حسب تعبيرات عدد ممن تابعوه : موسم سيدي عبد الرحمان مول البركي بأسفي .. تجاوزات أفسدت متعة الحدث

 

عرف موسم سيدي عبد الرحمان مول البركي، المنظم بجماعة مول البركي التابعة لإقليم آسفي، جدلا كبيرا عقب تسجيل مشاهد وُصفت بالمسيئة لحرمة المسجد المجاور لمكان إقامة الأنشطة الفنية، وهو ما أثار موجة من الاستياء في صفوف الساكنة والزوار.
ففي الوقت الذي تُنظم فيه المواسم الشعبية عادة للاحتفاء بالرموز الدينية والتاريخية والوطنية، ورعاية البعد الثقافي والاجتماعي لهذه التظاهرات، تفاجأ عدد من الحاضرين بإقامة منصة للسهرات الليلية على مسافة قصيرة من المسجد المركزي للجماعة، وقد دفع ذلك بعض الزوار إلى اعتلاء سطح المسجد وصومعته لمتابعة العروض الفنية، في مشاهد اعتبرها كثيرون «غير لائقة»، خاصة مع تواجد أشخاص في حالة غير طبيعية. أمام هذه الأوضاع، تدخلت السلطات المحلية، مدعومة بعناصر الدرك الملكي والقوات المساعدة، من أجل احتواء الموقف والتصدي للتجاوزات. واعتبر متتبعون هذا التدخل خطوة إيجابية لضمان النظام العام، وحماية حرمة المسجد من أي انتهاك غير مقبول.
وأثارت هذه الحادثة نقاشا متجددا حول ظاهرة المواسم بالمغرب، والتي رغم أهميتها التاريخية والاجتماعية، أصبحت في بعض المناطق تشهد ممارسات مشينة مثل العنف، أو الاستغلال المفرط للفضاءات العمومية دون مراعاة الطابع الروحي للمناسبة. ويرى عدد من الفاعلين المحليين من بينهم الأستاذة صباح السملالي، أن هذه المواسم في حاجة ماسة إلى إعادة تنظيم شامل يوازن بين بعدها الثقافي والتراثي، وضمان احترام القيم الأخلاقية والدينية.
كما اعتبر متتبعون أن ما وقع في موسم سيدي عبد الرحمان مول البركي يعكس إشكالية أعمق مرتبطة بطريقة تدبير مثل هذه التظاهرات، حيث يغيب في بعض الأحيان التنسيق المحكم بين الجوانب التنظيمية والدينية والفنية، مما يؤدي إلى مشاهد تتعارض مع هوية هذه المواسم التي تحمل أسماء شخصيات دينية وتاريخية بارزة. وبينما ينتظر أن تستخلص الجهات المعنية الدروس من هذه الواقعة، يبقى السؤال مطروحا حول كيفية الحفاظ على البعد الروحي والثقافي للمواسم الشعبية المغربية، بما يضمن استمرارها كتراث جماعي، ويبعدها عن الممارسات التي قد تسيء إلى صورتها ومكانتها لدى المجتمع.


الكاتب : محمد تامر

  

بتاريخ : 22/09/2025