دفاعا عن الأسرة في يومها العالمي وضمانا للعدالة والمساواة وتكريسا للحق في الصحة

الأزواج الذين يعانون من صعوبات الإنجاب يطالبون وزارة الصحة بشراء خدمات مراكز القطاع الخاص

 

وجّهت الجمعية المغربية للحالمين بالأمومة والأبوّة «مابا» رسالة مفتوحة إلى وزير الصحة والحماية الاجتماعية، تلتمس من خلالها شراء خدمات علاج ضعف الخصوبة من مراكز المساعدة الطبية على الإنجاب بالقطاع الخاص، اقتداء بتجربة الوزارة، التي وصفتها بـ «الناجحة والرائدة»، الخاصة بخدمات غسيل الكلى، والتي مكّنت، بحسب الجمعية، من رعاية واعتناء القطاع الخاص بعدد كبير من المرضى والتخفيف من آلامهم الصحية ومعاناتهم الاجتماعية.
ورفعت الجمعية مطلبها؛ وهي التي تضم في عضويتها العديد من الأزواج الذين طرقوا مختلف الأبواب وسعوا خلف كل الآمال، التي قد تمكّنهم يوما من احتضان رضيع وطبع قبلة على جبينه، بعدما وجدوا أنفسهم في وضعية غير قادرين على تحقيق هذا المطمح، بسبب صعوبات مختلفة، ساهمت في حدّتها العوائق المادية والمصاريف المكلّفة والباهظة للولوج إلى العلاجات المتوفرة؛ تزامنا وتخليد اليوم العالمي للأسرة الذي تم الاحتفال به أمس الاثنين، للتأكيد على أن الأسرة بترابطاتها الخاصة جدا تعتري تحقيق «شكلها الطبيعي» العديد من الإكراهات والصعوبات بالنسبة للبعض، وهو ما يدعو إلى تعزيز كل الجهود من أجل ضمان «عدالة إنجابية» مرتبطة بالتنزيل الكامل للحق في الصحة كما ينص على ذلك دستور المملكة.
وتعليقا على هذا الموضوع، أكدت عزيزة غلام، رئيسة الجمعية في تصريح لـ «الاتحاد الاشتراكي» على أن الوقت قد حان لإنقاذ عدد من الأسر من التبعات النفسية والاجتماعية التي تتهددها بسبب تأخر الإنجاب، مشددة على أن هذا المطلب من شأنه إعمال مبدأ العدالة في الولوج إلى الخدمات الصحية، بالنظر إلى عدم توفر جميع الجهات على مراكز الخصوبة بالقطاع العام على خدمات المساعدة الطبية على الإنجاب. وأبرزت غلام ارتباطا بهاته النقطة أنه حتى المراكز الموجودة لا تتوفر على جميع الظروف والوسائل والإمكانات التي تؤهلها لضمان ديمومة هذه الخدمات وشملها لجميع الراغبين في الإنجاب، وهو ما يجعل من الطلب الموجه لوزير الصحة والحماية الاجتماعية آنيا وملحّا بالنظر لأبعاد مضمونه المتعددة، صحيا واجتماعيا واقتصاديا وبالأساس إنسانيا.
وكانت الجمعية قد بيّنت في رسالتها لآيت الطالب كبر حجم معاناة الزوجين في وضعية ضعف الخصوبة، خاصة بالنسبة للنساء، اللواتي يشتكين إكراهات الساعة البيولوجية، مشددة على أن «قدرتهن على الإنجاب تتلاشى معها بفعل تراجع عدد بويضاتهن والانحدار المتوالي لرأسمال خصوبتهن في سنة الثلاثين، ما يعجل بدخول عدد منهن مبكرا إلى سن اليأس، ناهيك عما يتحملنه من أمراض نفسية وتحديات اجتماعية بسبب تهديدهن بالطلاق والهجر، فضلا عن وصمهن بسبب تأخرهن عن الإنجاب». وأكدت «مابا» مخاطبة وزير الصحة والحماية الاجتماعية قائلة «لا وسيلة لدينا حاليا بعد مرور سنوات من النضال لتخفيف جزء من هذه معاناة الزوجين سوى التدخل العاجل لمساعدة الزوجين عبر عقد شراكة مع القطاع الخاص في مجال الصحة الإنجابية، لتوفير علاجات ضعف الخصوبة للمصابين بالعقم لحماية الاستقرار النفسي والصحي لهذه الفئة من المجتمع، التي باتت أعدادها في تنامي متزايد، كما أشارت إلى ذلك المنظمة العالمية للصحة أخيرا».
وشدّد الإطار المدني على أن طلبه يأتي «تثمينا لمخرجات أشغال مختلف الندوات الوطنية حول ضعف الخصوبة في المغرب، التي نظمتها الجمعية المغربية للحالمين بالأمومة والأبوة، والتي أكدت جميعها أهمية الشراكة بين القطاعين العام والخاص لتقديم الرعاية الصحية للحالمين بالأمومة والأبوة، انطلاقا من مرجع إعطاء هذه الشراكة مكانة مهمة في استراتيجية الوزارة إلى غاية 2025».


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 16/05/2023