قال علي (بطل محمد زفزاف في الثعلب الذي يظهر ويختفي) موجهاً الخطاب إلى «إبراهيم» متعقّب الهيبيين: «إنني أعمل من أجل إنقاذ هذا الوطن».
ومن تكون يا أستاذ؟ أنقذ نفسك أولاً. هم يبنون الفيلات والعمارات وأنت حاشي الأصبع… لم يكن من تعليق آخر غير هذا.
الأصبع في يدي.. ويدي ليست بيضاء، تماماً.. ولو كانت كذلك لفقأت أكثر من عين أو وضعت أصبعي على مكمن الخلل.. الخلل الذي، منه، دخلت عليّ «التسليّات» أنا الذي أراني أجوب الأزقة الواحدية الضيقة، في الحلم وفي اليقظة، بحثاً عن منفذ للهرب… الهرب، ليس إلاً.
وقال المسيح (عليه السلام): «خرافي تسمع صوتي وأنا أعرفها فتتبعني».
ليس لي خراف.. أعرف خرافاً كثيرة، تعرفني وتسمع صوتي، لكنها لا تتبعني.. إذاً، دع الأمر يسقط، وعلق معطفك (الثلاثة أرباع) على مشجب مقهى «ميطروبول» وحيّي عبد العزيز الضو في الركن أقصى اليمين، وذكّر النادل حميد بالكحلاء المضغوطة، وافتتح بعناوين صحف اليوم، ثم تنقّل بين جمال بودومة وعبد الله الدامون ورشيد نيني وتوفيق بوعشرين وعبد الحميد اجماهري وحميد زيد، ولا تبق غافلاً عن كاريكاتير عبد الغني الدهدوه.. استقم في جلستك وتطلع إلى الخارج فوق وتأمل وقل: هذه الأقلام مسنونة، وتستحق أن تقرأ… تقرأ.
وقال نبينا محمد (عليه الصلاة والسلام): «رحم الله عبداً عمل عملاً صالحاً فأتقنه».
أصحاب الأقلام المسنونة يتقنون عملهم، ويتفننون فيه.. لذلك أقول: ما شاء الله عليهم. وأضيف: أنا محظوظ كوني تعلمت القراءة والكتابة وابتليت بهما، ولو أني حاشي الأصبع كما قال إبراهيم الطولانطي للأستاذ علي.. الأستاذ علي الذي يظهر للحكيم زفزاف في المرآة. المرآة التي في الفندق. الفندق الذي في المدينة. المدينة التي يظهر فيها الثعلب، ثم يختفي لكي يفسح للخراف. الخراف التي تسمع الصوت وتتبع صاحبها الذي تعرفه.. ومحظوظ، أيضاً، لأن الكتاب المذكورين أصدقائي في الكتابة والقراءة.. وليس في البزولة. أصدقاء البزولة، في هذا الوطن الذي يعمل عليّ من أجل أن ينقذه، لا ينفقون وقتهم في القراءة والكتابة..
وقالت جدتي الغرافية (رحمة الله عليها): «خبز ربّي في قبّي…».
أدخلت يدي في قبي فلم أجد فيه خبزي. خبزي عند أمان10. وأمان10 عند مولاها. والعقرب الصغير يبوس رقم «2» في الساعة الحائطية. والعقرب الكبير على أهبة الانتصاب. انتصب في قامتك واخرج، لا تلوي على أشياء إن بدت لك لن تسرك. انعطف شمالاً ثم انحدر لا تقاوم حتى يصل بك الخطو إلى شارع المقاومة. ثم خذ يمينك.. ثم يسارك.. والآن، ادخلها من أي باب تشاء.. وإلى أن يشاء الله، قل مرة أخرى:
– laisser tomber
وقل لأحبابنا، كما العادة:
– نلتقي !
دعــه يـسـقـــط.. !!
الكاتب : كتب: محمد سدحي
بتاريخ : 03/05/2024