبا بشكل مطلق وكانوا بمثابة المعزولين لغياب من يمكنهم التواصل معه من أجل إيجاد حلول لمشاكل اعترضتهم، خاصة الصحية منها، مؤكدين على أنهم في ظل وضع مماثل ولكونهم كانوا في وضعية أشبه بالتيه فقد تحمّلوا مصاريف الأدوية التي تخصهم بالتوجه إلى الصيدليات دون كثير بحث وعناء، لأنهم كانوا على وعي بأن أية محاولة للبحث عن أشخاص من البعثة الصحية ستكون غير ذات فعالية وجدوى؟
وكان آيت الطالب قد أكد خلال استقباله لأعضاء البعثة الصحية على أن « مسؤولية أعضاء البعثة الصحية تتجسد في مختلف المراحل الوقائية قبل العلاجية، إذ يتعين أولا تحسيس الحجاج المغاربة وتعليمهم طرق الوقاية من أخطار مختلف الأمراض، كما تتجسد ثانيا في تقديم العلاجات الصحية الأولية لتجنيبهم مضاعفات المرض وأخطاره، بالإضافة إلى تقديم الخدمات الصحية عند الضرورة وتتبع حالتهم المرضية عن كثب وتقديم الدعم المعنوي والنفسي لهم أثناء فترة النقاهة، ورصد الأخطار الصحية المحتملة والعمل على إيجاد الطرق والوسائل الكفيلة بالتعامل معها، وبذل أقصى الجهود حتى يتمكنوا من أداء مناسك الحج بيسر وسهولة». وشدّد وزير الصحة خلال ذات اللقاء على أن الوزارة « سخّرت مختلف الوسائل والمعدات الكفيلة بأداء مهامهم على أحسن وجه، بالإضافة إلى الموارد البشرية الضرورية، إلى جانب تخصيص كميات وافرة من الأدوية والمستلزمات الطبية تتوزع ما بين المضادات الحيوية ومضادات الالتهاب وأدوية الزكام والسعال والفيتامينات، وكذلك الأدوية الخاصة بمرض السكري بالإضافة إلى جميع المستلزمات الضرورية لاشتغال المراكز الصحية سواء بالنقط الثابتة أو الفرق المتنقلة». وللإشارة فقد تكونت البعثة الصحية من 75 إطارا طبيا وتمريضيا وإداريا.


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 12/07/2023