خبراء مغاربيون ومن دول إفريقية يستعرضون تجارب بلدانهم في تلقيح الأطفال ضد الأمراض المعدية

خلال ندوة افتراضية من تنظيم المرصد الوطني لحقوق الطفل

ووزارة الصحة وجمعيات طبية مغربية

 

انطلقت مساء أمس الاثنين أولى الندوات الافتراضية التي تندرج ضمن فعاليات تخليد الأسبوع العالمي للتلقيح، المنظمة من طرف المرصد الوطني لحقوق الطفل ووزارة الصحة والحماية الاجتماعية بشراكة من «أنفوفاك المغرب» والجمعية المغربية للعلوم الطبية ومجموعة من الجمعيات العالمة والعلمية في مجال طب الرضع والأطفال الممثلة لمختلف جهات المملكة.
وعرفت الندوة الأولى تقديم تجارب كل من المغرب، البلد المنظم لهذا الحدث العلمي والطبي الذي له أبعاد تحسيسية وتوعوية، في مجال تلقيح الأطفال، خاصة ما يتعلق بتمنيع الفتيات ضد سرطان عنق الرحم، والوقوف على ما تم إنجازه في هذا الصدد والتحديات والإكراهات التي تعترض تحقيق تغطية تلقيحية واسعة في صفوف نساء الغد، إضافة إلى دول السنغال، الغابون، موريتانيا وتونس، فضلا عن مشاركة خبراء ومختصين من فرنسا ومن دول أخرى، حيث عرفت الندوة تفاعلا واسعا ومتابعة من طرف فاعلين ومهتمين بالشأن الصحي من مجموعة من الدول الإفريقية.
وأوضح الدكتور مولا سعيد عفيف، رئيس الجمعية المغربية للعلوم الطبية، أن معركة مواجهة الأمراض المعدية التي تشكل خطرا واسعا يصل إلى حدّ الوفاة، يجب أن تتواصل بقوة وأن تعرف تكتل جهود كل المتدخلين، لحماية أطفال اليوم الذي سيكونون عماد المجتمع غدا، نساء ورجالا، مشددا على أن الصحة العامة تعتبر تحديا يتطلب تعبئة شاملة، كما هو الحال بالنسبة لبرنامج هذا الأسبوع، الذي عيكس صورة من صور الشراكة جنوب جنوب التي تربط المغرب بالدول القارة الإفريقية الشقيقة والصديقة، مؤكدا على أن صحة المغرب هي من صحة إفريقيا، وبأن الصحة هي إحدى رافعات تحقيق التعاون والتنمية الشاملة.
وشدد الدكتور عفيف على أن اللقاحات هي عنوان على الحياة واستمراريتها، وعلى مواجهة الأمراض والحدّ من انتشارها ومن مضاعفاتها، مؤكدا على أنه ليس من المعقول حين توفرها العزوف عنها بسبب أخبار كاذبة ومضللة، تسيء ليس للفرد وإنما للمجتمع ككل، مذكرا بضرورة استحضار ما عاشته بلادنا خلال الجائحة الوبائية لفيروس كوفيد 19، التي تم التمكن من التقليص من حدتها وخسائرها بفضل الرؤية الملكية المتبصرة وانخراط كل مكونات المجتمع في التصدي لها مما ساهم في استرداد العافية الصحية والاجتماعية والاقتصادية.
من جهته أكد الزميل وحيد مبارك، رئيس القسم الاجتماعي بجريدة الاتحاد الاشتراكي والصحافي المهتم بقضايا الصحة، على أن مواجهة الشائعات تعتبر التحدي الأكبر وهو ما يتطلب تنزيلا فعليا للحق في الولوج إلى المعلومة التي يجب أن تكون صحيحة وفي الزمن الصحيح، لأن كل تأخر في تقديمها يفسح المجال أمام انتشار واسع للأخبار المغلوطة والزائفة. وشدد وحيد على أن المتابعة الإعلامية لقضايا الصحة لا يجب أن تبقى مقتصرة على المناسبات العالمية والرسمية لأن مواجهة الأمراض والتوعية والتحسيس بخطورتها وأشكال تفاديها أو الحد من مضاعفاتها يجب أن تصبح شأنا إعلاميا يوميا، بشكل يجعل المواضيع الصحية المختلفة تحضر في كل المنابر المختلفة، ورقية وإلكترونية، سمعية ومرئية، وهو ما لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال دعم التخصص في الصحافة الصحية إلى جانب انفتاح كل المتدخلين من وزارة وفاعلين صحيين مؤسساتيين ومدنيين، على الصحافة والتفاعل السريع والمسؤول مع الأسئلة والاستفسارات والملاحظات المسجلة بخصوص كل مستجد أو موضوع صحي.
وأوضح وحيد مبارك بأن الصحة هي مسؤولية كل الفاعلين الحكوميين وليس وزارة الصحة والحماية الاجتماعية فقط، وهو ما يستدعي تكريس البعد الصحي في مختلف السياسات العمومية وضمان التقائيتها في خدمة الصحة، مؤكدا كذلك على أهمية إشراك المختبرات ومصنعي اللقاحات في النقاش العمومي المرتبط بها، وتقريب كل التفاصيل المتعلقة بها إلى الرأي العام، بشكل يعيد الثقة والطمأنينة إلى النفوس، وهو ما يمكن لكلمة أو لصورة واحدة أن تحققه إذا استطاعت أن تنفذ إلى عقل ووجدان المتلقي، مستدلا في هذا الإطار بصورة الملك محمد السادس وهو يتلقى جرعة التلقيح ضد كوفيد، التي فتحت الباب أمام انطلاقة واسعة في صفوف المواطنات والمواطنين للإقبال على تمنيع أنفسهم، الأمر الذي أتاح محاصرة الجائحة وطي صفحتها.


الكاتب : عادل الدكالي

  

بتاريخ : 30/04/2025