دقائق من المطر تحول شوارع مراكش إلى أودية

أوقات عصيبة عاشتها ساكنة مراكش ليلة الأحد 13 أكتوبر الجاري جراء الزخات المطرية التي تعرضت لها المنطقة محدثة أضرارا مادية واضطرابا كبيرا في حركة السير.
وغرقت شوارع بكاملها في مياه الأمطار التي عجزت شبكة الصرف عن استيعابها، لتتحول الطرق إلى ما يشبه أودية، استعصت فيها حركة المرور بل حوصرت بعض السيارات والدراجات، كما حدث بأحياء الازدهار والشرف والصنوبر والياسمين. وغمرت المياه بسبب تدفقها من بالوعات الصرف مواقف السيارات التحتية الأرضية في عدد من العمارات محدثة خسائر مادية في عدد من العربات.
ورغم أن الزخات المطرية التي ضربت المدينة لم تدم أكثر من 20 دقيقة، إلا أن مياهها كانت كفيلة بإغراق عدد من السيارات تحت قنطرة تاركة، حيث غمرت المياه المركبات كليا، واضطر ركابها إلى النفاذ بجلدهم سباحة بسبب الارتفاع الكبير لمنسوب المياه.
واستلزم هذا الوضع مجهودا كبير من قبل فرق الإنقاذ والسلطة لإخراج العالقين في المياه تحت القنطرة والتخفيف من حدة ارتفاع منسوبها.
و ليست هذه هي المرة الأولى التي تغمر مياه الأمطار الطريق الذي يمر تحت القنطرة المذكورة، واحتجاز العربات بسبب ضعف قدرات بالوعات الصرف في استيعاب الكميات الكبيرة من الأمطار.
و بدت مراكش كما لو كانت متعودة على أجواء الجفاف، حيث كانت شبكة الصرف شبه معطلة، وغير قادرة على تيسير ابتلاع مياه الأمطار، وهو ما تسبب في كثير من الخسائر بعدد من المحلات والبيوت التي غمرتها المياه، سواء بالمدينة العتيقة أو سيدي يوسف بن علي أو شارع مولاي عبد الله والمحاميد
والداوديات.
وعلى طول سرير وادي إيسل استنفرت السلطة المحلية والأمن والقوات المساعدة أطقمهما تحسبا لحدوث أي فيضان جراء الأمطار القوية التي تساقطت.
وفي مطار المنارة، كانت الفضيحة أكبر، بعدما تسربت مياه الأمطار من سقف المطار، أمام اندهاش المرتفقين.
واعتبر السكان أن مشاهد الخلل الذي ظهر في الشوارع وبعض المرافق جراء الأمطار التي تساقطت، تكشف بقوة غياب المجلس الجماعي، وعطالة أبسط خدماته.


الكاتب : مراكش: عبد الصمد الكباص

  

بتاريخ : 15/10/2024