حميد لشهب يحلم بـ «إنسان دون قيود»

يصدر قريبًا عن دار خطوط وظلال كتاب جديد في الفلسفة بعنوان:» الإنسان دون قيود – لماذا لا تُحرر الحياة دون قيود،» تأليف راينر فونك وترجمة حميد لشهب.
الغلاف رؤية بصرية لمدير الدار الفنان محمد العامري.
إن كتاب «الإنسان دون قيود» لمؤلفه راينر فونك هو أول محاولة من نوعها اهتمت بتحليل نفساني-سوسيولوجي للإنسان الغربي المعاصر، الذي يعيش -والعالم معه- تحولا جذريا في كل ميادين حياته وعلى جميع مستوياتها، على إثر «الثورة الرقمية» الجارفة، بمحاسنها ومساوئها. فبعد كتابه «الأنا والنحن»، وعلى أثر استاذه إريك فروم، يتسلح فونك بترسانة من الأوات التحليلية في دراسته هذه، شارحا للأفكار ومركبا لها، بطريقة نسقية نقدية، تحاول الفهم قصد التشخيص الدقيقي لوضع الإنسان في عالم تعقد أكثر مما يُتصور وأصبح فهمه يمثل تحديا للمفكرين والمحللين والمهتمين بقدر الإنسان في القرن الواحد والعشرين.
ما يحلله فونك في دراسته هذه هو ما نسميه شخصيا: «انفجار الأنا» للإنسان الحالي، نظرا لمجموعة من الأوهام المؤسسة لعصرنا هذا، ومنها بالخصوص الإمكانيات اللامحدودة التي تتيحها التكنولوجيا الرقمية وتطبيقاتها في كل الميادين وبالخصوص التواصل بين البشر فيما يسمى الفضاء الأزرق، أي العالم الإفتراضي، حيث أصبح كل شيء مباحا وممكنا، دون فرامل ولا قيود من أي نوع. وراء شاشة ما (كمبيوتر أو هاتف متجول) أصبح ممكنا المشاركة في هذا الفضاء دون عقد، وبأسماء مستعارة مختلفة. ويتجلى «انفجار الأنا» هذا في اكتساب الغالبية العظمى لبشر هذا القرن قناعة بأن «أناهم» هو أهم حاجة، ولا يتعلق الأمر بالنرجسية كما نعرفها، بل بنوع من التركيز على الذات، يعيق عيش الواقع بموضوعية، ويسبب في اضطرابات نفسية وجسدية لا حصر لها، تصل درجتها القصوى في الإدمان على العالم الإفتراضي، وبناء عالم داخلي شخصي، يتقوقع فيه المرء على ذاته، ويعتبر نفسه مركز العالم المحيط به.


بتاريخ : 29/12/2021