خلال ندوة افتراضية من تنظيم الجمعية المغربية للعلوم الطبية وبمشاركة ممثلين عن الإدارة الترابية والتربية والتكوين والصحة

الجائحة الوبائية تسببت في إغلاق 279 مؤسسة تعليمية والفيروس طال 7654 مصابا ومصابة

أكد الدكتور مولاي سعيد عفيف، أن المغاربة تلقوا بصدر رحب وبتفاؤل كبير مضامين الاجتماع الذي ترأسه الملك محمد السادس مؤخرا، والذي كشف بلاغ الديوان الملكي عن مضامينه، والذي تمحور حول الاستعدادات للشروع في تلقيح المواطنات والمواطنين خلال الأسابيع المقبلة ضد فيروس كوفيد 19 وفقا لاستراتيجية منظمة تم تسطيرها لهذه الغاية. وأوضح رئيس الجمعية المغربية للعلوم الطبية في كلمته التقديمية لأشغال الندوة الافتراضية التي جرى تنظيمها مساء الجمعة، والتي عرفت مشاركين ممثلين للإدارة الترابية والصحة وحقل التربية والتكوين والاقتصاد، حول دور التلاميذ والطلبة كسفراء لمواجهة الجائحة، أن حصول بلادنا على اللقاح يشكّل بارقة أمل في ظل المعطيات الوبائية الحالية القاتمة، وهو ما سيكون ممكنا بفضل الحكمة الملكية والمجهودات التي بذلها عاهل البلاد لتمكين بلادنا لكي تكون من أوائل الدول التي ستقوم بتلقيح مواطنيها.
وشدّد رئيس الفدرالية الوطنية للصحة على أن هذا الخبر السعيد يجب أن يكون محفزا لجميع المغاربة من أجل التقيد أكثر باحترام الإجراءات الوقائية والتدابير الحاجزية وعدم التراخي، وأن يتم تسخير كل الوسائل الممكنة كتشجيع العمل عن بعد، من أجل تمنيع مجتمعنا من خطورة الوباء واتساع انتشار دائرته، لتفادي ما يقع في مجموعة من الدول الأخرى التي عادت إلى الحجر الصحي بتأثيراته وتداعياته على الحياة الاقتصادية والاجتماعية، مما يفرض التحلي بالمسؤولية حتى تتوقف الأرقام الصادمة على مستوى أعداد الإصابات والوفيات عن الانتشار، وأن نصل إلى مرحلة التلقيح لكي نعود جميعا إلى حياتنا الطبيعية.
من جهته كشف الكاتب العام لوزارة الصحة، أن 3315 مهنيا للصحة أصيبوا بفيروس كوفيد 19، وفارق الحياة متأثرا بتداعياته 15 شخصا، مشيرا إلى أن الوباء يتمدد بسرعة خلال الآونة الأخيرة، مقدما عددا من المعطيات الرقمية المتعلقة بنسبة الإصابة والإماتة وكذا الشفاء، إلى جانب نسبة المصابين المتكفل بهم في المستشفيات وفي المنازل. وأبرز المتحدث أن 78 في المئة من الحالات المسجلة في جهة الدارالبيضاء سطات هي لمصابين بدون أعراض، في حين أن 22 في المئة هم من المرضى الذين تظهر عليهم أعراض مختلفة تدل على الإصابة بالفيروس. وأوضح عبد الإله بوطالب أن الجائحة الوبائية تسببت في إغلاق 279 مؤسسة تعليمية على الصعيد الوطني ضمنها 9 بالدارالبيضاء، وطالت العدوى 7654 شخصا على مستوى هذه المؤسسات، في حين أصاب الفيروس 2110 مصابا ومصابة بالعاصمة الاقتصادية. كما قدم الكاتب العام لوزارة الصحة تفاصيل عما اعتبره رفعا من الطاقة السريرية للإنعاش التي تبلغ وطنيا 2676 سريرا، إلى جانب مجالات الصرف المتعلقة بالمبلغ الذي تم منحه للصحة من الصندوق الوطني لمواجهة الجائحة الوبائية لكوفيد 19.
بدوره أكد حميد توتي، أن جهة الدارالبيضاء سطات تعرف انفجارا وبائيا مقارنة بالإصابات المسجلة في مناطق أخرى على الصعيد الوطني، مبرزا أن هناك عدة أسباب أدت إلى ذلك من بينها حجم التنقلات والحركية التي تعرفها، خاصة على مستوى العاصمة الاقتصادية، إلى جانب الكثافة السكانية وتمركز الأنشطة الاقتصادية والتجارية بها، مشيرا إلى أنها تسجل تنقلا يوميا لحوالي 8 ملايين شخص، مما يسهّل من انتشار العدوى إذ أن 75 في المئة من الحالات الإيجابية يتم تسجيلها في الدارالبيضاء لوحدها.
وأوضح الكاتب العام لولاية جهة الدارالبيضاء سطات أن اختبارات الكشف عن الفيروس التي يتم إجراؤها في الجهة تتراوح اليوم ما بين 5 و 6 آلاف اختبار، مضيفا أن 30 في المئة من الوفيات المسجلة وطنيا تقع فيها، لافتا للانتباه في نفس الوقت إلى أن أسرّة الإنعاش والعناية المركزة في المستشفيات العمومية قد بلغت نسبة الملء فيها إلى 90 في المئة.
وعرفت هذه الندوة الافتراضية تقديم مداخلة للبروفسور مولاي هشام عفيف، المدير العام للمركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد، الذي أكد على أن هناك تحديا كبيرا مزدوجا مطروحا على مهنيي الصحة بهذه المؤسسة الذي يتمثل في تأمين مواجهة الجائحة الوبائية مع ضمان استمرارية التكفل بالمرضى المصابين بأمراض أخرى. وتطرق المتحدث إلى الوضعية التي يعرفها مستشفى ابن رشد الذي يتكفل بالحالات الخطيرة والحرجة جراء الإصابة بفيروس كوفيد 19 إضافة إلى الحالات المرضية الأخرى وضحايا حوادث السير المختلفة، مبرزا أنه تم تخصيص 70 سريرا لمرضى كوفيد، 46 للإنعاش و 24 للعناية المركزة، إلى جانب 65 سريرا في الجانبين لباقي المرضى، مشيرا ارتباطا بتطور الأرقام الوبائية أنه خلال شهر غشت جرى استقبال 135 حالة بمصلحة مستعجلات ابن رشد، 112 حالة تمت إحالتها على الإنعاش و36 حالة فارق أصحابها الحياة بعد مدة من وصولهم، في حين تحسنت الوضعية الصحية لثماني حالات، في بينما في شهر شتنبر تم استقبال 188 حالة 46 منها لم يتأت إنقاذها، وخلال شهر أكتوبر الذي لم يكتمل بعد تم استقبال 181 حالة وفارق الحياة 45 مريضا ومريضة من بينها.
وأبرز البروفسور مولاي هشام عفيف أنه خلال 12 يوما من الشهر الجاري تم تسجيل 22 حالة وفاة، بينما جرى تسجيل 150 حالة خلال شهر أكتوبر ونفس الأمر بالنسبة لشهر شتنبر، في حين أنه خلال المدة السابقة ومنذ بداية الجائحة الوبائية جرى تسجيل 55 حالة وفاة. أما بخصوص الاختبارات الكشف عن الفيروس باعتماد تقنية PCR  فقد أوضح المتحدث أن مختبر المستشفى حلّل عينات 149 ألفا و 218 اختبارا منذ 5 أبريل وإلى غاية 12 نونبر، وتبين على أن 22.928 اختبارا منها كان إيجابيا. وأكد المدير العام للمركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد أن الوفيات التي تم تسجيلها كانت بسبب التكفل المتأخر بالحالات التي كانت تصل إلى المستشفى في وضعية صحية خطيرة وحرجة وجد متقدمة، إضافة إلى عاملي السن والأمراض المزمنة بالنسبة لحالات أخرى.
وجدير بالذكر أن هذه الندوة الافتراضية عرفت مشاركة رئيسة جامعة الحسن الثاني بالدارالبيضاء ورئيس جامعة مونديابوليس وكذا جامعة محمد السادس لعلوم الصحة، فضلا عن مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين، الذين أبرزوا المجهودات التي تم بذلها لإنجاح الموسم الدراسي السابق وكذا تأمين انطلاق الموسم الدراسي الحالي، وضمان استمرار العملية البيداغوجية، بالاعتماد على التقنيات المعلوماتية الحديثة والتعليم عن بعد، إلى جانب التدابير والإجراءات الاحترازية والوقائية التي تم اتخاذها لمنع انتشار العدوى، فضلا عن المبادرات التي تم القيام بها من طرف الطلبة وأنديتهم ذات البعد الاجتماعي والإنساني ارتباطا بتداعيات الجائحة. كما شارك في الندوة خبراء في الصحة النفسية، وكذا رئيس أنفوفاك فرنسا البروفسور روبرت كوهن، الذي تحدث عن اللقاحات الخاصة بكوفيد 19 والتطور الذي يعرفها مسارها عالميا، مشيرا إلى أن هناك حوالي 300 لقاح قيد التطوير، مبرزا أن هناك  39 لقاحا توجد في المرحلة الأولى، 16 في المرحلة الثانية و 12 في المرحلة الثالثة، مشيرا إلى خصائصها وتركيبتها والملاحظات المرتبطة بها من أجل ضمان مأمونيتها ونجاعتها وفاعليتها.


الكاتب :   وحيد مبارك

  

بتاريخ : 16/11/2020