رشيد شو …. لا يعرفه كل المغاربة؟
ينطلق صاحب فكرة الكاميرا الخفية لصاحبها “رشيد شو” من مسلمة هي أن جميع المغاربة يعرفونه بالاسم والصفة؟ والأمر في الحقيقة خلافا لذلك تماما، لذلك تراه أول ما يبدأ بفعله عندما ينهي مهمة الشغب الخفي، وينجز فصول الكاميرا الخفية، هو الكشف عن هويته، و إعلان اسمه للضحية أو بالأحرى لصيده الثمين، “معك رشيد شو” ويضيف موضحا بعد نزع قناعه “رشيد العلالي”، لكن الصدمة وفق مصادر مقربة من طاقم التصوير أن الكثير ممن يسقطون في فخ الكاميرا الخفية لا يعرفونه بالنعت والصفة التي يقدم بها نفسه، لذلك تراهم مذهولين، ويعبرون عن استغرابهم.. لأن الحقيقة الساطعة هي ببساطة ليس كل من يملك جهاز تلفزيون بمنزله يعرف رشيد العلالي؟
توجه رسمي شعبي نحو الكوميديا
لا يحتاج الناقد أو المهتم بالشأن التلفزي إلى كبير عناء كي يصنف خردة المنتوج الرمضاني التلفزيوني ويضعه في خانة واحدة صنف”الكوميديا” فالرصيد بأكمله يغلب عليه طابع التكميد أو على أبعد تقدير أعمال أريد لها أن تكون كذلك “مكيمدة”. ويبدو أن دفتر التحملات التي تفرضه القناتان التلفزيتان الأولى والثانية على زبنائها ومن خلالهما جوقة المستشهرين بات ملزما في جل بنوده ومواده باعتماد الأعمال ذات التوجه المضحك، لأن الضحك علينا بنا ومنا هو عنوان المرحلة، إذ أصبح من الثابت أن المغاربة جميعهم، أوهكذا يتوهم دهاقنة التنظير الإعلامي ببلادنا، والمالكين لزمام فاتورة الصورة والصوت الأثيريين في حاجة ماسة إلى الضحك في رمضان، سواء قبل الإفطار أو بعده بساعات..
حسن الفد لم يعد في الساحة وحيدا
عندما تقوم بتحويمة خفيفة حول الكابسولات التلفزية القصيرة جدا، خصوصا تلك التي لا تتجاوز زمن عرضها ثلاث دقائق، يقفز الى ذاكرة المشاهد، نموذجا متفردا،إنه سلسلة “الكوبل” في جزأيها الأول والثاني من بطولة دنيا بوتازوت وحسن الفد. والحقيقة أن هذه السلسلة التي عرفت نجاحا كبيرا، وحققت أرقاما قياسية خاصة على قناة المشاهدة اليوتوب، لم يكتب لها الاستمرار بنفس الإيقاع والتفرد، لقد طفت على السطح تجربة جديدة جديرة بالمشاهدة والتأمل تدعى”سوحليفة” ويبدو من خلال متابعتنا لجمهورها سواء على مواقع التواصل الاجتماعي او ما يكتب حولها، أنها تمكنت إلى حد بعيد من زحزحة “الكوبل” على عرش الصدارة، سواء من حيث الأفكار وكثافتها أو طريقة التقاط المشاهد، وكأنما أراد بطلا السلسلة أن يقول بأعلى الأصوات”اذا كانت بوتازوت نجمة في الأربعين، فليس من الخوارق، فلدينا نجمة صاعدة في ربيع العمر ينتظرها مستقبل واعد … والآتي مذهل ؟؟؟؟
منتوج الأولى والثانية يستهلك خصيصا في بلد المنشأ
يحلو لي وبكثير من الجرأة أن أشبه مجمل ما بثته القناتان الأولى والثانية خلال شهر رمضان الفضيل بتلك الشحمة الغاوية التي لا تؤكل إلا بعد ترقيدها لفترة طويلة، حتى تكون صالحة للأكل مرة واحدة فقط، ولعل من مميزات هذا المنتوج أنه يستهلك خصيصا في بلد المنشأ. وغير قابل للاستهلاك خارج حدود البلد المصنع. الإنتاج التلفزيوني الرمضاني قاطبة مثل تلك السلحفاة الضخمة التي انزلقت في أول منعرج، لتنقلب على ظهرها، فلا قوة قادرة على إعادتها إلى وضعها الطبيعي سوى زلزال من 7 درجات في سلم ريشتر، أو احتكاك تاكتوني يقلب موازين الأشياء فوق البسيطة. إنه باقتضاب شديد لزج وممض ويشبه ذلك الحلزون الذي يدخل رأسه في جسده عند إحساسه بالخطر، ليظل خائفا خابيا منغلقا حتى رمضان القادم.
نتاج تلفزة رمضان مجرد نكتة تقال
أو يتم تصويرها؟
حموضة المنتوج التلفزي الرمضاني في كل الأحوال والأشكال والألوان عبارة عن نكت بايخة، ومستملحات عفا عنها الزمن، تؤدى من طرف فقاعات عابرة في فضاء عابر، لا أفكار ملهمة تحفز، ولا مواقف حياتية تصمد، ولا وضعيات مجتمعية قابلة للتعايش والتقاسم والإشراك الإلتقائي في البحث والاستقصاء المعرفي في أفق استشراف حياة أفضل للفرد والمجتمع. لذلك نجد أن أقصى ما غنمته المدرسة المغربية بملايينها السبع، وقطاع التربية والتعليم الذي يشارف المليون نسمة، ومعها سيكولوجية التربية قاطبة بعلمائها النفسيين والاجتماعيين هو كمشة غباء، ورصيد من الاستهجان والاختزال لكل التحديات. الغباء والتبخيس والتقليل من الأهمية والضحك والسخرية المجانية هو ما تجسده بقوة حزمة مصطلحات تم انتقاء أقوى اللحظات لتمريرها. ولنا جميعا أن نتصور دلالات ومعاني وما تحمله مثل هذه الكلمات من قيم هابطة (سواح) وتلك الابتسامة البلهاء التي شرع تلاميذ المؤسسات التعليمية في تقليدها، وحفظها شباب راس الدرب عن ظهر قلب، فيما بدأ المهنيون والحرفيون في توظيفها في فراغهم القاتل (و حدو فارس وحدو) ابابابا ..إلى غير ذلك من المصطلحات التي تجد طريقها سالكا الى سلة القمامة، وهي تنهل بنهم شديد من قاموس السوق والشعبوية ونقايم أهل مراكش وهلم جرا ….