حلقة «ديكريبطاج» عن المنتخب الوطني : نحمد الله على هذه الفرحة العارمة التي عمت المغرب بعد التأهل التاريخي إلى نصف نهائي كأس العالم

استهل مقدم البرنامج، «عبد العزيز الرماني» الحديث عن فرحة المغاربة العارمة بالإنجاز التاريخي للمنتخب الوطني عبر التأهل لكأس العالم، مذكرا بأن ما قدمه هؤلاء الشباب لحدود اللحظة يعتبر «درسا تاريخيا في الوطنية» على ضعاف النفوس (من حيث الوطنية) الاقتداء به لأجل النهوض بهذه الأمة والبلد الذي يحتويها نحو الأمام، مضيفا «أنهم أبهرونا لدرجة أن تملكتنا «التبوريشة» من هول الخبر الاستثنائي في التاريخ الكروي للمملكة والقارة والعرب عموما، على أننا ننتظر منهم إنجازا مماثلا في كأس إفريقيا للأمم».
ويتابع بأن رسالة الأسود، لا ينبغي أن تكون محدودة فقط على مستوى الرقعة الخضراء من الملعب، بل ينبغي أن تصل إلى حدود ساحات المسؤولين، الحرفيين والإداريين متجاوزين المستحيل من أجل إصلاح إدارتنا والسير بالتنمية صوب التقدم.. مختتما حديثه بأغنية «رجال الله واقفين معانا». وبالعودة إلى التاريخ، يبدو أن جملة «سير..سير..سير !» التي اعتاد الجمهور المغربي ترديدها خلال مونديال قطر، تعود ربما لما بين 1982 – 1984 حيث كان يغطي صاحب وصف المنتخب الوطني ب»أسود الأطلس» (ضيف البرنامج) أحد لاعبي الملاكمة، وهو يقول له «زيد..زيد..زيد !».. وبالنظر لكل هذه السنوات، نلاحظ السمة المميزة لهذه الكلمة التي جابت لبساطتها كل أرجاء العالم، وإذ يعود الفضل في كل هذه الإنجازات إلى إبداع جلالة الملك محمد السادس في نظرته التكوينية المستقبلية للجامعات الوطنية الرياضية، ونتيجتها هدفنا «الارتقائي الأسطوري» ضد البرتغال.
يقول «كمال لحلو»، ضيف حلقة البرنامج الإذاعي «ديكريبطاج»، إن سياسة جلالة الملك لدعم الرياضة (تحديدا كرة القدم) تمكنه بكل جدارة من لقب «أسد الأسود».. خلال المباراة التأهيلية في دبي (ضد الشيلي والإكوادور) هنا ظهرت نتيجة الرؤية الرياضية الملكية، وكما نعلم أن الركراكي لم يكن لديه الوقت الكافي لكنه ومع ذلك حقق إنجازا تاريخيا للوطن، يأتي بدوره بعد أكثر من 90 سنة على تأسيس «الفيفا»، به نرى المغرب يبصم لنفسه مكانا وسط العظماء، ويتشاركه الملك (دون بروتوكول إعلامي) مع شعبه الوفي، ولتتوالى التبريكات من كل حذب وصوب ومن شخصيات دولية معروفة ك»إيلون ماسك»، «أنطوني بلينكن»… لذلك، علينا أن لا ننسى عائلات الأبطال المغاربة، الذين أنجبوا للمغاربة هؤلاء الشباب ومن بينهم «ياسين بونو»، لكوننا فزنا بهؤلاء الشباب وأيضا بالتنظيم العربي المميز والمتقن لأبعد الحدود من لدن الأشقاء القطريين الذين شرفوا العرب والمسلمين عموما، وعلى أننا نشكر الإخوة الأفارقة الذين تشاركوا فرحتنا بكل قلب كبير.
عقب كمال لحلو بعد تدخلات عدة، على رسالة توصل بها خلال الحلقة التي استضافته قائلا «من لدن شخص عظيم.. كنا نعتقد أننا نعيش في المغرب، لكن المغرب هو من يعيش فينا»، قائلا إن «سر الإذاعة يكمن في «الإعادة»»، لهذا علينا أن نذكر بأن 26» لاعبا من منتخبنا (14 ولدوا خارج المغرب)، وآباؤهم هم من زرعوا فيهم حب النشيد الوطني والوطنية ما سهل زرع الحماس فيهم، وفي انتمائهم الوطني للمملكة بكل جوارحهم، في حب واضح واحترام شديد لوطنهم وساكنته !». يردف كمال لحلو، بأن الإنجاز المغربي، سيمكن إفريقيا من أن تكون ممثلة ب10 فرق، ما سيشجع إفريقيا ككل على تحقيق مشاركة مهمة في كأس العالم المقبل (48 فريقا مكان 32 المعتادة). إن كرة الدون كريستيانو ضد بونو (والتي يصعب على الحراس الآخرين منعها من الدخول إلى شباكهم) على غرار الكرة الأخيرة في الثواني الأخيرة من الشوط الثاني في مباراة إسبانيا، والتي بحفظ الله نجونا منها ولله الحمد، التي وفقت بونو في الحصول على لقب «أحسن حارس في العالم»، والجمهور المغربي الأفضل في العالم، وأن البطولة الوطنية ولادة للمواهب ولا يمكن الاستهانة بها.
تحدث كمال لحلو أيضا عن ذكراه حول «اليوم العالمي للرياضة»، مذكرا : «بأن أصل الفكرة، يعود إلى كون منصف بلخياط (وزير الشبيبة والرياضة سابقا)، تقدم بطلب من لدنه بخصوص شاب ذي كفاءة تكوينية أجنبية بغية توظيفه في اللجنة الأولمبية.. بعد أخذ ورد، تم إدماجه في اللجنة (كان المانع هو قيمة الأجر الذي يتلقاه لعمله والذي لم نتمكن من توفيره له(15.000 درهم).. ما أحزنني، أن أحد العاملين معي (لحم أكتافه من خيري) كتب بي شكاية من كوني أوظف الناس دون مباراة أو موافقة (بعد رفضي لطلبه بولوج اللجنة وهذا لعدم قدرتي على تنفيذه).. بعد الحادثة، تواصل معي «الرئيس» الجنرال (بن سليمان)، بغية أن أمثله في لقاء دولي للأمم المتحدة والمغرب ممثلا وحيدا لإفريقيا، متحدثين عن الرياضة وأهميتها في بناء حب الوطن، لذلك تحدثت إلى «بان كي مون» واقترحت عليه باسم اللجنة الوطنية المغربية يوما عالميا للرياضة حيث استقبل هذه الفكرة بكل صدر رحب !
أتذكر، يوم «قلل» بعض من القائمين على اللوحات الإشهارية في الملاعب (لن أذكر أسماءهم)، من شأن الرياضة أمامي، والذين وصفوا الشأن الرياضي وكرة القدم تحديدا ب»رياضة الزوفرية»، والذين أرى وجوههم اليوم، وهم يواكبون تقدم المنتخب والأطر الوطنية والنجاحات التي حققوها، ومآل تلك النظرة الدونية التي تمسكوا بها لسنوات عدة، وأن ما يسبحون فيه من خير الآن هو آت من هؤلاء الرياضيين الآن.. خلال الفترة التي كنت أدرب فيها على رياضات «التنس» و «الروغبي» و»الغولف»، تمت إضافة اسمي للالتحاق بالبعثة الأولمبية لحضور «أولمبياد ميونخ» من لدن «أرسلان الجديدي» (1972) الذي وعند سؤاله عن السبب قال (رحمه الله) : «كيف لا وهو من علمني التنس الذي لم أكن أعلم عنه شيئا !».
بالعودة للمنتخب الوطني وانعكاسات الإنجاز الذي حققه، نرى أبرزها على الشركات الرياضية تحديدا، والتي وإن «غيبت» ولم تتمتع ب»ثقافة المؤسسة» فسيكون مصيرها الهلاك لا محالة. من بين الرجالات المغاربة الذين أعطوا الكثير للمؤسسة الرياضية، نشيد ب»يونس مشرافي» الذي أسس ل»الفيديرالية المغربية للمقاولة المغربية في الرياضة» من أجل تربية «الروح الرياضية» لمن يمثلون مؤسساتهم ! لذلك، علينا أن نذكر الشباب بأن حب المؤسسة والوطن، سيمكنكم من المناصب التي يطمحون إليها، وأنا خير مثال على ذلك حيث لم أملك ما أملكه الآن إلا بعد مشقة وعمل، فقد كنت قبل سنوات عدة «أستاذ رياضة» فقط، غير أنني وبالعمل والحب تمكنت من تحقيق نفسي !
وذكر كمال لحلو بأن ما يقتل الحركة الرياضية في المغرب، كان ولا يزال «سوء التدبير الرياضي والإعلامي وضعف الرؤية والاستثمار في الإعلام»، مذكرا بقصة مدير قناة إعلامية معينة، والذي جلب له فرجة (مجانية كما وصفها) لسلسلة من الألعاب الأولمبية شارك فيها نجوم مغاربة أبرزهم آنذاك «سعيد عويطة»، غير أن مدير القناة لم يكترث لهذا العرض وأضاع فرصة من ذهب لدعم ملفه المهني والرياضة المغربية على حد سواء. في ختام حديثه، ذكر كمال لحلو «جريدة الاتحاد الاشتراكي»، حيث نوه بمقال السيد بوعبيد الصادر بتاريخ 10 فبراير 1996، والذي خصص صفحة كاملة عن قضية «الأسود» ومن كون المنتخب الوطني هو «صانع الحدث العالمي» بامتياز، شاكرا القائمين على البرنامج على استضافته، وعلى تقاسم الأفكار والمبادئ معه، تلك السمات التي لا يزال يعتبرها أساس نجاحنا الإعلامي والرياضي الوطني.


الكاتب : المهدي المقدمي

  

بتاريخ : 14/12/2022