خاصة عند الاستشفاء .. الدكتور مصدق مرابط : الاستعمال العشوائي للمضادات الحيوية يتسبب في مضاعفات صحية وخيمة

يخلّد القطاع الصحي في مختلف الدول ابتداء من يومه الجمعة، وعلى امتداد أسبوع، فعاليات الأسبوع العالمي للتوعية باستعمال المضادات الحيوية، التي تعتبر أدوية بالغة الأهمية ولعبت دورا أساسيا في مواجهة العديد من الأمراض والتخفيف من وقع الإصابة بميكروبات وتعفنات، وساهمت في تجويد الوضع الصحي للأشخاص عبر العالم.
حدث أكد الدكتور مصدق مرابط في تصريح لـ «الاتحاد الاشتراكي» أنه يكتسب أهمية كبيرة بالنظر إلى أن استعمال المضادات الحيوية لا يكون أثره إيجابيا دائما، خاصة حين يصبح الإقبال على هذا النوع من الأدوية تلقائيا وبعيدا عن الوصفات الطبية، مما يؤدي إلى تعود الجسم عليها فيولّد مقاومة لها تصبح معه المضادات الحيوية غير ذات جدوى حين تسجيل عارض صحي وخيم، فيؤثر ذلك سلبا على تحسن وضعية المرضى. وأوضح مصدق وهو طبيب عام وفاعل مهتم بالقضايا الصحية أن المضادات الحيوية تكون خيارا متاحا بين أيدي الأشخاص في كل وقت وحين بحكم سهولة الوصول إليها، مشددا على أن العديد من البالغين يتناولونها عند ظهور أعراض مرضية عليهم، التي قد لا تستوجب بالضرورة استعمال هذا الصنف من الأدوية، بل يتطلب الأمر أدوية أخرى يمكن وصفها بالأقلّ قوة لتوضيح المعنى، والتي تساهم في علاج المرضى من الأعراض التي أصابتهم.
وأشار الدكتور مصدق في تصريحه للجريدة أن استعمال المضادات الحيوية لا يقتصر على البالغين إذ أن عددا من الآباء والأمهات يقدمونها لأطفالهم في غياب وصفة طبية عند ظهور التهابات في الحلق أو اللوزتين أو بعض السعال والعطاس، وغيرها من الأعراض التي ترتبط بحالات زكام، مشددا على أن هذا النوع من التداوي الذاتي والتلقائي، الذي لا يمكن وصفه إلا بالعشوائي، يضر بالصحة بشكل خطير ويتسبب في العديد من المضاعفات الجانبية الوخيمة. ونبّه الخبير الطبي إلى أن الجسم يتعوّد على أنواع معينة من المضادات الحيوية متى تكرر استعمالها فلا تؤتي أكلها وقت الحاجة الفعلية لها، مما يتطلب الانتقال إلى استعمال مضاد حيوي أشدّ تأثيرا، مشددا على أن الوضع يتعقّد أكثر حين الاستشفاء، ولا يتم إخبار الطاقم الطبي المشرف أو الطبيب المعالج باستعمال مضاد حيوي خلال تلك الفترة.
ودعا الدكتور مرابط إلى الإحجام عن استعمال المضادات الحيوية عند أول عارض صحي، خاصة خلال هذه الفترة من السنة التي تعرف انخفاض مستويات درجات الحرارة، والتي من المنتظر أن تتقلص أكثر، مشددا على أن الدواء لا يجب صرفه إلا بوصفة طبية، ولا يتطلب الأمر بالضرورة زيارة الطبيب بالقطاع الخاص، إذ يمكن التوجه إلى أقرب مركز صحي بالنسبة للأسر الفقيرة والهشّة فيعرض المريض نفسه على الطبيب الذي بعد تشخيص وضعه الصحي يمكنه وصف الأدوية التي تناسب حالته، حتى يتم تفادي هذه العادة التي وصفها المتحدث بالسلبية، التي تتمثل في التوجه للصيدلية واقتناء الدواء بشكل تلقائي بناء على أعراض ظاهرة قد لا تعبّر بالضرورة عما هو مستتر داخل الجسم.


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 18/11/2022