خروج مرير للمنتخب المغربي من كأس العرب

«في الليلة الظلماء يفتقد البدر»

 

توقف مسار المنتخب الوطني المحلي في كأس العرب، التي تحتضنها دولة قطر إلى غاية 18 من الشهر الجاري، بعدما خرج من ربع النهائي على يد المنتخب الجزائري، ليلة أول أمس السبت بملعب الثمامة، عقب الاحتكام إلى الضربات الترجيحية 3 – 5، بعدما انتهى الوقت القانوني بالتعادل 1 – 1 والشوطين الإضافيين 2 – 2.
وكان المنتخب الجزائري سباقا إلى التسجيل بواسطة ياسين براهيمي (د 62 من ضربة جزاء)، قبل أن يعدل محمد الناهيري الكفة (د 64)، ويتم اللجوء بالتالي إلى الشوطين الإضافيين، حيث نجح المنتخب الجزائري في تسجيل هدف التقدم بواسطة يوسف بلايلي (د 102)، بعدما هزم الحارس الزنيتي المبتعد عن مرماه، قبل أن يعيد العميد بدر بانون الأمور إلى نصابها في الدقيقة 111.
ولم يقدم الفريق الوطني ما كان منتظرا منه، ومر بجانب المباراة دون أن يدخلها، فحق عليه أن يغادر بطريقة دراماتيكية، بعدما كان أغلب المتتبعين يرشحونه للمنافسة على اللقب الذي في حوزته، والذي حصل عليه في دورة 2012، التي جرت بالسعودية، لكن العناصر الوطنية، ومعها المدرب الحسين عموتة وطاقمه المساعد، استسلموا للضغط النفسي، وفشلوا في التعامل معه، فخرجوا بأداء متواضع، أثار استياء كل من تابع المواجهة، التي شدت إليها الأنظار وطنيا وعربيا.
ولم يقو اللاعبون على التخلص من هذا الضغط الذي أحاط بهذه المباراة، والتي رافقتها تداعيات ما تمور به علاقة البلدين من توتر.
ورغم أن الحسين عموتة أشار في الندوة الصحافية، التي تلت انتصاره الثالث في دور المجموعات على حساب المنتخب السعودي، إلى أنه رصد عدة أخطاء، خاصة على مستوى ضعف التركيز وكثرة الأخطاء في التمرير، فإنه لم يقدر على إصلاحها، وتكررت بحدة أكبر في مواجهة الجزائر، ففقد المنتخب الوطني شخصيته وغاب عنه التجانس، وبدا اللاعبون كما لو أنهم يلعبون لأول مرة بجانب بعضهم البعض، فكان الأداء العام سيئا للغاية، إلى درجة أصابت كل من تابع المواجهة بالإحباط والاستياء والتذمر وكافة مصطلحات الخيبة.
ورغم الدعم الكبير واللامشروط الذي قدمته الجماهير المغربية، التي تابعت المباراة من المدرجات، إلا أن أداء المنتخب المغربي عبث بالأعصاب وأتلفها، حيث اختار ترك المبادرة للمنتخب الجزائري، الذي دخل المواجهة بروح انتصارية، وتحكم في نفسه وشل حركة وسط الميدان المغربي، الذي بدا معاقا، فانعدم الربط وتشتت الخطوط، في ظل ارتباك ملحوظ في الأداء وأخطاء قاتلة في التمرير، ولاسيما في الأمتار الأخيرة.
وما يعكس حالة الفشل العام، هو نيابة لاعبي الخط الدفاعي عن المهاجمين، حيث جاء هدفا المنتخب الوطني بواسطة لاعبي الخط الخلفي النهيري وبانون، في وقت اختار المهاجمون «البقاء خارج الملعب».
والغريب أن المدرب الحسين عموتة بدا فاقدا للحيلة، وكانت تدخلاته التكتيكية متأخرة، وكأنه ينتظر معجزة، إذ كان عليه التحرك وتغيير بنشرقي الذي لم يقدم طيلة المباريات التي خاضها بقطر ما كان منتظرا منه، ولعله كان يفكر في مستقبله الكروي أكثر من تركيزه على المنتخب الوطني، شأنه في ذلك شأن الحداد، الذي كان بدون فائدة في الجهة اليسرى، فيما افتقد الحافيظي للمساته وكراته الملمترية في ظهر المدافعين.
والأغرب في الأمر أن كرسي الاحتياط غني بقطع الغيار، لكن المدرب عموتة كان مترددا، ولم يبادر إلا عند الضرورة، حيث أجبر على تغيير الكرتي بعد عيائه الكبير، فيما ترك بنشرقي يتجول في الملعب. وحتى الحارس الزنيتي كان على غير عادته، وبدا شاردا في بعض الأحيان، وارتكب عدة أخطاء، جاء من أحدها هدفا بعثر كل الأوراق، بعدما كان متقدما عن مرماه، وهو ما استغله بلايلي، علما بأن عموتة كان مطالبا بشل حركته، لأن هو مفتاح اللعب الجزائري.
وختاما فإن هذه المباراة يفترض أن تكون درسا كبيرا للاعبين المغاربة، وبدرجة أكبر المدرب الحسين عموتة، الذي عليه أن يختار في المستقبل منتخبات قوية لخوض مبارياته التحضيرية، وأن يتعلم كيف يخلص لاعبيه من الضغط النفسي، ويرفع درجات تركيزهم، لأن الجانب الذهني هو مفتاح النتائج الإيجابية.


الكاتب : إبراهيم العماري

  

بتاريخ : 13/12/2021