خبراء يدقّون ناقوس الخطر من أجل اعتماد الوقاية وتوفير الأسرّة الاستشفائية لمواجهة الوضع

التهاب القصبات الهوائية الحاد يتهدد الرضع أقلّ من 18 شهرا وعدد الحالات المسجّلة يبعث على القلق

 

 

أكد الدكتور مولاي سعيد عفيف في تصريح لـ «الاتحاد الاشتراكي»، أنه تم خلال الأسبوعين الأخيرين تسجيل عدد مقلق من حالات التهاب القصبات الهوائية عند الأطفال، في العيادات والمصحات المختصة بالقطاع الخاص، مبرزا أن المرض يتفشّى بشكل أكثر في فرنسا التي سجّلت إصابات هي الأكبر حجما خلال العشر سنوات الأخيرة.
ودعا رئيس جمعية أطباء الأطفال بالقطاع الخاص إلى «اتخاذ كل أشكال الحيطة للحيلولة دون انتقال العدوى من كبار السن المصابين بالأنفلونزا الموسمية إلى الصغار، خاصة الرضع الذين تقلّ أعمارهم عن 18 شهرا»، مشيرا إلى أنه «بعد ورود حالات متعددة لإصابات في صفوف الرضع والأطفال، تم تشكيل خلية لليقظة والتتبع بشراكة بين الجمعية ومديرية الأوبئة بوزارة الصحة والحماية الاجتماعية»، لافتا إلى «أنه خلال الأسبوع الأول من الشهر الجاري تم تسجيل حوالي 1500 حالة لالتهاب الشعب الهوائية ثم حوالي 1300 حالة في الأسبوع الثاني، في حين تم رصد قرابة ألف حالة في الأسبوع الأول من حالات الإصابة بالتهاب القصبات الهوائية الحاد وحوالي 700 حالة في الأسبوع الثاني، مما ينطوي على خطورة بالغة خاصة وأن الأمر قد يتطور إلى حالات للسعال الديكي بتداعياته المتعددة، ويحتّم نقل الرضع المصابين الذين يعانون من مضاعفات على مستوى الجهاز التنفسي صوب مصالح الإنعاش والعناية المركزة».
وأضاف رئيس الجمعية المغربية للعلوم الطبية في تصريحه للجريدة «أن عدد الأسرّة الخاصة بالعناية المركزة والإنعاش الموجهة للرضع يبقى ضعيفا»، مبرزا «أن مصحتين خاصتين بالدارالبيضاء إلى جانب مؤسسة تشرف عليها جمعية مختصة، شهدت اكتظاظا بسبب الحالات التي وردت عليها خلال هذه الفترة، وهو ما يتعين معه التعامل مع الوضع بشكل جدي، خاصة وأن موجات الحرارة لم تعرف انخفاضا مهما التي متى تدنّت مستوياتها ترتفع حالات الإصابات بالفيروسات بشكل أكبر».
وشدّد المتحدث نفسه على «ضرورة أن تعمل الأسر التي تستقبل رضيعا حديث الولادة على تلقيح الأبوين والجدّين إن كان يقيمان داخل نفس المنزل وكل من قد يتردد عليها بشكل مستمر باللقاح ضد الأنفلونزا الموسمية، وأن يتم استكمال البرنامج التلقيحي لباقي الأطفال وتمكينهم من اللقاحات التذكيرية، لأن وقع الأمراض قد يكون هيّنا عليهم بالنظر لكونهم ملقّحين باللقاحات الأساسية، لكنهم قد ينقلون العدوى للرضع ويتسببون لهم في معاناة صحية كبيرة».
وأوضح الخبير الصحي «أن الأمهات عليهن إرضاع صغارهن طبيعيا لفوائد حليب الأم الطبيعي المتعددة، مع اتخاذ ما يلزم من إجراءات وقائية، كاستمرار غسل الأيدي ووضع الكمامة أثناء عملية الإرضاع، تحصينا للصغار الذين تكون مناعتهم ضعيفة من خطر انتقال فيروسات إلى أجسامهم حتى لا يتعرضون لانتكاسات صحية غير مرغوب فيها»، مشيرا إلى «أن التدابير الوقائية والتلقيح ضد الأنفلونزا تعتبر المفاتيح التي تمكّن من مواجهة مختلف الفيروسات خلال هذه الفترة من السنة»، مؤكدا على «أهمية العمل المشترك الذي يتم القيام به مع مصالح وزارة الصحة والحماية الاجتماعية في مجال المراقبة والتتبع بما يخدم الصحة العامة لكافة الفئات والشرائح المجتمعية».
وفي سياق متصل، أكد الدكتور أحمد لحلو، الأخصائي في طب الأطفال، في تصريح لـ «الاتحاد الاشتراكي»، «أن حوالي 12 طبيبا أخصائيا في القطاع الخاص على مستوى الدارالبيضاء، اتفقوا على إحصاء وجرد حالات التهاب القصبات الهوائية عند الأطفال، وتلك التي تهمّ الرضع تحديدا، الذين يكون وقعها عليهم أخطر، بعد تسجيل ارتفاع في عدد الحالات المستقبلة في العيادات، وبعد الوقوف على الصعوبات التي يجدها الآباء من أجل تمكين أطفالهم، الذين يعانون من مضاعفات صحية صعبة، من أسرّة استشفائية بالمؤسسات الصحية». وشدّد المتحدث على «أن المبادرة التي تم القيام بتنسيق مع مصالح وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، كشفت عن مدّ مقلق للإصابات»، مبرزا «أنه يتعين الاستمرار في الرصد والمتابعة لمعرفة ما إن كان عدد الإصابات سيتقلص أم لا»، مشيرا «إلى أن تراجع الحالات يتطلب في الوضع الطبيعي بضعة أشهر».
وشدد المتحدث نفسه على «أهمية الرصد الوبائي والدراسات الإحصائية التي يتعين القيام بها باستمرار للكشف عن كل الحالات المرضية والوقوف على مدى حضورها وانتشارها»، لافتا إلى « أن الجائحة الوبائية لفيروس كوفيد 19 قد شجّعت كثيرا على القيام بهذه الخطوة المعمول بها بشكل طبيعي في العديد من الدول التي تعرف إنجاز هذا النوع من الدراسات الإحصائية بكيفية اعتيادية لاتخاذ ما يلزم من تدابير، إن على المستوى الوقائي أو الاستشفائي بغاية العلاج»، داعيا إلى «اتخاذ ما يلزم من التدابير للرفع من عدد الأسرّة في المؤسسات الصحية للتعامل مع كل الحالات الحرجة التي قد تتوافد عليها».


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 17/11/2022