حكاية رحلة رياضية امتدت لأزيد من خمسين سنة 16- هكذا أشرفت على تدريب أميرات القصر الملكي في السعودية

تعتبر نعيمة رودان أول إمرأة مغربية تحرز ميدالية ذهبية لصالح المسايفة المغربية، حدث ذلك في نهاية الستينيات خلال بطولة الألعاب الرياضية للمغرب العربي التي جرت بتونس.ويسجل التاريخ أنها ظلت منذ سنوات صباها وعلى امتداد خمسين سنة مرتبطة برياضة المسايفة كمبارزة،مدربة ومسيرة. ويحسب لها أيضا أنها حملت قضية المرأة الرياضية المغربية على عاتقها مدافعة عن حقها في ممارسة رياضية سليمة وعادلة حيث انضمت للجنة المرأة والرياضة التي كانت تابعة للجنة الوطنية الأولمبية وساهمت إلى جانب زميلاتها من الأسماء الرياضية الكبيرة في منح الرياضة النسوية الاهتمام الذي يليق بها.
لخمسين سنة،لم تنفصل عن عوالم الرياضة، بل وسهرت على أن ترضع أبناءها الثلاثة عشق الرياضة إلى أن أضحوا بدورهم نجوما وأبطالا في رياضة المسايفة محرزين عدة ألقاب في إسبانيا وفي كل التظاهرات بأوربا والعالم.

 

رجعنا الى المغرب تغمرنا أولا فرحة العمرة التي تحققت لنا في طرف وجيز من الزمن وكذلك العقد العملي لرياضة أحبها كل الحب. رجعنا الى المغرب تغمرنا أولا فرحة العمرة التي تحققت لنا في طرف وجيز من الزمن وكذلك العقد العملي لرياضة أحبها كل الحب. حقق لله لي عمرة بيته الحرام كما حقق لي أملي في العودة لحياة المسايفة وأجواءها الرائعة.عدنا للعمل في الشركة، كنت ملزمة بأن اخبر المسؤولين بالتخلي عن مهامي بالشركة لأنني كنت مجبرة على العودة الى الديار السعودية، لم يكنٌ الرد موفق لكن بعد عدة اجتماعات خرج القرار بالموافقة لي، لكن زوجي كان ملزم بالبقاء في الشركة.كنت إذن مضطرة للسفر للسعودية بمفردي، بدا القلق يجتاحني من الابتعاد عن أسرتي الصغيرة والكبيرة، وكذلك البعد عن صغيرتي الكل تفاجأ للقرار، لكن لم يكن من الممكن إلغاءه لأنني لم أقدر ان اخذل طلب وزير الشبيبة والرياضة الذي شرفني بهاذا القرار.مر شهر فقط عن عودتنا من السعودية لأنطلق في الاستعداد للالتحاق بالعمل الجديد، أتذكر أنها كانت من أصعب الأيام التي مرت علي، فراق ابنتي الصغيرة، زوجي وعائلتي، تضحية كبيرة من أجل الانتقال لمحطة جديدة في رياضتي المفضلة المسايفة.التحقت في شهر  يونيو 1987 بالعمل الجديد بمدينة الرياض بقصر الملك فيصل بعقد لمدة سنتين، اعتمرت خلالها 7 مرات وقمت كذلك بفريضة الحج مع الأميرات في سنة 1988 ، مع العلم انني كنت أعود إلى المغرب مرة كل ثلاثة أشهر. ضمن البرنامج اليومي للعمل، كنت أقوم أوزع حصص تدريب الأميرات  بالياقة البدنية ثم دروس في المسايفة.و في ساعات الفراغ، كنت أدرس التدليك الرياضي وأطبقه  مما أعطاني الفرصة للتعامل مع عدة أميرات في هاذا المجال.مرت عامان، كنت أتواصل هاتفيا  كل يوم مع زوجي لمعرفة أخبار الأسرة وللاطمئنان على أبنتي، كنت ابكي كلما اسمع صوتها.كان الأمر صعبا جدا فقد كان الشوق لابنتي سارة يؤلمني بشكل كبير.في 1989، رجعت بمناسبة العطلة الصيفية إلى بلدي المغرب،عشت خلالها بالقرب  من ابنتي وزوجي، وقضينا العطلة في أكادير بصحبة أصدقاء لنا ل 20 يوما. انتهت العطلة واقترب وقت السفر إلى السعودية والالتحاق بالعمل. وحدثت مفاجاة،فقد اكتشفت أني حبلى. رأى زوجي أنه لا خيار لي سوى عدم السفر. اتصلت إذن بالأميرة الأم وأخبرتها بأنني حامل وأتأسف لعدم تمكني من الروجوع للعمل. لن أنسى تلك الأيام الجميلة التي قضيتها في القصر الملكي السعودي، في القصر تعرفت على جميع أبناء وبنات الملك فيصل ابن عبد العزيز منهم (سعود الفيصل – وزير الخارجية، وَعَبَد الرحمان الفيصل في وزارة الدفاع . الأمير محمد الفيصل). أتذكر أن  الأمير عبد الرحمان الفيصل كان دائما يمزح معي ويسألني لماذا تسمون الملعقة بـ “العاشق” وكان يقول لي:  يانعيمة .. العاشق باللغة العربية هو المحب والمغرم.

 


الكاتب : عزيز بلبودالي

  

بتاريخ : 13/05/2020

أخبار مرتبطة

يقدم كتاب “ حرب المئة عام على فلسطين “ لرشيد الخالدي، فَهما ممكنا لتاريخ فلسطين الحديث، بشَـن حـرب استعمارية ضد

يؤكد الفيلسوف ميشيل فوكو أن عصر الأنوار «لم يجعل منا راشدين»، ظلك أن التهافت الأخلاقي للغرب ظل يعيش، إلى الآن،

نعود مجددا إلى «حياكة الزمن السياسي في المغرب، خيال الدولة في العصر النيوليبرالي»، هذا الكتاب السياسي الرفيع، الذي ألفه الباحث

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *