دقت ساعة الحسم : المنتخب الوطني ينتظر كرواتيا من أجل كتابة تاريخ جديد

يستهل المنتخب الوطني يومه الأربعاء، بداية من الحادية عشرة صباحا بالتوقيت المغربي (الواحدة بالتوقيت القطري) بملعب البيت، مشوارا صعبا في مونديال قطر، بمواجهة كرواتيا، وصيفة بطلة النسخة الأخيرة، فيما تلعب بلجيكا أمام كندا.
ويحمل الفريق الوطني على عاتقه مسؤولية كبيرة، حيث سيكون أداؤه محط أنظار كافة الشعب المغربي، التواق إلى تلقي خبر سار من دوحة العرب.
ورغم أجواء التفاؤل التي تسود معسكر المنتخب الوطني، إلا أن الحذر والاحتياط يفرضان نفسيهما بقوة، لأن الخصم الكرواتي، المدجج بالنجوم، تحت قيادة ضابط إيقاع ريال مدريد لوكا مودريتش، لن يقبل بأن يتواجد بالدوحة فقط من أجل تسجيل الحضور.

وستكون هذه المواجهة الرسمية هي الأولى بين المنتخب الوطني وكرواتيا، والثانية في تاريخ مواجهتهما بعد الأولى في كأس الحسن الثاني الدولية عام 1998، استعدادا للمونديال الفرنسي الذي أنهاه برازيليو أوروبا في المركز الثالث.
ويملك الناخب الوطني وليد الركراكي مجموعة متناغمة من اللاعبين، بتأطير من العميد غانم سايس، وزميله في العمق الدفاعي نايف أكرد، وخلفهما حامي العرين ياسين بونو، أفضل حراس الدوري الاسباني خلال الموسم الماضي، وفي الرواق الأيمن يبرز القطار المكوكي أشرف حكيمي، وفي الضفة اليسرى، يتواجد نجم بايرن ميونيخ الألماني، نصير المزراوي، الذي فرض نفسه بقوة داخل الفريق البافاري، وفي الأمام يتواجد الثلاثي حكيم زياش، صاحب اليسرى الساحرة، والمراوغ سفيان بوفال، وفي العمق الهجومي، سيفاضل الركراكي بين قتالية النصيري والحاسة التهديفية لحمد الله.
ومن المحتمل جدا أن لا يبدأ الركراكي بسليم أملاح، الذي يعاني من الإصابة، حيث يرجح أن يضع ثقته في لاعب سامبدوريا الإيطالي، عبد الحميد الصابيري، الذي قد يوكل إليه مهمة مراقبة مودريتش والحد من خطورته، إن هو أراد تحجيم فعالية المنتخب الكرواتي.
وحذر مدرب كرواتيا زلاتكو داليتش لاعبيه من الاستهانة بمنافسيهم مؤكدا أنه «لا يوجد خصم سهل، مجموعة سهلة، هذه بطولة العالم (…) أثق بفريقي (…) هدفنا التأهل عن المجموعة».
وفي المقابل، يرى الركراكي أن التركيز في مباراة اليوم ضروري، لأنها بنظره أهم مباراة في طريق العبور نحو الدور الثاني، «ويجب أن نكون في قمة تركيزنا من أجل تحقيق نتيجة جيدة تعزز حظوظنا من أجل تخطي الدور الأول».
وأضاف «سنلعب في مجموعة معقدة وصعبة. لدينا فريق جيد والروح المعنوية عالية ولاعبونا جيدون، ونحن نأمل أن ننجز شيئا».
ولن يتواجد الثنائي زكرياء أبو خلال (تولوز) وإلياس شاعر (كوينز بارك رينجرز الإنكليزي) في لقاء اليوم بداعي الإصابة، لكن الركراكي يتوفر على مجموعة من الخيارات التقنية والتكتيكية، التي بإمكانه أن يعتمد عليها في هذه المباراة.
وسيدخل الفريق الوطني يومه الأربعاء الاستحقاق العالمي لسادس مرة في تاريخه، بطموحات تتجاوز سقف مشاركاته السابقة، وعلى الأقل تكرار إنجاز مكسيكو 1986، عندما تخطى حاجز الدور الأول، كأول منتخب إفريقي وعربي يحقق ذلك.
وسيكون الجمهور المغربي كعادته حاضرا وراء أسود الأطلس، حيث بدأت قبل أيام الأعداد تتقاطر على العاصمة الدوحة، التي خلقوا بها أجواء رائعة، نقلوا عبرها رسائلهم التحفيزية إلى اللاعبين، الذين يجمعون على أنهم سوف لن يدخروا أي جهد في سبيل إسعاد الشعب المغربي، وترك أصداء إيجابية في أول مونديال يقام على الأراضي العربية.
الأكيد أن المباراة ستكون صعبة للغاية، لكن ثقتنا كبيرة في العناصر الوطنية التي ستدخل المواجهة من دون مركب نقص، بحكم توفر الفريق الوطني على أسماء راكمت من الخبرة ما يلزم للوقوف في وجه أعتى المنتخبات العالمية.


الكاتب : إبراهيم العماري

  

بتاريخ : 23/11/2022