دعوات لحماية الممارسة المهنية الصحية

طلب عروض خاص بالمستشفى الجامعي في طنجة يثير قلق المتخصصين في التخدير والإنعاش

 

عبّرت التنسيقية الوطنية للطلبة الخريجين والممرضين عن قلقها من استمرار أشكال السعي للتعاقد مع الخواص في القطاع الصحي العمومي، وذلك على خلفية طلب عروض أعلنت عنه مصالح المركز الاستشفائي الجامعي بطنجة، لشغل منصب «ممرض(ة) أو تقني(ة) في التخدير والإنعاش» بالمركب الجراحي، والذي جاء مرفوقا بلائحة تتضمن المهام المطلوبة من هاته الفئة، التي اعتبرتها التنسيقية في بلاغ لها، تتجاوز حتى صلاحيات ممرضي التخدير والإنعاش الحاصلين على الإجازة من المعهد العالي للمهن التمريضية وتقنيات الصحة.
واستغرب مصدر تمريضي في تصريح لـ «الاتحاد الاشتراكي» من إقدام إدارة المركز على هاته الخطوة، محذرا من تبعاتها المفتوحة على كافة الاحتمالات، مشددا في نفس الوقت على أنها يجب أن تعمل على سلك كل الخطوات التي تضمن الجودة والكفاءة وأن تحرص على توفير كل الشروط التي من شأنها تقديم علاجات ذات جودة عالية للمرضى.
من جهته، وتعليقا على الموضوع، أكد عبد الإله السايسي، رئيس الجمعية المغربية لممرضي التخدير والإنعاش في تصريح لـ «الاتحاد الاشتراكي» على أن مجال التخدير والإنعاش لا يمكن تفويته للشركات باعتباره مهمة حيوية، وإذا ما تم هذا الأمر فيجب الحرص على توفر مجموعة من الشروط والمواصفات الضرورية للحفاظ على الأمن الصحي للمواطنين. وشدد المتحدث على أن الأطر المتخرجة من معاهد التكوين العمومي هي التي يجب أن تكون لها أولوية الممارسة المهنية في المستشفيات العمومية، وإذا ما تعذر جذبها واستقطابها فيتعين البحث عن الأسباب وإيجاد حلول لهذا الأمر، كي تكون الوظيفة الصحية العمومية مستقطبة.
وأكد السايسي على أنه كانت هناك محاولات سابقة مماثلة وتم الالتزام بوقف خطواتها، لكن وبكل أسف تمت العودة إلى نفس الممارسة، مشيرا إلى أنه لا بد من إخراج مصنف للكفاءات والمهن وإحداث هيئة خاصة بالممرضين دفاعا عن الاختصاصات التمريضية وصلاحيات ومهام الممرضين في مختلف الفئات والأصناف، بشكل يضمن تحصين الممارسة الصحية من كافة الشوائب والاختلالات التي قد تعتري مسارها، وترخي بظلالها تبعا لذلك على صحة المواطنين وعلى الصحة بشكل عام.
وكانت الجمعية المغربية لممرضي التخدير والإنعاش قد شددت على ضرورة تأهيل المنظومة الصحية والرفع من قيمة الموارد البشرية علميا والاستثمار في كفاءتهم العالية مع استحضار تضحياتهم الجسيمة، منذ الاستقلال إلى الآن، خاصة ممرضي التخدير والإنعاش، مستدلّة على الأمر بكيفية تدبير زمن الجائحة الوبائية لفيروس كوفيد 19 في كل المصالح الاستشفائية عامة ومصالح الإنعاش والعناية المركزة وتأمين العلاجات الاستعجالية بكل المركبات الجراحية. وعبّرت الجمعية عن قلقها لخبر السعي لـ «إدماج وتوظيف خريجي شعبة تقني في التخدير والإنعاش لمستوى تقني متخصص بمؤسسة خاصة تابعة للتكوين المهني بالمركز الجامعي طنجة»، معتبرة أن هاته الخطوة «تتم خارج كل الشروط القانونية بمهام واسعة متداخلة بين مهام طبية وتمريضية خالصة لازالت الوزارة الوصية تعمل جاهدة مع كل الفرقاء الاجتماعين من أجل إصدارها في مصنف الكفاءات والمهن»، واصفة إياها بكونها «مهام واسعة تشكل خطورة على صحة المواطن».


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 08/05/2023