حفر، برك مائية، ومعاناة يومية .. التساقطات المطرية تفضح هشاشة طرقات الدار البيضاء

عرت الأمطار الغزيرة التي تعرفها الدار البيضاء هشاشة بنيتها التحتية خصوصا شبكة الطرقات داخل الأحياء الشعبية التي تكون بعيدة عن اهتمام المسؤولين وغير داخلة في حساباتهم، وبمجرد ما تبدأ التساقطات تبدأ البرك المائية في التشكل داخل الحفر لتتحول إلى أفخاخ للسيارات ووسائل النقل في مشاهد تتكرر كل سنة دون حلول جذرية ناجعة.
الأمطار الغزيرة التي هطلت على الدار البيضاء وعلى مدن مغربية أخرى لا يمكن اعتبارها استثنائية إلا من حيث هطولها بعد سنوات من الجفاف لكن آثارها على بعض شوارع البيضاء بدت مبالغا فيها، حيث ظهرت حفر فجأة وسط طرقات كانت مهيأة حديثا، وبرك مائية كبيرة أعاقت حركة السير داخل أحياء شعبية ومناطق حيوية، عطلت المرور وأضرت بالسيارات، بل تسببت في سقوط بعض سائقي الدراجات النارية بسبب الانزلاقات، وهو ما يطرح أكثر من علامة استفهام حول جودة الأشغال ومعايير احترام السلامة الطرقية .
البيضاويون يتوجهون بأصابع الاتهام ليس إلى المياه المتهاطلة بل إلى ضعف جودة تزفيت الطرقات واعتماد مواد لا تصمد أمام الأمطار ناهيك عن عدم مراقبة قنوات الصرف الصحي وانسدادها في عدد من الأحياء، دون نسيان الحديث عن التنسيق الفعلي الغائب بين عدد من المتدخلين ( الماء، الكهرباء، الاتصالات، الطرق ) حيث يتم الحفر في كثير من النقط لتمرير شبكة الاتصالات مثلا دون إعادة التزفيت في المنطقة المستهدفة مما يتسبب في الحفر والبرك المائية بعد التساقطات المطرية.
الضرر الذي تتسبب فيه هذه الحفر يطال المواطن بشكل مباشر حيث تنضاف إليه تكاليف إضافية متعلقة بإصلاح سيارته، أما بالنسبة للراجلين وسائقي الدراجات النارية فخطر حوادث السير يزداد، كما تزداد معاناة السكان بسبب المسالك الموحلة وما يعنيه ذلك من تأخر في الوصول إلى المدارس والعمل ومختلف المرافق.
اختلالات تظهر في ذروة احتضان نهائيات كأس إفريقيا للأمم، وتظهر العمل الكثير الذي ينتظر الدار البيضاء الطامحة إلى أن تتبوأ مكانة متقدمة بين مدن العالم، وتظل الحاجة ماسة لتدخل عاجل وجدي من السلطات المحلية والمراكز المختصة لإصلاح هذه الاختلالات بشكل دائم، مع اعتماد معايير صارمة في الأشغال ومراقبة مستمرة لتفادي تكرار المشاهد المأساوية مع كل موسم ممطر.


الكاتب : خديجة مشتري تصوير: هيثم رغيب