خُيِّلَ إلَيّ

السَّماءُ قارورةُ ثلجٍ
على أطْرافِها تَتَلاشَى المُمْكِناتُ
يُحيطُ بِها طوفانٌ
يجْذِبُني نَحْوَ الأسْفلِ
أُغْمِضُ عَيْنَيّ
فَأُبْصِرُ السَّماسِرةَ وتُجّارَ الدَّمِ
يُقايضُون أجْسادَ الفَتياتِ النّحيلاتِ أو المُكتنزاتِ
بالنّفْطِ المُقدّم للدّوْلَةِ لِمصِّ الغَضبِ المُتصاعِدِ
لا الرّبيعُ توقّفَ ولا الخَريفُ عَصَفَ
السَّماءُ في مَكانِها
والخَلْقُ يَتزاحَمُ لِرَدِّ الاعْتِبارِ لمَدْخلِ الحِكايَةِ
حيثُ الذَّكَرُ والأُنْثَى يَتلاصَقانِ مِنْ غَيْرِ وَرَقةِ تُوتٍ يابِسَة

خُيِّلَ إِلَيَّ
أنّ جُنوداً يَقِفونَ عَلى رَأْسِي
المُحْتَجِّ سِرًّا عَلى غّلاءِ المَعيشَةِ
ونُفورِ الشّباب مِنَ القَصيدَةِ
وأنّ أُناساً طَيِّبينَ رَكِبُوا أَهْوالَهُمْ
والْتَحَقوا بِصُفوفِ المَعْطوبين عُنْوةً
أوْ نِكايَةً في الوَقْتِ الجَامِدِ
إلّا مِنْ دَحرجَةِ الكُرةِ
بِالقَدَمِ والإعْلامِ النّاعِمِ.

وخُيِّلَ إِلَيّ
أنّ ساعَةً واحِدةً تَكْفِي
لِرَبْطِ أَرْجُلِ هَذِهِ السَّماءِ مِنَ الخَلْفِ
والتَّلْويحِ بها عَبْرَ مِقْلاعٍ
للتَّخَلُّصِ مِنْ كَتْمِ السِّرّ الشِّعْري
المُقيمِ في قارُورةِ الثَّلْجِ المُحْكَمةِ الإِغْلاقْ.


الكاتب : أحمد العمراوي

  

بتاريخ : 13/01/2023