خذ شهوتك بيمينك

 

هذه القذيفة التي تغني
بصوت خفيض بين ذراعيك
ليست دليلا على أنك رجل حرب
ولا أنك لاعق سكاكين أو حراب
هذه القذيفة المحطمة الأضراس
التي تمضغ الغربان الناضجة في أعشاشها
التي تحب طعم الملح والدم
التي تقطع وريدها المخاتل
لتنطفئ بعيدا بعيدا
بين صفين متساويين من النجوم
ليست دليلا على شيء على الإطلاق
هذه القذيفة مجرد قدر حافي القدمين جاء يطلب حصته من الغيوم والسجائر
لهذا لا تنظر إليها بإمعان شديد
غضَّ البصر عن أسنانها التي تلمع خارج النافذة
ولا تلصق ظهرك بأحلامها التي تشبه زوبعة في مقتبل العرق
اتركها ترخي قدميها في الوحل
وارحل هكذا صنديدا معوزا
ارم نعليك في ظلها
ولا تسر خلفها دامع العينين
هذه القذيفة تمزق في الليل أثداءها
وتجفف أشلاء عويلها على غصن
وأنت كأي مزارع سعيد
تنثر حفنة ورد في جرحها
فيخرج القتلى المخدوعون صفا صفا
يضحكون ويرقصون
ويتسلون برجم أحزانهم الأكثر أناقة
وحين يتعبون يقطفون أرواحهم
بكل ما أوتوا من عناد
ويسبغون الحرب على الأرض
ليموتوا كما يشتهون قليلا
هؤلاء القتلى يعلقون الرشاشات
على أعناقهم الطويلة
ليحصوا الوافدين عليهم
وكلما اكتمل نصاب الألف
أغلقوا الأبواب بسرعة
ودققوا في الأشباح الذين يملؤون الممرات بالغبار والدخان
هذا شبح مربوط بالضوء من خصره
وهذا آخر يخلع خوذته الفولاذية كي يصير خفيفا
والثالث يعصر من ثدييه آخر قطرة نبيذ
والرابع لم يصدق بعد أنه مات
والخامس
والسادس
والسابع
خذ قذيفتك حيث شئت
خذ شهوتك بيمينك
واتركها تمشي في جرفك البحري
كمحارة لا أرجل لها
ثم ترقب ريحا عاتية
وافتح الباب لوردة
في أول العاصفة


الكاتب : سعيد منتسب

  

بتاريخ : 23/06/2023