ارتياح كبير للمشاركين لحسن التنظيم والاستقبال المغربي وإشادة بالاحتضان المتميز للمجلس الدولي
إفريقيا يمكن أن تصبح قاطرة للتنمية المستدامة وتلعب دورًا محوريًا في تحقيق توازن عالمي
تعزيز التعاون الدولي لمواجهة التحديات المشتركة مثل التغير المناخي وعدم المساواة الاقتصادية
ضرورة إنهاء الحرب في غزة وتحقيق سلام عادل في الشرق الأوسط، داعيًا إلى حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة
وسط ترقب اعلامي واهتمام للرأي الوطني والدولي وبحضور مكثف لعدد من الأحزاب الاشتراكية الديمقراطية لدول العالم من مختلف القارات، إفريقيا، أوربا، آسيا وأمريكا اللاتينية، انعقدت الجلسة الافتتاحية للمجلس الدولي للأممية الاشتراكية بأحد الفنادق بالعاصمة المغربية الرباط، برآسة إدريس لشكر الكاتب الاول لحزب الاتحاد الاشتراكية للقوات الشعبية وبيدرو سانشيز رئيس الحكومة الإسبانية يوم السبت 21 دجنبر 2024.
ما ميز هذه الجلسة الافتتاحية، هي الكلمة التي ألقاها، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، إدريس لشكر، أمام المجلس الدولي للأممية الاشتراكية المنعقد في الرباط يوم السبت 21 دجنبر 2024، أكد. فيها على أن المغرب قد حقق تقدمًا كبيرًا في الدفاع عن وحدته الترابية. أشار إلى أن المملكة استطاعت تحويل قضية الصحراء المغربية إلى دافع لبناء دولة قوية وعادلة، بفضل شرعيتها وحكمة القيادة المتبصرة للبلاد.
الإصلاحات الديمقراطية
استعرض الأستاذ لشكر النجاحات التي حققها المغرب في تعزيز مؤسسات الدولة وتطوير المسار الديمقراطي، مشيرًا إلى أن المملكة تمكنت من إصلاحات سياسية هامة أسست لمدخل ديمقراطي متفرد في محيطها الإقليمي. وشدد على أن توافق كافة مكونات الدولة المغربية، بما فيها المؤسسة الملكية، ساعد في استقرار البلاد وتحقيق نمو مستدام.
ودعا الأستاذ لشكر إلى استغلال الفرص التي توفرها القارة الإفريقية، مشيرًا إلى أنها تمتلك إمكانات هائلة من حيث الموارد الطبيعية والشباب الطموح. وأشار إلى أن إفريقيا يمكن أن تصبح قاطرة للتنمية المستدامة وتلعب دورًا محوريًا في تحقيق توازن عالمي.
من جهة أخرى، سلط الأستاذ لشكر الضوء على قضية الهجرة، معتبرًا إياها فرصة للتبادل الثقافي والتعاون بين الشعوب، داعيا إلى تنظيم الهجرة بشكل آمن يحترم حقوق المهاجرين ويضمن كرامتهم. كما أشار إلى التحديات الأمنية المرتبطة ببعض أنماط الهجرة غير النظامية، مثل الإرهاب والتجارة بالبشر، مؤكدًا ضرورة التعاون الدولي لمكافحة هذه الظواهر.
القضية الفلسطينية
طالب الأستاذ لشكر في كلمته بالاعتراف الفوري بالدولة الفلسطينية، مؤكدًا أن حقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية يجب أن تُحترم. وشدد في نفس الوقت على ضرورة تكثيف الجهود الدولية لتحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة، مطالبًا بوقف الانتهاكات الإسرائيلية وفتح المجال لتنفيذ القرارات الأممية.
واختتم الأستاذ لشكر كلمته بالتأكيد على أهمية تعزيز القيم الاشتراكية الديمقراطية في مواجهة التحديات العالمية، مشددا على ضرورة إعادة صياغة الأولويات لضمان سيادة الدول وسلامة أراضيها، وتحقيق توزيع عادل للثروات بين الشعوب.
وبالموازاة مع ذلك، أشار إلى أن الحركات التقدمية يجب أن تطرح الأسئلة الجوهرية التي تساهم في بناء مجتمعات أكثر استقرارًا وازدهارًا، مع الحفاظ على البيئة وحقوق الأجيال القادمة.
وخلص إلى أن هذه القيم ليست مجرد شعارات، بل أدوات حقيقية للتغيير التي تعيد رسم العلاقة بين الإنسان والدولة وبين الدولة والعالم، داعيًا الجميع إلى الالتزام بهذه القيم من أجل مستقبل أفضل للبشرية جمعاء.
سلام عادل في غزة
ومن جهته، أكد رئيس الحكومة الإسبانية وزعيم الأممية الاشتراكية، بيدرو سانشيز، في كلمته الافتتاحية بالمجلس الدولي للأممية الاشتراكية، على ضرورة إنهاء الحرب في غزة وتحقيق سلام عادل في الشرق الأوسط، داعيًا إلى حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة.
وشدد سانشيز على أهمية دعم الشعب الفلسطيني في نضاله من أجل الحرية وتقرير المصير، ورفع الحصار عن غزة، ووقف الانتهاكات ضد المدنيين. كما دعا إلى إطلاق سراح الرهائن المحتجزين لدى حركة حماس، مطالبًا الدول بالاعتراف الفوري بالدولة الفلسطينية والعمل على منحها عضوية كاملة في الأمم المتحدة.
في سياق أوسع، تحدث سانشيز عن الأزمات المتفاقمة عالميًا، مشيرًا إلى تصاعد النزاعات وانتشار الخطابات التي تغذي الانقسامات، فضلًا عن تفشي السياسات الاقتصادية التي تُغلب الربح على الإنسان.
وأكد أن الأممية الاشتراكية تمثل صوت العدالة والتقدم في مواجهة هذه التحديات. كما دعا إلى تعزيز التعاون الدولي لمواجهة التحديات العالمية المشتركة مثل التغير المناخي وعدم المساواة الاقتصادية.
وانتقد سانشيز صعود اليمين المتطرف عالميًا، محذرًا من استخدامه التكنولوجيا لنشر الأكاذيب والمعلومات المضللة. معتبرا أن السياسات الرجعية التي يعتمدها هذا التيار محكوم عليها بالفشل، مشددًا على أن الديمقراطية الاجتماعية هي البديل القادر على بناء مجتمعات أكثر عدلًا ومساواة.
وشدد زعيم الأممية على أن الديمقراطية الاجتماعية هي البديل الذي يبني مجتمعات أكثر عدلًا ومساواة، مشيرًا إلى أن السياسات الرجعية لا يمكن أن تحقق العدالة والتقدم. وأكد أن الاشتراكيين مطالبون بالدفاع عن هذه القيم لبناء مستقبل أفضل للأجيال القادمة.
واختتم ساشيز كلمته بالتأكيد على أن إسبانيا تقدم نموذجًا ناجحًا لتطبيق مبادئ الديمقراطية الاجتماعية، مشيرًا إلى تحقيق بلاده نموًا اقتصاديًا مع تقليل الفجوات الاجتماعية.
إلى ذلك، عبّر المشاركون في مؤتمر الأممية الاشتراكية، المنعقد في الرباط بتنظيم حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، عن ارتياحهم الكبير لحسن التنظيم والاستقبال المغربي الدافئ. وأشاد الحاضرون القادمين من مختلف بقاع العالم بالاحتضان المتميز للمؤتمر، الذي وفر فضاءً ملائماً للنقاش حول القضايا العالمية الملحّة، وعلى رأسها تعزيز الديمقراطية والعدالة الاجتماعية ومواجهة التغير المناخي.
وأشار المشاركون إلى أن هذا الحدث يعكس قدرة المغرب على احتضان فعاليات دولية بهذا الحجم، مؤكدين على أن اختيار الرباط لاستضافة المؤتمر يبرز مكانتها كجسر للتواصل بين الشمال والجنوب. كما ثمنوا الدور القيادي الذي يلعبه حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية في تعزيز القيم الاشتراكية والإنسانية، وخلق فضاء للتلاقي وتبادل الرؤى بين قادة الأحزاب الاشتراكية حول العالم.
وفي سياق متصل، شدد الحاضرون على أهمية القرارات والتوصيات المرتقبة من المجلس الدولي للأممية الاشتراكية، في رسم مسارات جديدة للتعاون الدولي، معربين عن أملهم في أن تسهم مخرجاته في معالجة التحديات التي تواجه المجتمعات اليوم.