عاش فريق حسنية أكادير موسم 2020 / 2021 ، والذي يعتبر بفعل جائحة كورونا من أطول المواسم التي عرفتها كرة القدم المغربية، وهو يعيش على إيقاع المفارقات وعدم الإستقرار الذي ميز مسيرته مما جعله في مرحلة ضمن الفرق التي تسعى للإفلات بجلدها من جاذبية المراتب السفلى، لتنهي الموسم وبعد انتصار أخير بالميدان على الدفاع الجديدي بالإرتقاء من الرتبة 11 الى الرتبة السادسة، وذلك بعد سلسلة من النتائج المتذبذبة والتي تتوزع كما يلي : 9 إنتصارات ، و 10 تعادلات، و 11 هزيمة. ووقع خط هجوم الفريق على حصيلة ضعيفة من الإهداف لم تتجاوز 23 هدفا، فيما تألق خط دفاعه الأقوى في البطولة الوطنية ب24 هدفا استقبلتها شباك الفريق، وهي حصيلة لم تسجلها حتى فرق الصدارة، بما فيها المتزعمين الوداد والرجاء البيضاويين،واللذان استقبلت شباك كل منهما 26 هدفا، والجيش الملكي 29 هدفا، والنهضة البركانية 36 هدفا، ثم المرتب خامسا المولودية الوجدية التي استقبلت شباكها 35 هدفا. فخط دفاع الفريق الأكاديري لعب دورا كبيرا في الحد من تأثير الحصيلة التهديفية الضعيفة للفريق الذي تراجع عطاء هجومه بعد مغادرة بعض اللاعبين، بالأخص منهم كريم البركاوي. ولم يعط تعاقد الفريق مع بعض الأسماء كالهاكي، ومقران، والگودالي، والمرزوگي أية نتيجة.
ويبدو أن الفريق، رغم الموقع المريح الذي إحتله في آخر منافسات البطولة، كان بإمكانه احتلال مرتبة تؤهله للمشاركة في المنافسات القارية، لكن تواضعه الهجومي وعدم استقراره التقني بالتعاقد مع المدرب التونسي منير شبيل الذي عاش معه الفريق فترة تراجع، ثم مجيء الإطار الوطني رضا حكم الذي أخرج الفريق من عنق الزجاجة رغم ان فترته عرفت بعض السلبيات منها الإستغناء عن المعد البدني الطيب الگروني الذي كان لغيابه تأثير خلال المباريات الأخيرة للفريق الذي تراجعت فيها اللياقة البدنية لعدد من عناصره.ثم هناك نوع من الإنفلاتات في سلوكات بعض اللاعبين والتي لم يتم التعامل معها بالصرامة اللازمة من جانب الطاقمين الإداري والتقني. فقد عانى الفريق خلال الدورات الأخيرة من حالة تمرد حقيقية لبعض لاعبيه، حيث عبر عدد غير قليل منهم عن رغبته في المغادرة، ولو كان ذلك بالتنازل عن ما تبقى لهم من مستحقات لدى إدارة الفريق.
وبناء على هذه المعطيات يبقى الفريق الأكاديري أمام إشكال حقيقي لمواجهة متطلبات الموسم المقبل تحت إشراف المدرب رضا حكم الذي تم تمديد عقده مع الفريق لموسمين إضافيين. لكن هناك معضلة انتهاء عقود عدد من اللاعبين إثنان منهم رحلا بشكل حر ومجانا إلى كل من الأهلي القطري بالنسبة لسفيان بوفتيني، والنهضة البركانية بالنسبة للمهدي أوبيلا. تضاف إليها أسماء أخرى مرشحة للمغادرة نذكر منها كيماوي الذي قد ينتقل لإتحاد طنجة، وعبدالرحمان لحواصلي الذي عبر عن رغبته مغادرة الفريق، ثم مورسلي، وباسيين، والملوكي، وآيت محمد، وأمين صاديقي، والشاوش، والخنبوبي،وياسين الرامي، والحارس القيدوم فهد لحمادي الذي لعب للحسنية حوالي 24 سنة،وكان مقررا أن يقام له حفل وداع خلال المباراة الأخيرة أمام الدفاع الحسني الجديدي، لكنه قاطعه فيما يبدو لسبب علمه عند إدارة الفريق التي يواجهها إشكال هذه المغادرة الجماعية والمطالبة بإقناع عدد من العناصر بالبقاء مع إعطاء الفرصة للاعبي الأمل الذين أبانوا عن علو كعبهم خلال المباراة الأخيرة أمام الدفاع الجديدي ، والبحث كذلك عن حارس مرمى باعتبار أن هناك طلبا على عدد من لاعبي الفريق وضمنهم الحارس اسماعيل قموم الذي يبدو أنه بدوره تلقى بعض العروض. وتبقى المبادرة لرئيس الفريق وإدارته لكبح هذه الهجرة الجماعية، بالتي هي أحسن، حتى يستعيد الفريق توازنه واستقراره.