خلال مؤتمر دولي احتضنت أشغاله مدينة الدارالبيضاء : خبراء يسلّطون الضوء على الإعاقة وإشكالات الإدماج والولوجيات

 

اختتمت منتصف الأسبوع الفارط فعاليات المؤتمر الدولي للإعاقة، الذي احتضنت أشغاله كلية الآداب والعلوم الإنسانية التابعة لجامعة الحسن الثاني في الدارالبيضاء، وذلك طيلة يومين، حيث تميز هذا الحدث العلمي والأكاديمي بأبعاده الصحية والاجتماعية والإنسانية بحضور ممثلي مجموعة من الجامعات الدولية إلى جانب نظيراتها المغربية، ومن بينها جامعة الحسن الثاني في الدار البيضاء. وشكل هذا الملتقى مناسبة لتسليط الضوء على الإشكالات المرتبطة بوضعية الأشخاص في وضعية إعاقة داخل فضاء المدينة انطلاقا من مقاربات علمية متعددة التخصصات، بالنظر لأهمية الموضوع وتداعياته وأبعاده على أكثر من مستوى.
وعلاقة بالموضوع، أكد الدكتور جمال خليل، أستاذ علم الاجتماع الفخري وعضو مختبر الأبحاث حول التباينات الاجتماعية والأنثروبولوجية والهويات الاجتماعية، خلال كلمة افتتاحية على الهدف المسطر لهذا المؤتمر المتمثل في تقوية البحث العلمي حول الإعاقة على مستوى الجامعات المغربية، بمقاربة سوسيولوجية، موازاة مع مساهمة مختبر «لادسيس» في إصدار مؤلفات وإنجاز أبحاث حول الإعاقة، مشددا على أن هذا الأمر يتطلب رفع سقف الطموح للحصول على كرسي جامعي خاص بدراسة الإعاقة والسعي نحو الحصول على منح لتقوية البحث الجامعي حول الموضوع نفسه.
من جهتها، توقفت الدكتورة فاضمة أيت موس، أستاذة علم الاجتماع ومكلفة بمهمة تطوير البحث العلمي في العلوم الاجتماعية والإنسانية بجامعة الحسن الثاني، في كلمة بالنيابة عن رئيس الجامعة الدكتور حسين أزدوك، عند مختلف المشاريع والمنجزات التي بادرت إليها الجامعة في مجال النهوض بوضعية الطلبة والطالبات في عدد من مناحي الحياة الجامعية والولوج إلى فضاءاتها وخدماتها. وأشارت كلمة الرئيس إلى أن هذه الأنشطة تأتي تفعيلا لميثاق المسؤولية المجتمعية للجامعة، المندرجة في إطار المشروع التنموي للجامعة الهادف إلى جعل فضاء الجامعة أكثر أمانا وسهل الولوج، كما تم بنفس المناسبة التنويه بمشاركة وفود من جامعة «جويانا» وجامعة «كليرمون أوفيرن»، وهما معا تجمعهما مع جامعة الحسن الثاني اتفاقية شراكة تم توقيعها في 2019، تهدف إلى تبادل الخبرات، وفتح قنوات وجسور التأطير الأكاديمي، وإنتاج معرفة كفيلة بالمساهمة في تحسين حياة الأشخاص في وضعية إعاقة.
وفي سياق ذي صلة، بيّن الدكتور عبد الإله بركسى، عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية عين الشق، في كلمة له أهمية انعقاد هذا المؤتمر العلمي من اجل تسليط الضوء على وضعيات الإعاقة في علاقتها بظروف الإدماج والولوجيات، وفق مقاربات متعددة تهدف إلى تجويد حياة الأشخاص في وضعية إعاقة. واعتبر المتحدث أن اللقاء يشكّل فرصة سانحة للاستماع لتجارب الخبراء وتبادل الرؤى والأفكار حول موضوع الإعاقة، لتعزيز البحث العلمي حول الموضوع بما يسمح بمنح حياة أفضل للأشخاص في وضعية إعاقة.
مداخلات متعددة، تنوعت مواضيعها لكنها التقت في أهمية الحدث وغنى موضوعه، حيث شدد في هذا الإطار الدكتور زكرياء قادري، مدير مختبر الأبحاث حول التباينات الاجتماعية والأنثروبولوجية والهويات الاجتماعية، على أن المختبر ظل حريصا ومهتما بالقيام بأبحاث حول الإعاقة، وذلك بربطها بمحيطها الاجتماعي، مع إثارة النقاش حول الموضوع من زوايا اهتمام بحثية متنوعة، تساءل الجانب الحقوقي ودور السياسات العمومية. في حين أكدت الدكتورة سناء بنبلي، أستاذة علم الاجتماع بجامعة الحسن الثاني، والمنسقة المساعدة للمؤتمر الدولي للإعاقة، على أهمية التشبيك بين الباحثين من مختلف الجهات من أجل تعزيز البحث العلمي حول الإعاقة وإدماج الباحثين في وضعية إعاقة، من خلال تسهيل ولوجهم إلى فضاءات البحث العلمي.


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 04/07/2024