حصيلة الحرب في غزة  تتجاوز  40 ألف  قتيل والعمليات الاستشهادية بالداخل تعود

أعلنت وزارة الصحة التابعة لحماس في قطاع غزة، أمس الاثنين، أن حصيلة الحرب بين إسرائيل والحركة الفلسطينية المستمرة منذ أكثر من عشرة أشهر، بلغت 40139 قتيلا على الأقل.
وقالت الوزارة في بيان إنها أحصت بين من نقل إلى المستشفيات “40 شهيدا… خلال الساعات الأربع والعشرين الأخيرة” حتى صباح الاثنين. وأشارت إلى أن عدد الجرحى الإجمالي “بلغ 92743 إصابة منذ السابع من أكتوبر”.
ومن جهة أخرى أعلنت حركتا حماس والجهاد الإسلامي الفلسطينيتان الاثنين مسؤوليتهما عن “العملية الاستشهادية” التي وقعت مساء الأحد في تل أبيب وأسفرت عن إصابة أحد المارة.
وقالت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس عبر حسابها الرسمي على منصة “تلغرام” في بيان مشترك “تعلن كتائب القسام بالاشتراك مع سرايا القدس (الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي) تنفيذ العملية الاستشهادية التي وقعت مساء أمس الأحد في مدينة تل أبيب”.
وشدد البيان على “أن العمليات الاستشهادية بالداخل المحتل ستعود للواجهة طالما تواصلت مجازر الاحتلال وعمليات تهجير المدنيين واستمرار سياسة الاغتيالات”.
وحذر وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في نفس اليوم  في تل أبيب، من أن المفاوضات الجارية من أجل هدنة في قطاع غزة هي «ربما آخر» فرصة للتوصل إلى وقف إطلاق نار في الحرب المستمرة منذ أكثر من عشرة أشهر بين إسرائيل وحركة حماس.
وقال بلينكن خلال لقاء مع الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ في زيارته التاسعة إلى المنطقة منذ اندلاع الحرب «إنها لحظة حاسمة، على الأرجح أفضل وربما آخر فرصة لإعادة الرهائن إلى ديارهم والتوصل إلى وقف إطلاق نار ووضع الجميع على طريق أفضل إلى سلام وأمن دائمين».
وأضاف بلينكن «حان الوقت لكي نتأكد من عدم اتخاذ أي طرف خطوات قد تخرج العملية عن المسار».
والتقي بلينكن أيضا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو على أن ينتقل يومه الثلاثاء إلى مصر حيث ستستأنف المباحثات برعاية أمريكية وقطرية ومصرية حول اتفاق يشمل وقفا لإطلاق النار والإفراج عن الرهائن المحتجزين في قطاع غزة خلال الأسبوع الحالي.
وقال بلينكن «إننا نعمل للتأكد من عدم حصول أي تصعيد وعدم حصول استفزازات وعدم حصول أي أعمال يمكن أن تبعدنا بأي شكل من الأشكال عن إنجاز هذا الاتفاق… أو تؤدي إلى تصعيد النزاع وتوسعته إلى أماكن أخرى وزيادة حدته».
وقال هرتسوغ الذي يتولى منصبا بروتوكوليا خصوصا، إن الإسرائيليين يريدون عودة الرهائن “ليس هناك هدف إنساني أعظم ولا قضية إنسانية أعظم من إعادة رهائننا”.
وقال زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد عبر حسابه على “تويتر” معلقا على تصريحات بلينكن، “عندما يقول وزير الخارجية الأمريكي هذا الصباح ربما هذه فرصة أخيرة للتوصل إلى اتفاق، فهذا نداء لنتانياهو: لا تفوت هذه الفرصة، لا تتخل عنهم (الرهائن). من واجبك إعادتهم”، مضيفا “إذا لم يعودوا فلا يمكننا التعافي”.
ودعا نتانياهو الذي يواجه ضغوطا داخلية للمضي في الاتفاق، الأحد، إلى “توجيه الضغوط على حركة حماس” و”ليس على الحكومة الإسرائيلية”، مستنكرا ما وصفه بـ”الرفض المتعنت” للحركة الفلسطينية لإبرام اتفاق، بعد يومين من مناقشات في الدوحة شارك فيها الوسطاء الأمريكيون والقطريون والمصريون بحضور إسرائيلي.
في المقابل، حملت حماس في بيان “نتنياهو كامل المسؤولية عن إفشال جهود الوسطاء، وتعطيل التوصل لاتفاق، والمسؤولية الكاملة عن حياة أسراه”.
رغم ذلك، يتمسك الرئيس الأمريكي جو بايدن بأن الهدنة في غزة “لا تزال ممكنة”. وأكد الأحد أن الولايات المتحدة “لن توقف” جهودها.
وعرضت الولايات المتحدة التي وافقت الأسبوع الماضي على بيع أسلحة إلى إسرائيل بقيمة 20 مليار دولار، مقترحا جديدا في مباحثات الدوحة.
واعتبرت حماس أن المقترح “يستجيب لشروط نتانياهو ويتماهى معها، وخاصة رفضه لوقف دائم لإطلاق النار، والانسحاب الشامل من قطاع غزة”.
وأدانت الحركة خصوصا “الإصرار” الإسرائيلي على إبقاء قوات على حدود قطاع غزة مع مصر أو ما يعرف ب”محور فيلادلفيا”، و”الشروط الجديدة في ملف” المعتقلين الفلسطينيين الذين يفترض أن يتم تبادلهم برهائن محتجزين في غزة.
وتتمسك الحركة الفلسطينية بتنفيذ الخطة التي أعلنها بايدن نهاية مايو، ودعت الوسطاء إلى “إلزام الاحتلال بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه”.
وينص مقترح بايدن في مرحلته الأولى على هدنة مدتها ستة أسابيع يرافقها انسحاب إسرائيلي من المناطق المأهولة في غزة والإفراج عن رهائن، وتتضمن مرحلتها الثانية انسحابا إسرائيليا كاملا من غزة.
وشدد نتانياهو مرارا على أنه يريد مواصلة الحرب حتى تدمير حماس التي تتولى السلطة في غزة منذ 2007
وتسببت الحرب بكارثة إنسانية وبدمار هائل في قطاع غزة وبنزوح غالبية السكان ال2,4 مليون على الأقل مرة واحدة.
وأظهرت لقطات مصورة لوكالة فرانس برس خلال الساعات الماضية فلسطينيين يفرون من مخيم في خان يونس في جنوب القطاع بعدما تمركزت دبابات إسرائيلية قربه.
وقالت لينا صالحة البالغة 44 عاما “الدبابات تقترب منا، وهذا يخيفنا كثيرا، ولا نعرف حقا إلى أين نذهب”.
وترى واشنطن أن وقفا لإطلاق النار سيساعد على تجنب هجوم من إيران وحلفائها ضد إسرائيل، بعد توعدهم بالرد على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية في طهران في 31 يوليوز في عملية نسبت إلى إسرائيل، واغتيال القائد العسكري في حزب الله فؤاد شكر قبل ساعات من ذلك في غارة إسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية.
وأعلن حزب الله الذي يتبادل إطلاق النار والقصف مع إسرائيل عبر حدود لبنان منذ اندلاع الحرب في غزة، الاثنين، أنه استهدف ليلا موقعين عسكريين إسرائيليين، وأوقع قتلى وجرحى.كما أشار إلى “محاولة تسلل إسرائيلية” عند نقطة حدب عيتا في جنوب لبنان تمكن عناصره من صدها.


بتاريخ : 20/08/2024