اختتمت الأحد بمدينة مراكش أشغال النسخة الثانية لمنتدى الأعمال لمنطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية، التي شهدت حضور أكثر من 1000 مشارك، يمثلون مختلف الدول الإفريقية والمملكة المغربية، بينهم 31 وفدًا رسميا يضم 15 وزيرا إفريقيا مكلفا بالتجارة وعددًا من سفراء الدول الصديقة والشقيقة. وقد شهد المنتدى حضور 10 فيدراليات مغربية، و8 عارضين أفارقة، و9 اتحادات إفريقية لأرباب العمل، ما يعكس مستوى عالٍ من الانخراط الاقتصادي والمؤسسي في هذا الحدث القاري.
ويعكس تنظيم المنتدى الاهتمام الملكي بالتعاون جنوب–جنوب، خاصة مع الدول الإفريقية، باعتباره رافعة استراتيجية للسياسة الخارجية للمملكة، وقد ترجمت هذه العناية في الزيارات الملكية المتعددة للقارة الإفريقية والخطب السامية التي ركزت على تعزيز التكامل الاقتصادي القاري.
واستغل المشاركون المنتدى لاستعراض الإمكانات الاقتصادية الواعدة التي توفرها منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية، التي تضم سوقًا يفوق 1.3 مليار مستهلك. وتم خلال المنتدى تشخيص فرص التعاون، واستعراض أفضل الممارسات في مجالي التجارة والاستثمار، مع استشراف آفاق تطويرهما، وتسهيل تبادل المعرفة والتجارب الناجحة بين مختلف الفاعلين الاقتصاديين.
كما وفر المنتدى إطارًا للحوار بين صناع القرار في مجالات الاقتصاد والتجارة، والفاعلين الاقتصاديين بالقارة، وممثلي المنظمات الدولية وفعاليات المجتمع المدني، حول سبل تحقيق التنمية والتكامل الإفريقي من خلال الاستغلال الأمثل للمنطقة. وتم التركيز على تعزيز الشراكات الاستراتيجية، وتوسيع مجالات التجارة والاستثمار، ونقل التكنولوجيا والابتكار، بما يسهم في خلق فرص الشغل، خاصة للشباب الإفريقي، وتحسين سلاسل التوريد، وتقليص الحواجز أمام التجارة البينية.
واستكمالًا للجانب الاقتصادي، نظم المنتدى معرضًا للمنتجات الوطنية والأفريقية، شمل منتجات جهات المملكة المتنوعة، بما فيها منتجات الاقتصاد الاجتماعي والتضامني والصناعة التقليدية، إلى جانب مشاركة عارضين من دول إفريقية واتحادات أرباب العمل القارية. وقد استهدفت هذه المبادرة تسليط الضوء على الإمكانيات التصديرية وتحفيز الشراكات التجارية البينية.
وفي سياق دعم الإدماج الاقتصادي للشباب والنساء، أقيمت ورشة تفاعلية بإشراف خبراء من كتابة الدولة المكلفة بالتجارة الخارجية والأمانة العامة للمنطقة، هدفت إلى تسهيل ولوج هذه الفئات إلى الأسواق الإفريقية. وقد حظيت الورشة بتفاعل واسع واستحسان المشاركين، مؤكدة دور المنتدى كمنصة لتقوية القدرات الاقتصادية المحلية والإقليمية.
وعلى صعيد الشراكات الثنائية، شهد المنتدى عقد عدد من لقاءات B2B بين رجال وسيدات الأعمال من المغرب ودول إفريقيا، ركزت على بحث سبل تعزيز التجارة البينية وخلق استثمارات مشتركة في إطار التكامل الاقتصادي القاري، بما يعكس رؤية جلالة الملك محمد السادس حفظه الله التي تدعو إلى شراكات رابح–رابح.
واختتم المنتدى بالتوقيع على عدد من اتفاقيات التعاون ومذكرات التفاهم لتعزيز البعد الترابي للقارة، والولوج إلى الرقمنة كرافعة للتصدير البين إفريقي. كما شهد المنتدى عقد خلوة وزارية لوزراء التجارة بالدول الإفريقية، أسفرت عن بلورة موقف موحد للقارة استعدادًا للمؤتمر الوزاري المقبل لمنظمة التجارة العالمية المزمع عقده في مارس 2026 بالكاميرون.
حضرها أكثر من ألف مشارك و15 وزيرا إفريقيا مكلفا بالتجارة .. النسخة الثانية لمنتدى الأعمال لمنطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية تختتم بمراكش
الكاتب : n الاتحاد الاشتراكي
بتاريخ : 16/12/2025

