حياة في طور الترميم


هَلْ صِرتُ رَجُلاً
يكدَحُ عَلى الطّرِيق
مُلتَهِباً.. بِلا رَاحَةٍ
يَبْسَمُ لعَصَافِيرَ
مُنْقَرضَة؟
أمْ غَدَوتُ نَاياً وَحِيداً
يَسْقُط خَفِيفاً
مِثلَ رِيشَةِ هُدهُدٍ؟
فكَيفَ أصَالِحُ
بَينَ النّفْخِ
والسّقُوط؟

* * *

لِزاماً عَليّ
أنْ أحْملَ مِرآةً
فقَدتْ فِضّتَها
فأصِيبَتْ بِالعَمى.
أمْ أصْحُو ليْلاً
أفسّرُ أحْلامَ
المارّين منْ أمَام سَريرِي.
كمْ ودّعتُ وسَاوسِي
نَهَاراً..
لم يُجدِ الليْل.

* * *

لمْ تعُد رَائحَةُ الكُتبِ
تَلزَمُنِي فِي شَيءٍ.
لمْ تعُد تِلكَ التَفَاصيلُ
الحَمِيميةُ تُذكِي وُجودِي.
لقد آنستُ سَمَاءً
وغيمةً
وطَائِراً.
سأفسّرُ تَحْليقِي
بمَا تَبقّى منْ رِيشِ الجَنَاح.

* * *

هَلْ قَدَرِي
أن أسْموَ كرجُل بِلا صفاتٍ
يَرتِقُ ثُقْبَ الوُجُوهِ
كَخيّاطٍ يَمْلكُ إبْرَةَ الخُلُود.
لنْ أدَعَها
تَخيطُ ابتسَامتِي،
لنْ أقبَل سِوَى

بحَياةٍ جَديدَة.

* * *

المَا يُبْقِينِي
يَجْعَلُنِي أتَرَقّبُ
بَيتًا مُزدَحِماً بالزّوَاحِف،
مَأهُولاً بآهَاتٍ مَكتُومَة.
أتذكر فَحَسْب..
العاشقَ يلوّحُ بِيديهِ الضّارِعَتيْنِ
نَحوَ السّمَاءِ..
الحِصانَ المَرعُوبَ يَجْري وحدَه.
أيُّ رُوحٍ تتعطّشُ للنّزَال،
وأيُّ مَجْدٍ غامضٍ يُحلّقُ
فوقَ حَياةٍ في طَورِ التّرْمِيم؟

* * *
تَبْزُغُ اللّحْظَةُ
نَمَطِيةً للخَطِيئَةِ
فَالسّماءُ غَائِمَةٌ
والبرقُ قَاصِفٌ
يَنْسِفُ الشَجَرةَ اليَتِيمَة.
إنَّ قَعْقَعَات الدّرُوعِ
لا تُبْطِلُ التّارِيخ.


الكاتب : عمر العسري  

  

بتاريخ : 18/03/2022