حسن الفد.. عندما يهزم هاتف محمول ميزانيات التلفزيون

تمكن الفنان حسن الفد من تحويل غيابه عن شاشات رمضان إلى «كاريزما رقمية» على يوتيوب، وكأنه يردد للمتابعين،التلفزيون صار قديما، والضحك الحقيقي يأتي من خارج التلفزيون، حيث اجتاحت حلقة «من هو كبور؟» منصات التواصل الاجتماعي، وحققت مشاهدات كبيرة بسرعة قياسية، ولعل الجمهور اكتشف فجأة،كما يقول بعض المعلقين، أن «كبور»بكل تفاصيله التي قد يراها البعض مكررة، هو البديل الأمثل للمسلسلات الرمضانية المكلفة والتي لاتشبه المغاربة ولا مشاكلهم وتطلعاتهم.
اللافت أن الفنان حسن الفد، الذي فضل الهروب من أضواء التلفزيون، واختار مشاركة متابعية عملا كان قد قام به في إطار جولة فنية بين المدن، لم ينس أن يشكل عمله الحدث ويدخل المنافسة مع مؤسسات إعلامية وظفت أمولال باهضة لإنتاج أعمال تقدمها في شهر رمضان، لكن لم تسلم من انتقادات الجمهور اللاذعة.
وقد استطاع الفنان حسن الفد اكتساح «الطوندونس « بشكل متتال منذ نشر الحلقة الأولى من « من هو كبور «،وفضل «تقديم الضحك» مباشرة بلا وسيط.
في منشور له، شاركه مع متابعيه على الانستغرام، عبر حسن الفد عن فرحته بالنجاح الذي حققه العرض الكوميدي « who is kabour «، قال فيه :»عندو طوندونس دايرها كي دارو…رول معندو بكاج «.
المفارقة أن الفنان حسن الفد حول غيابه الطوعي عن الشاشة إلى فرصة ذهبية للتواصل مباشرة مع المغاربة ، واستطاع جلب المشاهدين إلى منصته ، وهو مادعا البعض إلى التساؤل، ما الفرق بين «كبور» اليوم و»كبور» الأمس؟ فقط الإطار الرقمي وخلفية الفيديو الأكثر احترافية.
ربما يكون حسن الفد قد فهم لعبة العصر بشكل جيد، فلماذا يتعب نفسه في كتابة نصوص جديدة، طالما أن إعادة تدوير الشخصيات القديمة تكفي لصنع هاشتاغ؟ يتساءل آخرون.
ليس حسن الفد وحده من اختار اليوتيوب فضاء للتواصل، بل نجد أسماء مغربية أخرى نهجت النهج نفسه، ربما بسبب الاحتكار الذي أصبحت تعرفه المشاركة في الأعمال الرمضانية، خصوصا على قنواتنا الرسمية، وكأن لسان حالهم يقول،هذه هي شاشتنا الجديدة، حيث لا رقابة إلا على جودة الاتصال بالإنترنت، بينما تنفق القنوات التلفزيونية أموالا طائلة على إنتاجات منمقة، كما جاء في ردود فعل المشاهد المغربي، واكتفوا بكاميرا وهاتف محمول ليصنعوا أعمالا لاقت متابعات مهمة. ومنهم حسن الفد، الذي يصنع نُكته فتدخل البيوت دون استئذان، ليؤكد في النهاية أن النجاح ليس في حجم الإنتاج، بل في عمق الفكرة وقربها من الناس، فقد استطاع كما يرى جمهوره ،أن يعيد تقديم شخصية «كبور» في سياق جديد، دون أن يفقد بريقها، ليجعل الجمهور هو الحكم الأول والأخير.


الكاتب : جلال كندالي

  

بتاريخ : 15/03/2025