نجا المنتخب الوطني من مفاجأة كادت تعرقل مسيرته خلال مباراته التي حل فيها مساء الجمعة الماضي ضيفا على النيجر بالملعب الشرفي بوجدة.
كان هذا تعليق الاتحاد الإفريقي لكرة القدم على هذه المباراة، التي تندرج ضمن الجولة الخامسة من منافسات المجموعة الخامسة من التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2026، حيث وجدت العناصر الوطنية صعوبات كبيرة في هذه المباراة، قبل أن تنهيها بتفوق صغير (2 – 1)، أمام منتخب يحتل الرتبة 126 عالميا، ويضم لاعبين يمارسون في دوريات جد متواضعة، لكن خبرة مدربه بادو الزاكي، الذي سبق له أن قاد الفريق الوطني المغربي إلى نهائي كأس أمم إفريقيا 2004، حين كان الركراكي واحدا من عناصره الأساسية، كانت عاملا مؤثرا في هذه المواجهة، حيث قدم درسا تكتيكيا للركراكي ولاعبيه، لا شك أنه سيكون مفيدا لهم في المستقبل، لاسيما في نهائيات أمم إفريقيا التي ستجري في الملاعب المغربية، نهاية العام الجاري.
ووضع بادو الزاكي الناخب الوطني وليد الركراكي أمام مشاكل تكتيكية، بعدما سد جميع المنافذ في وجه اللاعبين المغاربة، فنصب جدارا دفاعيا صلبا تكسرت معه كل المحاولات المغربية، ليجد اللاعبون أنفسهم أمام حالة استعصاء، حاول المدافع نايف أكرد أن ينهيها بتسديدة بعيدة، لكن القائم رد كرته في الدقيقة 15.
وعانى المنتخب المغربي الأمرين أمام منتخب النيجر، الذي اختار الملاعب المغربية لخوض مبارياته المحلية بسبب عدم تأهيل ملاعبه من طرف الكاف والفيفا، حيث أنهى الشوط الأول بالتعادل السلبي، قبل أن يجد نفسه متخلفا في النتيجة في الدقيقة 47 عبر يوسف عومارو برأسية قوية في الزاوية البعيدة عن الحارس ياسين بونو، بعد كرة ملعوبة من ضربة ثابتة.
وشكل هذا الهدف صفعة قوية للعناصر الوطنية، التي فشلت طيلة الشوط الأول في ترجمة محاولاتها إلى أهداف، إما بسبب عدم التوفيق والتسرع أو بسبب الكتلة الدفاعية التي وضعها المدرب بادور الزاكي في منتصف ملعبه.
ولتحطيم هذا الجدار، الذي ازداد صلابة بعد توقيع هدف التقدم، لجأ وليد الركراكي إلى دكة احتياطه، فأجرى في الدقيقة 56 ثلاثة تغييرات دفعة واحدة، حيث أخرج عز الدين أوناحي وسفيان رحيمي وإلياس بنصغير ومنح أمكنتهم لبلال الخنوس وعبد الصمد الزلزولي وإسماعيل الصيباري، الذي أدرك التعادل للفريق الوطني في الدقيقة 59، بعد كرة ملعوبة من إبراهيم دياز في الجهة اليمنى حولها يوسف النصيري برأسه، لتصل إلى نجم أيندهوفن الهولندي، الذي تابعها في الشباك. وحرر هذا الهدف اللاعبين المغاربة بعض الشيء، فضغطوا على مرمى الحارس محمادو تاندجا كاسالي، لكن المدرب بادو الزاكي واجهها بتغييرات في الدقيقة 67 للحد من خطورة الأسود.
وفي الوقت الذي كانت فيه المباراة تسير نحو التعادل بهدف لمثله، وبعد كرة ثنائية رفيعة، بين الظهير الأيسر نصير المزراوي وإبراهيم دياز، الذي أعاد له كرة بعقب القدم، منحته التقدم إلى الأمام قبل أن يمرر إلى بلال الخنوس المتحرر من الرقابة، فأسكنها برأسية محكمة الشباك (د 1+90)، ويمنح الفريق الوطني فوزا رابعا على التوالي.
وبعد هذا الفوز، عزز أسود الأطلس تصدر المجموعة الخامسة برصيد 12 نقطة، متقدما على منتخب النيجر، صاحب المركز الثاني برصيد 6 نقاط، مناصفة مع المنتخب التنزاني، فيما يحتل المنتخب الزامبي المركز الرابع برصيد 3 نقاط.
ويواجه المنتخب الوطني في الجولة الخامسة نظيره التنزاني يوم غد الثلاثاء على أرضية المركب الشرفي بمدينة وجدة.