بين ولادته ووفاته، حياة مليئة بالكفاح والنضال والوطنية والترافع عن قضايا الوطن والذود عن حياضه. تعرض للاعتقال والتعذيب والمؤامرات والدسائس.. لكنه خرج منها مرفوع الرأس، قوي العزيمة، ثابتا على الحق، عاش من أجل وطنه وغادرنا إلى دار البقاء بحر الأسبوع الماضي..
في هذه الورقة نسلط الضوء على بعض من سيرة المجاهد محمد بنسعيد آيت إيدر.
ولد الوطني المجاهد والمقاوم والقائد السياسي سي محمد بن سعيد أيت إيدر في يوليوز 1925 بمنطقة تين منصور بسوس التابعة لإقليم شتوكة آيت باها وترعرع بها، حيث تلقى تعليمه بالمدارس العتيقة .. وفي أوائل الأربعينيات التحق بمراكش ليتابع دراسته بمدرسة ابن يوسف حيث التقى ثلة من الشباب الوطنيين الجاهزين للعمل الوطني والنضالي ومقاومة الاستعمار ومنهم محمد الفقيه البصري ومحمد بوراس الفكيكي ومولاي عبد السلام الجبلي …إلخ ..حيث كانت لهم علاقات وطيدة بالفقيه العلامة المختار لسوسي من جهة وبعض المقاومين ومنهم عمر المتوكل الساحلي وعبد الله إبراهيم، هذا الأخير الذي ساهم في تأطيرهم السياسي والفكري للحزب وحضروا دروسا وعروضا قدمها المهدي بنبركة وخاصة في مجال حركات التحرر العالمية بمناطق من آسيا والمشرق العربي وكذا تاريخ المغرب و.. …التحق بالقطاع الطلابي لشبيبة حزب الاستقلال 1948 وقاموا كطلبة بمبادرات نضالية احتجاجية ومطلبية بتنسيق مع الحركة الوطنية، كما كانوا ينسقون مع طلبة جامعة القرويين بفاس .. ، في عام 1951 وبعد القمع الذي تعرض له طلبة القرويين خاض طلبة كلية بن يوسف إضرابا عاما عن الدراسة واحتجاجات تضامنية مما أدى بأجهزة الاحتلال إلى قمعهم بواسطة عميلهم الباشا التهامي الكلاوي ..وتعرض للضرب والتنكيل مثل رفاقه الفقيه البصري ومولاي عبد السلام الجبلي وبوشعيب الدكالي الحريري وعمر البيضاوي، ونتيجة لذلك قام بنسعيد رفقة طالب آخر بالتعرض لأحد العملاء وأشبعوه ضربا مما جعل الاحتلال يبحث عنهم، فتسللوا إلى الرباط بنية مقابلة الملك محمد الخامس حيث استقبلهم ولي العهد آنذاك الحسن الثاني ليتدخل الملك لصالح الطلبة الذين تم ترسيبهم في امتحانات الباكلوريا ويعاد لهم الامتحان فينجح بنسعيد و 4 آخرين من 10، وقامت قوى الاحتلال باعتقال بنسعيد ونفيه إلى مسقط رأسه بتين منصور بشتوكة في مارس 1952.
قاموا بتنظيم أنشطة منها الاحتفال بعيد العرش في 18 نونبر 1952، كما قاموا بمهام ذات صلة بالعمل السياسي الوطني بتواصل مباشر مع نظرائهم بالرباط والبيضاء وفاس وأكادير ومراكش ومكناس، ولعبوا أدوارا نضالية وتنظيمية مهمة في دعم المقاومة وتأطير الاحتجاج على اغتيال الزعيم النقابي فرحات حشات ثم أطروا بخلايا المقاومة الأحداث التي أعقبت نفي الملك محمد الخامس وأسرته، في 20 غشت 1953، مما تسبب في تعرضهم لابتلاءات جعلت البعض منهم يغادر مراكش إلى فاس ثم إلى البيضاء وبصموا تاريخ المقاومة بقيادتهم وحنكتهم سواء بمراكش أو الدار البيضاء، التي كانت تقوم بمهام التنسيق والتخطيط والتوجيه حيث التقوا مجاهدين آخرين ينتمون إلى سوس ومناطق مختلفة من المغرب …
-انتقل في أبريل 1954 إلى سيدي إفني بآيت باعمران منطقة البطولات والوفاء، وهي منطقة كانت محتلة من طرف الإسبان، وشكل رفقة آخرين من المقاومين الذين انكشف أمرهم عند المخابرات الفرنسية قاعدة خلفية للمنظمة السرية، وأحدثوا شبكة للاتصال والتنسيق مع الدار البيضاء ومراكش .. ، وقاموا بتنسيق مع البعض من رجالات آيت باعمران بفتح مدرسة ابتدائية أساتذتها من اللاجئين للمنطقة مما تسبب في تخوف الاحتلال الإسباني منهم ليقوم بإبعاد البعض منهم إلى الداخلة التي نقلوا إليها عملهم الوطني والتعبوي الذي أبعدوا من أجله، وفي أوائل 1955 وبعد اعتقال أحد أعضاء المقاومة السرية بمكناس امتدت الاعتقالات لتشمل العديد من المقاومين بعدة مدن من تازة وتافيلالت ووارزازات ومناطق بجنوب المغرب، فقامت قيادة المقاومة بترحيل العديد منهم، والذين كانوا مهددين ومستهدفين من البوليس الفرنسي، إلى مركز سيدي إفني في الجنوب ومركز تطوان بالشمال، وهكذا توفرت شروط تأسيس جيش التحرير بالشمال في 2 أكتوبر 1955 بعد تحضيرات عدة، والتي تابعها بنسعيد منذ بداياتها ليلتحق بجيش التحرير بالشمال، في دجنبر 1955، مكلفا بمهمة التنسيق وربط الاتصال بين القيادة المركزية بتطوان ومواقع جيش التحرير بالشمال والجنوب بسيدي إفني ومدريد، ونظرا للصراعات التي شهدها المغرب بعد الاستقلال مباشرة بسبب اختراقات ومشاكل وصراعات سياسوية كان وراءها عدة جهات منها بعض قيادات الجيش ..، لهذا بذلت محاولات لتصفية الأجواء ولم الشمل، ولعب بنسعيد آيت إيدر دورا أساسيا في إعداد جوازات سفر وإخراج كل من الفقيه البصري وسعيد بونعيلات وحسن صفي الدين الاعرج لاجتماع في مدريد دعا له وحضر وساهم في تأطيره علال الفاسي بدار الكبير الفاسي بحضور المهدي بنبركة والدكتور الخطيب والحسين برادة وعباس لمسعدي وآخرين ..ولاعتبارات دقيقة لتجنب فشل الاجتماع غادر الاجتماع بنبركة والكبير الفاسي .. ، ومما تمخض عن هذا الاجتماع المصادقة على قرار عدم تجريد جيش التحرير من السلاح .. في فبراير 1956 عقد لقاء بالقاهرة بإيعاز من جمال عبد الناصر وقيادة الجزائر للتنسيق والاتفاق بين قيادات من مصر والجزائر وتونس وجيش التحرير المغربي على عدم وضع السلاح وضرورة مواصلة الكفاح المشترك حتى تحرير شمال إفريقيا: المغرب وتونس والجزائر، وأكدوا رفضهم للاتفاقات السياسية للأحزاب .. ، وبعد اغتيال عباس المسعدي سيكلف الخطيب بحل جيش التحرير، ونظرا لتعثر وفشل لقاء مدريد قامت قيادات من جيش التحرير والمقاومة بالبيضاء والخميسات بتشكيل ثلاث لجن عمل: واحدة يرأسها بنسعيد والثانية بوشعيب الحريري الدكالي وتعطلت هذه المبادرة، وقام إبراهيم الروداني 1956و1957 بمحاولات أخرى لتوحيد فصائل المقاومة وفشل في مهمته لتخندقهم في أحزاب ومنظمات ثلاثة: حزب الاستقلال ونقابة الاتحاد المغربي للشغل ومنظمة الهلال الأسود التابع لحزب الشورى والاستقلال …وكانت إرادة الدولة تجريد جيش التحرير من السلاح ..، وعمد بنسعيد أيت إيدر إلى تحويل الأسلحة التي توصل بها إلى جيش التحرير بالجنوب المغربي بعد أن وافق محمد الخامس على مواصلة الكفاح المسلح لتحرير كل الأراضي المحتلة من فرنسا وإسبانيا …
– شارك محمد بنسعيد أيت إيدر وبوشعيب الدكالي مع الملك محمد الخامس ووزير الداخلية إدريس المحمدي في إدماج المقاومين بتوظيف العديد منهم بالجيش الملكي والقوات المساعدة ووزارة الداخلية .. إلخ، ومنحت رخص النقل للبعض منهم .. ، ونظرا لانحراف وخروج عملية الإدماج وتسوية أوضاع المقاومين عن الخط السليم قرر بنسعيد الالتحاق بجيش التحرير بالجنوب ..
-يشير بنسعيد آيت إيدر في مذكراته أنه في 1956 توافد على المغرب وعلى كلميم مركز جيش التحرير قيادات سياسية ووطنيين من موريتانيا ومنهم الزعيم الموريتاني حرمة ولد بابانا، الذي كان عضوا بالمجلس الأعلى لإفريقيا الغربية والنائب البرلماني في الجمعية الوطنية الفرنسية (البرلمان) ومنهم باهي محمد حرمة .. وأصدر الملك محمد الخامس التوجيهات لجيش التحرير ليحرر الجنوب ولمؤازرة موريتانيا ضد فرنسا …
فكان أول هجوم في 6 يوليوز1956 على معسكر للجيش الفرنسي يسمى «فم الاعشار» قتل فيه 25 وأصيب 100 من العدو واستشهد جندي واحد من جيش التحرير وجرح ستة … وتوالت الهجمات النوعية القوية لجيش التحرير ضد الجيش الفرنسي منها : مركالة، ومحاميد الغزلان، والسويحات، والزمول … الخ …
وانطلق فصيل من جيش التحرير في أكتوبر 1956 ليصل في يناير 1957 لموريتانيا ..، ورغم بعد الطريق عبر الصحراء الوعرة واعتماد طرق الدواب، ورغم الصعوبات بما فيها طرق الإمداد والدعم فقد تعرض الجيش الفرنسي لخسائر فاقت أضرار جيش التحرير.. ليقوم الجيش الفرنسي بتدعيم قواته وقدراته مما اضطر فصيل جيش التحرير إلى التراجع غير المنظم بسبب القصف المدفعي المكثف …
يقول بنسعيد آيت إيدر إنهم خططوا بعد شهر من هزيمتهم الأولى للانتقام من الجيش الفرنسي فكانت المعركة الأولى 14 فبراير 1957 قرب جبل رغيوة ببير موكرين ضد كتائب الفرنسيين القادمة من تيندوف..فتمكن جيش التحرير من خوض عدة معارك ومناورات حررت السمارة وطانطان واضطر الجيش الإسباني إلى إخلاء العديد من المناطق والمراكز العسكرية، كما غادرت قوات الإسبان منطقة الداخلة ومركز العركوب وأوسرد، وكانت هذه المعارك بتنسيق ودعم من قبائل الرقيبات واولاد دليم والصحراويين المنخرطين بالجيش الإسباني …وقام المقاوم ناضل الهاشمي منفردا مع مرافقين بنقل سلاح بـ»لاندروفر» من السمارة إلى وادي الذهب، وبالتفاف القبائل معه وكذا المغاربة المنتمين للجيش الاسباني فر الإسبان إلى الكويرة فأصبح لجيش التحرير مطلق الحرية للتحرك في ربوع الصحراء وقطعه لخطوط إمداد الجيش الإسباني وحصار طرفاية والعيون والداخلة ..وبمعلومات استخباراتية للصحراويين، التي أبلغت لجيش التحرير، وضع هذا الأخير خططا دقيقة، وفي صبيحة الأول من فبراير 1958 انطلقت معركة امتدت لثلاثة أيام مكنت من الإيقاع بفرقة عسكرية أبيدت كاملة (800)بضباطها، والتي كانت ستهجم لفك الحصار على العيون، ولعبت قبيلة أولاد دليم دورا في (معركة تافودارت)…
– تعرض بنسعيد لمحاولة اغتيال سنة 1957 عندما كان في لقاء سري بمنزل الراحل مايوحل بلقاسم نواحي كليميم، ومن الحاضرين في الاجتماع كريم محمد بن إبراهيم الباعمراني ومحمد بورحيم المعروف ببنسعيد الصغير، حيث بعد مغادرة الاجتماع اعترض طريقهم أفراد يحملون رشاشات قالوا إنهم جاؤوا لتصفيته لكن بنسعيد الصغير بادرهم بسرعة بتوجيه رشاشه إليهم لتفشل العملية…
– في فبراير 1958 وقعت معركة «إيكوفيون» تحالف فيها الجيش الإسباني والجيش الفرنسي وتجهزا لها بكل أصناف قواتهم العسكرية برا وجوا .. وهجموا من كل الاتجاهات، وعلى كل المحاور، في استهداف لجيش التحرير أينما وجد وتواجد، ورغم ذلك تكبدت جيوشهم خسائر كبيرة في سيدي إيفني و بيجاريفن وسيدي محمد بن داود الركنت ..وقامت قوات الاحتلال بتافودارت بقتل حتى الأطفال والنساء وأحرقوا كل ما فيه منفعة، وأعدموا عددا كبيرا منهم بمبرر أنهم متعاونون مع جيش التحرير، وحاصروا مراكز المقاومة وقطعت طرق الإمدادات، وبلغت عدد المعارك بآيت باعمران 50 معركة، وبالصحراء المغربية 15 معركة مما تسبب في نزوح وابتعاد السكان عن مناطق المعارك فوجدت قيادة جيش التحرير صعوبات في مواجهة الاستعمار وتوفير ظروف استقبال وإيواء النازحين وضعفت قدرات جيش التحرير المالية التي كانت تغطي بعض مصاريف المجاهدين الدنيا كالتموين واللباس والسلاح، واعتبارا لهذه الوضعية الصعبة لعب المهدي بنبركة أدوارا محورية في تقديم الحلول اعتمادا على خبرته في ورش طريق الوحدة لتأطير وتوجيه التدخلات، ومن نتائج هذه المعارك الأخيرة اضطر الاحتلال الإسباني إلى الاعتراف باستقلال طرفاية التي حررها جيش التحرير وأحكم دفاعاتها…
ولظروف عسكرية ولتباين الإمكانيات العسكرية، بشرا ومعدات، يوضح بنسعيد آيت إيدر أن المعتمد في مواجهة قوات الاحتلال الفرنسية والإسبانية كان بحروب العصابات ..
– يعتبر بنسعيد نتائج معركة « إيكوفيون « هزيمة عسكرية لجيش التحرير وليست سياسية ..، وتحدث عن مؤتمر « بوخشيبة» بين منطقة طرفاية ومنطقة العيون. في 12مارس 1958 عقد اجتماع ضم رؤساء القبائل الصحراوية وشاركت قبائل من موريتانيا وولي العهد الحسن الثاني … ومن المواقف والتوصيات المنبثقة تأييد خطاب محمد الخامس الذي ألقاه في المحاميد في 26فبراير 1958، والذي يؤكد على استمرار الكفاح حتى استرجاع كل الأراضي المغربية المحتلة ..، كما حضرت قيادة جيش التحرير لعقد مؤتمر ثان بالرباط في مارس 1959 حضره مؤتمرون عن كل قبائل الصحراء الغربية والشرقية، وعن موريتانيا، وآيت باعمران .. ومن القضايا المطروحة اتخاذ كل التدابير لتحرير الصحراء وموريتانيا، وقرأ ولي العهد كلمة نيابة عن الملك وانتخب فال ولد عمير أمير الترارزة الموريتاني رئيسا للمؤتمر، وعلي حرمة ولد بابانا، والعبادلة بن الشيخ محمد الأغضف نائبين له .. واعتمد توصيات مؤتمر « بوخشيبة» …
-بنسعيد آيت إيدر شغلته مهامه ومسؤولياته بجيش التحرير بالجنوب المغربي لثلاثة أعوام عن تطورات الوضع السياسي المقلقة بالمغرب، والمليئة بالصراعات والتناقضات داخل حزب الاستقلال بين المحافظين والتقدميين من جهة، والاستقلال مع حزب الشورى والاستقلال من جهة ثانية، وفي مواجهتهم سياسيا وكيديا كانت الحركة الشعبية التي كان وراء تأسيسها كل من الدكتور الخطيب والمحجوبي أحرضان، وأحمد رضا كديرة الذي أسس تكتلا للدفاع عن المؤسسات الدستورية ( الفديك) ..
وهكذا أسست لجنة سياسية يؤطرها المهدي بنبركة للتحضير لمؤتمر الحزب في 11 يناير 1959 ..وكان محمد بنسعيد من بين مؤسسي الجامعات المتحدة في 25 يناير 1959 ليخرج إلى الوجود حزب الاتحاد الوطني للقوات الشعبية .
ومما قاله سي بنسعيد أيت إيدر في كتابه عن المهدي بنركة بأنه: تعرض لمؤامرات خطيرة باعتباره يمثل الوجه الأبرز للحداثة بالمغرب وأنه الحامل لمشروع الدولة العصرية الديموقراطية المحصنة والمستقلة ..وهو صاحب القوة الاقتراحية التي كانت تميزه عمن سواه من السياسيين الآخرين ..وأبدع عمليا عندما خطط ووضع مشروع طريق الوحدة شمال المغرب، وأنه يمتلك طاقة ودينامية تؤثر بقوة في محيطها وقادر على تعبئة الموارد البشرية، ويمتلك رؤية مستقبلية باقتراح مشاريع وبرامج كبرى للتنمية مثل الإصلاح الزراعي..، وكان له وزن كبير ومعتبر بالخارج، لكل ذلك وغيره طبخت المؤامرات والاتهامات للقضاء عليه والإضرار بالخط الوطني الديموقراطي لذلك روج أعداؤه لفرية لئيمة بأنه هو من اغتال عباس المسعدي، وذلك لتفجير صراعات مهلكة …
– وقال سي بنسعيد إن اليوسفي والبصري يعتبران من أبرز رموز المقاومة المغربية وحركة التحرر الوطني لذلك استهدفا أيضا بمؤامرة المس بسيادة الدولة ومقدساتها بالاستناد إلى مقال نشر بجريدة التحرير 1959 يدافع عن الشرعية واستقلال الدولة حيث تم اعتقالهما وامتدت الاعتقالات لتشمل العديد من الوطنيين والمقاومين وقياديين منهم بنسعيد أيت إيدر، الذي نصب له سد أمني بالطريق خارج كلميم ليعتقل ويرسل إلى الدار البيضاء بمعتقل درب السلطان حيث نعرض للتعذيب بكل الوسائل، غطس الرأس في الماء النتن الملوث والصعق بالكهرباء.. لـ 15 يوما .. وبقي بالسجن لمدة شهرين دون محاكمة، وهي الفترة التي تم فيها تفكيك جيش التحرير بالجنوب..
يتبع