حكاية رحلة رياضية امتدت لأزيد من خمسين سنة 17 – في حضرة جلالة الملك محمد السادس

تعتبر نعيمة رودان أول إمرأة مغربية تحرز ميدالية ذهبية لصالح المسايفة المغربية، حدث ذلك في نهاية الستينيات خلال بطولة الألعاب الرياضية للمغرب العربي التي جرت بتونس.ويسجل التاريخ أنها ظلت منذ سنوات صباها وعلى امتداد خمسين سنة مرتبطة برياضة المسايفة كمبارزة،مدربة ومسيرة. ويحسب لها أيضا أنها حملت قضية المرأة الرياضية المغربية على عاتقها مدافعة عن حقها في ممارسة رياضية سليمة وعادلة حيث انضمت للجنة المرأة والرياضة التي كانت تابعة للجنة الوطنية الأولمبية وساهمت إلى جانب زميلاتها من الأسماء الرياضية الكبيرة في منح الرياضة النسوية الاهتمام الذي يليق بها.
لخمسين سنة،لم تنفصل عن عوالم الرياضة، بل وسهرت على أن ترضع أبناءها الثلاثة عشق الرياضة إلى أن أضحوا بدورهم نجوما وأبطالا في رياضة المسايفة محرزين عدة ألقاب في إسبانيا وفي كل التظاهرات بأوربا والعالم.

 

لن أنسى تلك الأيام الجميلة التي قضيتها في القصر الملكي السعودي. في القصر تعرفت على جميع أبناء وبنات الملك فيصل ابن عبد العزيز منهم (سعود الفيصل- وزير الخارجية، وَعَبَد الرحمان الفيصل في وزارة الدفاع. الأمير محمد الفيصل).أتذكر أن  الأمير عبد الرحمان الفيصل كان دائما يمزح معي ويسألني لماذا تسمون الملعقة ب”العاشق” وكان يقول لي:  يانعيمة.. العاشق باللغة العربية هو المحب والمغرم.لن أنسى تلك الأيام الجميلة التي قضيتها في القصر الملكي السعودي. في القصر تعرفت على جميع أبناء وبنات الملك فيصل ابن عبد العزيز منهم (سعود الفيصل- وزير الخارجية، وَعَبَد الرحمان الفيصل في وزارة الدفاع. الأمير محمد الفيصل).أتذكر أن  الأمير عبد الرحمان الفيصل كان دائما يمزح معي ويسألني لماذا تسمون الملعقة ب”العاشق” وكان يقول لي:  يانعيمة.. العاشق باللغة العربية هو المحب والمغرم.في سنة 1999، تلقيت دعوة للسفر إلى تونس  لخوض دورة تكوينية في التحكيم وذلك رفقة حكام دوليين من مختلف أرجاء المعمور.دامت الدورة التكوينية عشرة أيام، عدت بعدها إلى وطني الحبيب لمزاولة مهامي من جديد وكان في استقبالي ابنائي وزوجي.عدت إلى العمل في شركتي لأنني غبت عن مسؤوليتي فترة طويلة.وفِي صيف 1999،تفاجأت وللمرة الثالثة بأنني حامل.  كنت في أشد الفرحة عندما أبلغني الطبيب بالأمر، لقد كانت أمنيتي لأنني لم أنجب لمدة عشرة سنوات.وفِي 30 مارس 2000، رأت النور حبوبة العائلة “أميمة” آخر العنقود، كل شيء مر في أحسن الظروف، عملنا العقيقة في بيتنا الجديد في حي المستشفيات وكانت حفلة رائعة بحضور العائلة والأحباء.أصبحت أم لثلاث أطفال (بنتين وولد)، وكبرت المهمة لكن الحمد لله زوجي كان يساعدني كثيرا بالخصوص انني كنت أسافر كثيرا خارج المغرب للعمل.مرت فترة النقاهة لشهرين فقط ثم عدت للعمل لأن شركتنا كانت عندها التزامات كثيرة مع المستشفيات.كان علينا إنجاز  أحد أكبر المركبات الصحية الخاصة بالترويض بمنطقة “بوسكورة” بالدارالبيضاء،وكنت ملزمة بالسفر إلى برشلونة لتوقيع الصفقة مع أحد المصانع المختصة الاسبانية. سافرت لمدة أسبوع  وقمت بتوقيع كل الالتزامات المطلوبة لجلب جميع الاَلات. خلال أربعة أشهر، استوردنا كل الأجهزة  وعملنا على تكوين الأشخاص المكلفين باستعمالها، في انتظار الافتتاح. جاء وقت الافتتاح، واسدعيت من طرف الجمعية المكلفة بهاذا الإنجاز لأن شركتي كانت هي الممول لكل الاَلات المختصة للترويض، وقبل وصول صاحب الجلالة محمد السادس نصره الله وأيده لترأس الحفل، قام بعض أعضاء الجمعية على إبعادي من الصف الذي سوف يمر به صاحب الجلالة لكن ولحسن حظي وقفت بجانب أشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة وعند خروج صاحب الجلالة الى الساحة أشار الي فهرعت للسلام على جلالته وسألني من أكون وماهو عملي.لمست في جلالته الانسانية بكامل معانيها.أجبت جلالته أنني المندوبة عن الشركة الممولة لاقتناء وتوفير المعدات الطبية. كانت المناسبة لالتقاط صور تذكارية رفقة جلالته.كما بثت التلفزة المغربية لقطات وأنا في حديث مع جلالة الملك وطبعا انتشر الخبر وتلقيت عدة مكالمات هاتفية من عدد كبير من معارفي يهنؤونني بلقائي بالملك محمد السادس.لقائي بجلالة الملك محمد السادس زرع في وجداني حماسا متجددا للعمل على المستوى المهني وكذا على المستوى الرياضي. انطلقت بحب كبير في تأدية واجبي في العمل وفي نفس الوقت تولدت في نفسي الرغبة في صنع التميز في رياضة المسايفة والمساهمة في تطويرها والرقي بها.

 

 


الكاتب : عزيز بلبودالي

  

بتاريخ : 14/05/2020

أخبار مرتبطة

يقدم كتاب “ حرب المئة عام على فلسطين “ لرشيد الخالدي، فَهما ممكنا لتاريخ فلسطين الحديث، بشَـن حـرب استعمارية ضد

يؤكد الفيلسوف ميشيل فوكو أن عصر الأنوار «لم يجعل منا راشدين»، ظلك أن التهافت الأخلاقي للغرب ظل يعيش، إلى الآن،

نعود مجددا إلى «حياكة الزمن السياسي في المغرب، خيال الدولة في العصر النيوليبرالي»، هذا الكتاب السياسي الرفيع، الذي ألفه الباحث

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *