خارطة طريق التواصل الاجتماعي في 2025 .. 81 % من المغاربة يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي، تتصدرها واتساب وفيسبوك

 

يشكل المشهد الرقمي في المغرب انعكاسا حيويا لتغلغل وسائل التواصل الاجتماعي في نسيج الحياة اليومية، حيث باتت هذه المنصات، فضاءات للتفاعل، تبادل المعلومات، وحتى متابعة الأخبار.
وكشفت أحدث البيانات الصادرة عن «الباروميتر السنوي لوسائل التواصل الاجتماعي بالمغرب» لعام 2025، من إنجاز مجموعة Sunergia ، عن رؤى عميقة تظهر هذا التوسع الرقمي وتحدياته المستمرة.
وأظهر التقرير أن 81% من المغاربة يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي في عام 2025، وهو ما يمثل زيادة بـ 8 نقاط مئوية مقارنة بعام 2020.
هذا النمو يؤكد تسارع وتيرة التحول الرقمي في المملكة. وعلى الرغم من هذا الانتشار الواسع، إلا أن البيانات تشير إلى تباطؤ طفيف في النمو بنقطة واحدة مقارنة بعام 2024، ما يشير إلى اقتراب المشهد الرقمي من مرحلة التشبع النسبي.
تبقى 19% من الفئات السكانية خارج هذا الفضاء الرقمي، ما يبرز استمرار الفجوة الرقمية. هذه الفجوة تتجلى بوضوح بين كبار السن، حيث تصل نسبة غير المتصلين إلى 35% للفئة العمرية 55-64 سنة، وترتفع إلى 47% لمن تتجاوز أعمارهم 64 عاما، كما يواجه سكان المناطق القروية تحديا مماثلا بنسبة 29%، ما يستدعي اهتماما خاصا لضمان إدماج رقمي شامل وعادل.
ويحافظ واتساب على صدارته كأكثر الشبكات الاجتماعية استخداما في المغرب، بنسبة 75% من المستخدمين على الصعيد الوطني.
هذا التطبيق أصبح محطة تواصل رئيسية، حيث يتصل به 95% من مستخدميه يوميا. تتركز شعبيته بشكل خاص بين الفئات الشابة، 88% للفئة العمرية 18-24 سنة، و85% للفئة 25-34 سنة، فضلا عن سكان المدن بنسبة 82%.
وقد قد ساهم دمج ميزات الذكاء الاصطناعي في تعزيز مكانته كمركز للمحادثات والخدمات المتكاملة.
ويأتي فيسبوك في المرتبة الثانية بنسبة استخدام بلغت 62%، مع ارتفاع ملحوظ في نسبة الاستخدام اليومي التي وصلت إلى 89%، بزيادة 7 نقاط مقارنة بعام 2024.
يظهر فيسبوك انتشارا أوسع بين الرجال (66%)، والفئات العمرية 18-24 سنة (77%)، و25-34 سنة (72%)، و35-44 سنة (70%). كما يحظى بشعبية خاصة في شمال شرق البلاد (68%) وبين سكان المدن (67%). المنصة تشهد تطورات مستمرة لتعزيز حرية التعبير ودمج تقنيات الذكاء الاصطناعي، مما يجعلها أكثر تفاعلية وجاذبية للمستخدمين.
ويسجل إنستغرام حضورا قويا في المرتبة الثالثة بنسبة استخدام 42%، محققا ارتفاعا بثلاث نقاط مئوية خلال سنة واحدة، فيما بلغت نسبة الاستخدام اليومي له 86%.
وتتمتع إنستغرام بجاذبية خاصة لدى النساء (51%) والشباب بين 18 و24 سنة (89%). وتعتبر الفيديوهات القصيرة وتقنيات الذكاء الاصطناعي من العناصر المحورية التي تسهم في شعبيته المتزايدة.
وفي مفاجأة لافتة، دخل يوتيوب التصنيف هذا العام ليحتل المرتبة الرابعة بنسبة استخدام بلغت 40%.
ويعد يوتيوب وجهة مفضلة للشباب، حيث يستخدمه 50% من الفئة العمرية 18-24 سنة و48% من الفئة 25-34 سنة، مما يؤكد تزايد الاهتمام بالمحتوى المرئي والفيديوهات.
وعلى الرغم من ارتفاع استخدامه بنسبة 5 نقاط مقارنة بعام 2024، تراجع تيك توك إلى المرتبة الخامسة، مسجلا نسبة 24% في عام 2025. ولا يزال يجذب فئة الشباب بقوة، حيث يمثلون 35% من مستخدميه في الفئة العمرية 18-24 سنة.
أما سناب شات، فيظل استخدامه محدودا في فئة الشباب 18-24 سنة، بنسبة 14 %.، كما شهد تطبيق تيليغرام تراجعا طفيفا بنقطتين مقارنة بالعام الماضي، ليبلغ استخدامه 14% من المستخدمين.
يقدم هذا الباروميتر رؤية شاملة للتحولات الجارية في المشهد الرقمي المغربي، مؤكدا على التغلغل العميق لوسائل التواصل الاجتماعي. ومع ذلك، تبقى الفجوة الرقمية تحديا بارزا، تتطلب تضافر الجهود لضمان أن تصل فوائد العالم الرقمي إلى جميع فئات المجتمع، دون إقصاء. فهل تشكل هذه الأرقام محفزا نحو سياسات رقمية أكثر شمولًا؟.


الكاتب : جلال كندالي

  

بتاريخ : 04/06/2025