خلال ملتقاهن الوطني المنعقد بالمحمدية : «نساء الشعلة» يطالبن بتسريع تنزيل المساواة والمناصفة وتعزيز المشاركة السياسية للمرأة

دعت نساء جمعية الشعلة للتربية والثقافة، خلال ملتقاهن الوطني المنعقد في المحمدية أيام 22. 23 و 24 نونبر، إلى الاهتمام أكثر بالقضايا السياسية والمدنية للمرأة المغربية وتسريع تنزيل وأجرأة النصوص الدستورية المتعلقة بها. وأكدت «الشعلويات» في ختام أشغال الملتقى الذي نظّم بدعم من وزارة الشباب والثقافة والتواصل بمركز التخييم العالية، بموازاة مع انطلاق الحملة الوطنية لمناهضة العنف ضد النساء والفتيات، على أن هذا اللقاء يأتي في سياق حرص جمعية الشعلة على التفاعل مع الأسئلة المجتمعية، واستحضارا للتحولات السياسية والاقتصادية الاجتماعية والثقافية التي يشهدها المغرب، واعترافا بالدور المحوري الذي تلعبه النساء في بناء مجتمع أكثر عدالة وإنصافا، وبإشراك نخبة من الباحثات والفاعلات في المجتمع المدني والسياسي لمناقشة قضايا المرأة المغربية في ضوء التحديات الراهنة .
ودعت نساء الشعلة في بيانهن الختامي إلى التنزيل الفعلي والفوري لمقتضيات دستور 2011 من خلال تسريع تفعيل الفصل 19 المتعلق بالمساواة والمناصفة، وإحداث هيئة المناصفة ومكافحة كل أشكال التمييز بما يضمن تحقيق العدالة والإنصاف للنساء المغربيات، كما شددن على ضرورة تعزيز المشاركة السياسية للمرأة بضمان تمثيلية عادلة للنساء في الهيئات المنتخبة والمؤسسات السياسية وفق منطق الكفاءة والاستحقاق، وكذا التزام الأحزاب والنقابات بتفعيل مبادئ المساواة والمناصفة في هياكلها وبرامجها.
وأوصت الفاعلات المدنيات بإصلاح المنظومة التعليمية بما تتطلبه من دمج قيم المساواة والحقوق والقيم الإنسانية في المناهج الدراسية لمحاربة التمثلات النمطية وتعزيز الفكر النقدي، مؤكدات على أهمية توجيه السياسات التعليمية نحو تمكين الفتيات من متابعة الدراسة، خاصة في المناطق القروية والهامشية التي تعاني ضغوطا اقتصادية وإكراهات اجتماعية قاسية. كما دعت نساء الشعلة الحكومة لتنفيذ التزامها بأجرأة هدفها المتمثل في رفع نسبة نشاط النساء إلى 30% بحلول سنة 2026، وذلك ضمن برامجها لتعزيز المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة اقتصاديا، وهو الهدف الذي يندرج في إطار رؤيتها التي تهدف إلى تحسين إدماج المرأة في سوق العمل وتوفير بيئة مواتية لتحقيق التمكين الاقتصادي والاجتماعي للنساء في المغرب.
وفي السياق ذاته، دعت الناشطات الجمعويات بجمعية الشعلة للتربية والثقافة إلى تمكين النساء اقتصاديا بخلق برامج مهيكلة لدعم المقاولات النسائية وتوفير الفرص الاقتصادية للنساء في المناطق المهمشة، وتعزيز دور النساء في الاقتصاد الاجتماعي والتضامني بما يضمن استفادتهن من المشاريع التنموية الكبرى، إلى جانب العمل على تصحيح الصور النمطية عبر الإعلام وتعزيز دور ه في التغيير الإيجابي وتربية الأجيال على قيم المساواة بتقديم صورة واقعية وإيجابية عن المرأة المغربية وتضحياتها وإبراز إنجازاتها ودعم قضاياها.
ونبّه البلاغ الختامي لملتقى نساء الشعلة إلى ضرورة محاربة الخطابات المتطرفة التي تستغل التأويلات الدينية لتعزيز التمييز ضد المرأة، داعيا إلى دعم الأنشطة الثقافية والتربوية للفتاة والمرأة من أجل مجتمع مثقف ومنفتح، وإلى اعتماد مقاربة تشاركية مع الفاعلين المدنيين والسياسيين لتحقيق التنمية المتوازنة، مع ضرورة تشجيع انخراط الفتاة والمرأة في العمل الجمعوي من خلال دعم الجمعيات التربوية الوطنية الجادة والهادفة لتعزيز التوعية المجتمعية بقضايا المرأة كشرط أساسي لبناء مغرب دمقراطي وحداثي.
كما أكدت الجمعية على انخراط شبكة الجمعية في الحملة الوطنية لمناهضة العنف ضد النساء والفتيات، معبرة في هذا الصدد عن اعتزازها بما حققته المرأة المغربية من مكتسبات، ومشددة في نفس الوقت على أن التحديات التي تواجه النساء من فقر وتهميش وأمية وهدر مدرسي وعنف مبني على النوع الاجتماعي وإقصاء من المشاركة الفعلية في القرار السياسي … لا تزال تتطلب كثيرا من الجرأة السياسية الحقيقية للتغلب عليها في أفق بناء الدولة الاجتماعية ومجتمع العدالة والإنصاف.

 


الكاتب : عادل الدكالي

  

بتاريخ : 28/11/2024