دار الشعر في تطوان تفتتح سنة 2021 بليلة شعرية جديدة

افتتحت دار الشعر في تطوان سنة 2021 بليلة شعرية جديدة في صيغة جديدة، بمشاركة الشاعر سعيد بنعياد والشاعرة مريم كرودي والشاعر محمد بوكسير. وألقى الشعراء المشاركون قصائدهم على إيقاعات العود والتآليف الجديدة لعازف العود المغربي هشام الزبيري، في ليلة الشعر التي أقيمت يوم الخميس 7 يناير الجاري، في فضاء مدرسة الصنائع والفنون الوطنية بتطوان.
مدير دار الشعر مخلص الصغير أكد أن الدار تصر على أن تستهل سنة 2021 بليلة للشعر، وهي التظاهرة الأولى التي نظمتها دار الشعر منذ تأسيسها سنة 2016، ضمن مبادرة إحداث بيوت للشعر في سائر أقطار الوطن العربي. كما أنها التظاهرة التي أقامتها الدار لأكثر من مائة مرة، وفي أكثر من مدينة مغربية، في مكناس والدار البيضاء ووجدة وشفشاون والعرائش وتطوان وطنجة والحسيمة… مضيفا أن هذه الأمسية، التي تقام عن بعد، إنما تشهد مشاركة خمسة شعراء، «فإلى جانب الشعراء الثلاثة المشاركين، يمكن أن نعتبر العود شاعرا عربيا عظيما طالما تغنى بأحاسيس الإنسان العربي ومشاعر الوجدان الجماعي». واستحضر المتحدث في هذا السياق قصة الشنفرى الذي كان ينشد الشعر وهو يعزف على العود، كما استحضر كتاب «الأغاني» بوصفه أكبر مدونة لحنية عربية، جمعت بين الأشعار والأصوات والأوتار، في عصر ذهبي بديع يدل على حس حضاري رفيع. كما توقف عند مقولة الفارابي الشهيرة في «كتاب الموسيقى الكبير»، حين أكد أن «الألحان بمنزلة القصيدة والشعر».
وافتتح الشاعر سعيد بنعياد هذه الليلة بقصيدة عن مدينة تطوان، ومنها: «كانت هُنا، فاجْتاحَها الطُّوفانُ/ وطَوَى شُجونَ حَديثِها النِّسْيـانُ. رقَصتْ قُلوبُ عِصابةٍ لِرَحيلِها/ وسَقَتْ خُدودَ سِواهُمُ الأجفانُ…».
ومن قصيدتها «جنازة قلب»، قرأت الشاعرة مريم كرودي: «يجرفني الشوق يخطفني/ يمسحني عن غبار الزمن/ أتلو تقاسيم وجهي كل صباح/ الليل كاذب/ سارق/ وصباحا تتبخر الأحلام… يجرفني الشوق ثانية/ وأصغي إلى قرع طبول قلبي الخائف/ قبل أن تشيع جنازته/ ويتوارى عن الأنظار»، فيما ألقى الشاعر محمد بوكسير قصائد تعلن عن هوية شعرية وإنسانية ساطعة، حين يردد: «أنا ابن العواصفْ/ وحفيد الرياح/ قبلة واحدة على خد الأرض/ تكفي كي أواصل الكفاح… زهر اللوز مدرستي الأولى/ وامتداد جذوري…/ سيدتي/ هنا كائن مغضوب عليه/ لكنه مفرط في الغناء..»


بتاريخ : 19/01/2021