رفعت عيني
السماء غمامتان، واحدة تلوي عنق الأخرى، يتصارعان على ماذا؟
تدمي الواحدة الأخرى، على ماذا؟
لم تقترب غيمة ثالثة أو رابعة، كل الغيمات نفشن غلالة
القطن الأبيض عند أقدامهن، ورحن يتفرجن في المعركة الدامية..
تلبدت بالحزن جفوني وجفلت مني النظرات
أفكاري ترنحت بالدهشة
لا أحد في السماء التي كنت أحسبها بريئة
يفض اشتباك الماء مع الماء.
السماء هي الأخرى مرٱة الأرض
وأعماقي الدامية.
تلك الألوان الدامية في الشفق
كل مساء تجهش جرحي !
يا ربي ، على هذه البساتين ظلالك تغفو تحت فيئ الأشجار،
كلما عانقتها فرحا اهتزت أغصانها حزنا بين ضلوعي..
على ضفاف الوادي كانت تزهر شقائق النعمان، ويحلق السنونو تحت جناحيه ظلال الأقحوان، وكنت أنتظر إشراقة التوليب ، ياربي انفتحت نافذة .نافذة في قلبي وانهمر الدمع الأحمر من انتظاري.. ولم يشرق التوليب بعد..!
لا زالت إلى اليوم تسكن قلبي الدهشة الأولى لالتحام عيني بالضوء، خفقات الألوان المجروحة في الأديم والشعاع القادمة من السماء،ومع ذلك أبتسم بعنفوان متجاهلا جرحي
كربيع قادم بوهج الحب، لا أزال أحرض الناس على العشق.