حضور لافت للسينما العربية في الدورة العاشرة للمهرجان الدولي لسينما المقهى بتازة


تتويج للفيلم التونسي «أصهار الكرامة « لمخرجه: تيسير النصراوي بالجائزة الكبرى

تتويج المخرجة المغربية فاطمة الزهراء الجلاد بجائزة الصناعات الثقافية عن فيلمها « عبق التاريخ « رحلة عبر نافذة التراث فاس المدينة

 

أسدل الستار السبت مساء بمسرح تازة العليا عن فعاليات الدورة العاشرة من المهرجان الدولي لسينما المقهى بتازة بعد أن تواصلت على مدى 4 أيام 11-12-13 دجنبر 2025 تحت شعار «السينما والصناعات الثقافية “. وتوزعت جوائز الدورة الذهبية العاشرة التي حملت اسم السينمائي الراحل محمد الركاب إلى صنفين: الفيلم الوثائقي والفيلم الروائي.
في صنف الفيلم الوثائقي، منحت لجنة تحكيم المكونة من البلجيكية كاترين كودفروا Catherine Godfroid والممثل زكريا عاطفي الجائزة الكبرى للفيلم التونسي «أصهار الكرامة « لمخرجه: تيسير النصراوي. وحاز جائزة الإخراج الفيلم المغربي «الحنطة» لمخرجه عمر قلو. فيما نالت المخرجة المغربية فاطمة الزهراء الجلاد جائزة الصناعات الثقافية عن فيلمها « عبق التاريخ « رحلة عبر نافذة التراث – فاس المدينة. لتؤول جائزة التنويه في صنف الوثائقي للفيلم المصري « كنت حقيبة» لمخرجه: مازن محمد.
أما في صنف الفيلم الروائي، فقد منحت لجنة التحكيم المكونة من الممثل المغربي محمد البلهيسي والكاتب الشاعر يحيى عمارة والفنان التشكيلي مصطفى الكوش الجائزة الكبرى للفيلم العراقي «شراشيب» لمخرجه» علي الكعبي. فيما آلت جائزة الإخراج للفيلم المغربي: «لحظة إدراك» لمخرجته سكينة الناصيري. أما جائزة السيناريو فعادت للفيلم المغربي «فراغ» لمخرجه رشيد عماري. وحاز الفيلم المغربي «ربيع» لمخرجه زكرياء الخراط جائزة لجنة التحكيم. فيما آلت جائزة الصناعات الثقافية للفيلم الإسباني « El Emperador» لمخرجه: نبيل الحمري. كما حاز الفيلم الوثائقي المغربي «أعطيني أكسجين» لمخرجه أحمد أمين النولي على جائزة التنويه.
باقي الجوائز جات على الشكل الآتي:
جائزة التميز في الكتابة السينمائية والرؤية الاخراجية في صنف مسابقة السيناريو «Beyod The Image « للسيناريست: « زكرياء سطير». جائزة أفضل قصة إنسانية في صنف مسابقة السيناريو “الحفارة» للسيناريست: « عمر علي» جائزة الصناعات الثقافية في صنف مسابقة السيناريو “لعبة الحياة» للسيناريست: « حماد مساوي». جائزة تجديد الخطاب السينمائي والأبعاد الفلسفية في صنف مسابقة السيناريو “جنازة ميت» للسيناريست: « حوزة الدفون»
وفي كلمته بالمناسبة، رحب الدكتور عزيز زروقي بضيوف المهرجان من عشّاق الفن السابع ومجموعة من مثقفي وفناني ومبدعي وممثلين ونقاد وإعلاميي المدينة في أجواء فنية ثقافية. إلى جانب نخبة من ضيوف الشرف القادمين من جنوب وشرق المملكة، تجشموا عناء السفر من مناطق بعيدة حيث شكّل حضورهم قيمة مضافة لهذه المحطة الفنية الهامة معتبرا الحدث الفني والثقافي مناسبة لتؤكد مدينة تازة مرة أخرى مكانتها كفضاء ثقافي حيّ ومنفتح قادر على احتضان الفعل السينمائي في ألمعيه، وتجويد النقاش أكاديميا حول دور الفنون في تنشيط المجال الثقافي والتنمية المحلية.
وتنوعت فقرات المهرجان بين العروض السينمائية ولوحات موسيقية راقية ذات طابع صوفي مجموعة -مومن عيسى- مجموعة نسائم الروح، التي أضفت على الأمسية لمسة جمالية مميزة، فيما تابع الجمهور وصلة غنائية بالفرنسية للفنان عبد القادر فريحة وفقرتين غنائيتين للفنان حميد التيجاني كما تابع الحضور عرض شريط الافتتاح -مرشحون للانتحار- للمخرج حمزة عاطفي. إلى جانب لحظة الوفاء التي خصها المهرجان لتكريم أطر عالية الكفاءة في مجال التربية والتكوين الجامعي السيدات والسادة الدكتورة نعيمة بوهلي، الدكتور حسن هدي، الفنان المبدع حميد التيجاوي والمخرج خالد الإبراهيمي. وهي أسماء تركت أثرا واضحا في مسار تخصصها الإبداعي والموضوعاتي، وساهمت بخبرتها وتجربتها في إثراء الذاكرة الثقافية و الفنية. وكعادة المشهد الثقافي الوطني كان الجمهور التازي النوعي بدوره حاضرا ليؤكد مرة أخرى عطشه وشغفه للفن وأهل الفن وحرصه على مرافقة المبادرات الثقافية الجادة، وهو ما يعكس رهان المهرجان على الجمهور باعتباره شريكا أساسيا في نجاح هذه التظاهرة.
وسجل المتتبعون للشأن الثقافي تكاملا بديعا على صعيد انتقاء المداخلات والحقول المعرفية ذات الصلة بالصناعات الثقافية. يتعلق الامر ببرمجة متكاملة ومتوازنة يتقاطع فيه النظري بالتطبيقي في مجالي الإخراج بشقيه السينمائي والتلفزيوني. وخلق تكامل فني وثقافي بديع في مجال برمجة الفعل الثقافي موضوعاتيا. إضافة إلى الانفتاح على الفضاءات الجامعية للمرة الأولى وإبراز الطاقات والكفاءات المحلية سواء في مجال التنشيط الثقافي باللغتين الدكتور خالد ياسين والدكتور مصطفى سفرو رشيد منصور د حسن لمغرز وإعطاء الشباب الواعد فرصة للتنشيط والإبداع – أيمن بوجميد آسية عكور.
-وقد تنوعت الفقرات ما بين تقديم قراءة في كتاب “فن فهم السينما بين اللغة والنظرية “بحضور مؤلفه الناقد السينمائي الدكتور حمادي كيروم الذي جرى الاحتفاء بتجربته النقدية بمعهد الموسيقى والفن الكوريغرافي بتازة في جلسة سينمائية من تقديم الدكتور خالد ياسين « وتوقيع إصدار آخر « كرنفال الحب» للدكتور يحيى عمارة. الذي تكرم بتوقيع العديد من إصداراته الثقافية والأدبية القيمة.
كما شهدت رحاب الكلية المتعددة التخصصات بتازة درسا علميا قيما لأستاذ شعبة علوم الإعلام والتواصل بالجامعة الدكتور بلقاسم السهلي بالكلية متعددة التخصصات وقد يسرت فقرات هذه الأنشطة الدكتورة نعيمة بوهلي. درس علمي حبس أنفاس الحضور لساعتين وهو يغوص كخبير وأكاديمي في أعماق الإخراج السينمائي والتلفزيوني « الرؤية الإخراجية بين السيناريو والصورة « بحضور د حمادي كيروم جواد العلمي زكريا لطفي عبد الرحمان الزاوي … ، وأهمية ورشة تحرير سيناريو فيلم روائي للسيناريست عبد الإلاه الحمدوشي، مرورا بورشة تصوير الحياة البرية للمصور الفوتوغرافي عبد الغني ميدة ، فضلا عن سمو الجلسات العلمية لندوة المهرجان اليوم الجمعة 12 دجنبر بمعهد الموسيقى والفن الكوريغرافي.بمساههمة فضيلة بقائمة من الأكاديميين والباحثين من جامعة محمد الأول بوجدة :منال نور شيماء بزاح أسماء هلال د نجاة زروقي وفي المجال الرقمي والحقوقي بالكلية الدكتورة أمال بوقديدة والدكتور وديع الهامل . وصولا إلى سمو اللحظة في تجسيد ثقافة الاعتراف بالاحتفاء بقامات فنية أسهمت بأكاديمية مشهود لها في الارتقاء بالمنتوج العلمي الثقافي. وهو تنوع يشكل قيمة مضافة في مجال البرمجة الثقافية. وتابع عشاق السينما بكثير من الشغف عروض سينمائية منتقاة، وندوات فكرية، وجلسات ثقافية من شأنها أن تثري النقاش حول علاقة السينما بالصناعات الثقافية، وتمنح الجمهور فسحة أرحب للتفاعل مع تجارب فنية جديدة ومبتكرة. عناوين كبرى لنجاح هذا الموعد الثقافي المتميز، على جهوده المتواصلة في تعزيز حضور السينما وتثمين الصناعات الثقافية بالحاضرة التازية.


الكاتب : عزيز باكوش

  

بتاريخ : 18/12/2025