«دلتا» كورونا في طريقه ليصبح «السلالة السائدة» في العالم

الحكومة تقر بأن الحالة الوبائية المرتبطة بكورونا تدعو إلى القلق والعالم يتحدث عن موجة جديدة..

انتقال العدوى
وحجم انتشار الموجة الثالثة في إفريقيا لا تشبه بشيء ما عرفناه حتى الان

 

أكد رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني اليوم الخميس أن الحالة الوبائية المرتبطة بجائحة فيروس كورونا المستجد بالمملكة، أصبحت تدعو إلى القلق، بعد ارتفاع عدد الإصابات، والحالات النشطة التي تضاعفت تقريبا خلال الأسبوعين الأخيرين، وارتفاع عدد الحالات الحرجة، وكذا نسبة ملء المستشفيات، مما يستوجب المزيد من الحيطة والحذر.
وذكر بلاغ صدر عقب مجلس للحكومة،أن العثماني أوضح، في كلمته الافتتاحية لأشغال المجلس، أنه بالنظر لهذا التطور، فإن الحكومة قررت العودة إلى عقد اجتماعات مجلسها عن بعد، للتأكيد على جدية الوضع، الذي لا يحتمل التهوين، وكذا لإعطاء إشارة واضحة للمواطنين.
وجدد العثماني دعوته لجميع المواطنات والمواطنين، والمؤسسات والفاعلين لمضاعفة الجهود والتحلي بدرجة عالية من اليقظة، والالتزام بالإجراءات الاحترازية الضرورية، «لتفادي أي انتكاسة في الوضعية الوبائية، لا قدر الله، كما هو الشأن في العديد من الدول».
واضاف البلاغ أنه في هذا الإطار، قدم وزير الصحة إفادة أكد فيها، من خلال تحليل الأرقام والمعطيات التي سجلتها الوضعية الوبائية بالمغرب في الآونة الأخيرة، على أهمية مواصلة التقيد والالتزام بالتدابير الوقائية المعمول بها.
وتأتي هذه التصريحات ، و منظمة الصحة العالمية قدأعلنت، أول أمس الخميس، أنها تخشى من حدوث موجة جديدة من الجائحة في أوروبا بسبب المتحورة دلتا، في حين بدأت بلدان القارة العمل بشهادتها الصحية على أمل إنعاش السياحة، فيما يرتفع عدد الإصابات «بمعدل ينذر بالخطر» في إفريقيا.
وكانت بنغلاديش فرضت إغلاقا منذ أمس الخميس، وأعلنت أندونيسيا فرض قيود اعتبارا من يوم غد السبت في مواجهة ارتفاع حاد في الإصابات.

لقاحات لقاحات

ومن جهتها ، أكدت شركة «جونسون آند جونسون» أن لقاحها جانسين الذي ي عطى بجرعة واحدة فعال ضد متحور دلتا من فيروس كورونا شديد العدوى.
وقالت الشركة الأمريكية أن دراسة أجرتها على عدد صغير من ثمانية أشخاص تلقوا اللقاح بينت أن الأجسام المضادة وخلايا جهاز المناعة لديهم كانت قادرة على تحييد المتحور دلتا.
وأوضح المدير العلمي للشركة، في بيان صدر مساء الخميس، «نعتقد أن لقاحنا يوفر حماية طويلة الأمد ضد كوفيد، ويسمح بتحييد المتحورة دلتا».
من جهته، قال ماثاي مامن، رئيس الأبحاث والتطوير لدى المجموعة، إن البيانات «التي توبعت على مدى ثمانية أشهر حتى الآن» تظهر أن اللقاح أحادي الجرعة «ينتج استجابة قوية من الأجسام المضادة التي لا تتراجع، بل إننا نلاحظ تحسنا بمرور الوقت».
وأعلنت شبكة مختبرات «يونيلابس» السويسرية، يوم الخميس، إطلاقها نوعا مبتكرا من فحوصات «كوفيد-19»، قادرا على كشف سلالة «دلتا» المتحورة وشديدة العدوى.
وأكد تيموتيو غيماريش، المسؤول عن إدارة قسم «كوفيد-19» في شبكة «يونيلابس»، أنه ونظرا لانتشار سلالة «دلتا» على نطاق واسع، وجهت إدارة مختبرات «يونيلابس» طاقمها للعمل على تطوير فحوصات جديدة قادرة على كشف هذه السلالة.
ولفت إلى أن هذه المختبرات تستخدم نفس التقنيات التي طورتها لاكتشاف سلالة «كينت» المتحورة، وأنها تحرص على تتبع واكتشاف أي سلالات متحورة في المستقبل.
وأوضح غيماريش أن البيانات الطبية التي توصلت إليها مختبرات «يونيلابس» باتت تستخدم في تتبع انتشار سلالة «دلتا» المتحورة وتحديد السلالات الجديدة في بلدان كثيرة، ما يساعد الجهات الصحية على اتخاذ التدابير اللازمة لاحتواء انتشار هذه السلالات.
وتأتي أهمية توفير «يونيلابس» هذا النوع الجديد من الفحوصات بالتزامن مع إعلان منظمة الصحة العالمية أن متحور «دلتا» من فيروس كورونا في طريقه ليصبح «السلالة السائدة» في العالم، حيث يشكل 91 بالمائة من الحالات المسجلة في بريطانيا، وفقا لبيانات هيئة الصحة العامة.
ويبدو أن جرعتين من لقاح مضاد لكوفيد تحميان من المتحورة دلتا لفيروس كورونا المستجد سريعة الانتشار، حسب ما أعلنت الوكالة الأوروبية للأدوية الخميس.
وتأتي المعلومات المتفائلة في وقت حذرت منظمة الصحة العالمية من أن المتحورة التي رصدت للمرة الأولى في الهند، يمكن أن تتسبب بموجة إصابات جديدة في أوروبا.
وقال مسؤول استراتيجية اللقاح في الوكالة ماركو كافاليري خلال مؤتمر صحافي إن الوكالة ومقرها أمستردام «تدرك المخاوف التي يسببها الانتشار السريع للمتحورة دلتا».
وأضاف «حاليا يبدو أن اللقاحات الأربعة التي وافق عليها الاتحاد الأوروبي تحمي من جميع المتحورات المنتشرة في أوروبا، ومنها المتحورة دلتا».
وأكد أن «المعطيات النابعة عن أدلة واقعية تظهر أن جرعتين من لقاح تحميان من المتحورة دلتا».
واللقاحات الأربعة التي وافق عليها الاتحاد الأوروبي هي: فايزر/بايونتيك وموديرنا وأسترازينيكا وجونسون أند جونسون.

موجة جديدة في أوروبا والخطر يتهدد إفريقيا وآسيا

وحذرت منظمة الصحة العالمية الخميس من خطر وقوع موجة جديدة من فيروس كورونا بسبب انتشار المتحورة دلتا في اوروبا التي تطلق أول شهادة صحية املا في إعادة إطلاق عجلة السياحة فيما عدد الإصابات يزداد «بوتيرة مقلقة» في إفريقيا.
ولا يوفر الوباء آسيا كذلك. فباتت بنغلادش خاضعة منذ الخميس لإغلاق تام فيما أعلنت إندونيسيا قيودا تدخل حيز التنفيذ السبت لمواجهة ارتفاع في الإصابات.
وفي حين كانت دول أوروبية عدة بدأت ترى النور في نهاية النفق المظلم، أعلن الفرع الأوروبي لمنظمة الصحة العالمية الخميس أن عدد الإصابات بكوفيد-19 ارتفع بنسبة 10 % الأسبوع الماضي في منطقة أوروبا التي تضم 53 دولة.
وعزا مدير منظمة الصحة العالمية في أوروبا هانس كلوغه أثناء مؤتمر صحافي عبر الانترنت الوضع إلى «تزايد الاختلاط والرحلات والتجمعات وتخفيف القيود الاجتماعية».
وأشار إلى ان «هذا الارتفاع يندرج في سياق وضع يتطو ر بسرعة، نسخة متحو رة مقلقة – هي المتحو رة «دلتا» – وفي منطقة حيث لا يزال ملايين الأشخاص غير ملقحين رغم الجهود الكبيرة من جانب الدول الأعضاء».
وأكد أنه «ستكون هناك موجة جديدة في المنطقة الأوروبية، إلا في حال بقينا منضبطين».
وتوقع الفرع الأوروبي من منظمة الصحة العالمية الخميس أن تصبح متحو رة دلتا «مهيمنة» بحلول نهاية غشت في القارة العجوز.
وقررت البرتغال التي تشهد ارتفاعا في الإصابات جراء هذه المتحورة إعادة فرض حظر التجول الليلي اعتبارا من الجمعة في 45 منطقة في لشبونة.
ورأى وزير الصحة الألماني ينس سبان من جهته أن المتحورة دلتا ستشكل اعتبارا من الشهر الحالي «70 إلى 80 %» من الإصابات في بلاده.
وأعلنت الوكالة الأوروبية للأدوية أن جرعتين من لقاح مضاد لفيروس كورونا تحميان كما يبدو من المتحورة دلتا لفيروس كورونا.
وفي روسيا حيث يشهد الوباء ارتفاعا صاروخيا مع انتشار المتحورة دلتا، سج لت 672 وفاة جر اء فيروس كورونا خلال الساعات الـ24 الأخيرة، وفق ما أعلنت الحكومة، في حصيلة قياسية للوفيات لليوم الثالث على التوالي.
وتوقع المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض والسيطرة عليها أن تمث ل المتحو رة دلتا الشديدة العدوى 90% من الإصابات الجديدة بكوفيد-19 في الاتحاد الأوروبي بحلول نهاية غشت.
وفي فرنسا تزيد الضغوط لحمل العاملين في الطواقم الطبية والصحية إلى تلق ي الل قاح المضاد لفيروس كورونا.
وتأتي هذه المخاوف فيما دخلت الشهادة الصحية التي فرضها الاتحاد الأوروبي لتسهيل السفر حي ز التطبيق الخميس. وبات هذا «الجواز الصحي» إلزاميا للتوج ه إلى 33 دولة في القارة الأوروبية.
وبات بإمكان الكنديين حتى غير الملق حين منهم دخول أراضي الات حاد الأوروبي.
واعتبرت منظمة الصحة العالمية أن المدن المضيفة للمباريات الأخيرة من بطولة كأس أوروبا لكرة يجب أن تضمن تتب عا أفضل لحركة تنقل المشجعين، بما في ذلك قبل وصولهم وبعد مغادرتهم الملعب.
وقالت كاثرين سمالوود وهي مسؤولة أخرى في منظمة الصحة «نحن بحاجة للنظر الى ما هو أبعد من الملاعب نفسها».
ويثير الوضع في إفريقيا القلق حيث نب هت منظمة الصحة العالمية من «أن كل المستويات القياسية خلال الذروات السابقة» حطمت مجد دا .
وقالت الطبيبة ماتشيديسو مويتي مديرة فرع إفريقيا في منظمة الصحة «سرعة انتقال العدوى وحجم انتشار الموجة الثالثة في إفريقيا لا تشبه بشيء ما عرفناه حتى الان. والانتشار الجامح للمتحو رات الأشد عدوى يغي ر بشكل كبير طبيعة التهديد الجاثم على إفريقيا».
وأضافت «يجب تاليا أن نتحرك لتعزيز إجراءات الوقاية وتجنب أن يتحول الوضع إلى مأساة».
وآسيا ليست بمنأى أيضا.
ودخلت بنغلادش حيث سجلت الحكومة «ارتفاعا مقلقا وخطرا» بسبب انتشار المتحورة دلتا في اغلاق صارم مدته أسبوع.
ونشر الجيش لفرض احترام الإجراء في حين بلغت المستشفيات قدرتها الاستيعابية القصوى ولا سيما في المناطق الحدودية مع الهند.
وفي إندونيسيا أعلن الرئيس جوكو ويدودو الخميس عن «قيود طارئة» ستفرض.
وستطبق هذه القيود اعتبارا من السبت وحتى 20 يوليو في العاصمة جاكرتا وجزيرتي جاوا وبالي الأكثر تضررا من الوباء.
وفي باكستان، حيث اوصت الحكومة كل الموظفين تلقي اللقاح ، علق عمل 70 عضوا في القوات شبه العسكرية مع التوقف عن دفع مرتباتهم لرفضهم الاذعان لهذا الأمر.
وبات التلقيح إلزاميا في كازخستان لغالبية الموظفين الذين هم على تواصل مع أشخاص آخرين بعد اكتشاف إصابات بالمتحورة دلتا.
وفي تايلاند التي تحاول انعاش القطاع السياحي المخنوق، وصل رغم موجة وبائية ثالثة، أول الزوار الأجانب إلى جزيرة بوكتيت الخميس.
وتسبب فيروس كورونا بوفاة 3,949,567 شخصا في العالم منذ أبلغ مكتب منظمة الصحة العالمية في الصين عن ظهور المرض نهاية ديسمبر 2019 …

«دلتا» تخيم
على شهادة السفر

ودخلت شهادة كوفيد التي فرضها الاتحاد الأوروبي لتسهيل السفر حيز التطبيق الخميس، تزامنا مع انطلاق موسم عطلات الصيف، لكن تفشي المتحورة «دلتا» الأكثر عدوى يهدد بالحد من استخدامها.
وتظهر الوثيقة الأوروبية المكونة بشكل أساسي من رمز استجابة سريعة (كيو آر) بصيغة ورقية أو رقمية على الهواتف المحمولة، إن كان حاملها تلقى أحد اللقاحات المرخ صة في الاتحاد الأوروبي (بايونتيك/فايزر، أسترازينيكا، موديرنا، جونسون آند جونسون) أو أنه تعافى مؤخرا من الإصابة بالفيروس أو أجرى فحص كوفيد بنتيجة سلبية.
وبموجب قانون الاتحاد، تعني الشهادة انتهاء الحاجة إلى الخضوع لحجر صحي وإجراء مزيد من الفحوص عند السفر بين دوله الـ27 أو أربع دول أوروبية أخرى مرتبطة به هي ايسلندا والنروج وسويسرا ولشتنشتاين.
وارتبطت جميع دول التكتل بالشهادة الرقمية الخميس، باستثناء ايرلندا، التي تعر ضت لهجوم إلكتروني استهدف خدمة الصحة لديها في مايو لكنها تنوي العمل بها اعتبارا من 19 يوليو.
لكن تفشي نسخة كورونا المتحورة «دلتا» التي رصدت أول مرة في الهند وبدأت تتفشي بشكل واسع في مختلف أنحاء العالم، قد يؤدي إلى صدور قرار بتعليق العمل بالشهادة.
وأعلنت ألمانيا بالفعل حظر دخول المسافرين القادمين من البرتغال، حيث باتت المتحورة دلتا مهيمنة. واستثنت فقط مواطنيها والمقيمين في ألمانيا في حال خضعوا إلى حجر صحي لأسبوعين.
وأثار قرار برلين حفيظة بروكسل إذ قال مفوض الاتحاد الأوروبي لشؤون العدل ديدييه ريندرز «علينا تجنب قرارات حظر السفر» ضمن الاتحاد الأوروبي، مشددا على أنه كان يتعي ن على ألمانيا التشاور مع شركائها أولا.
ويثير ارتفاع عدد الإصابات بدلتا بشكل كبير في بريطانيا، العضو السابق في الاتحاد الأوروبي حيث معدل الإصابات منذ أسبوعين أعلى بسبع مر ات من ذاك المسج ل في التكتل، قلقا واسعا في القارة.
وشددت البرتغال وإسبانيا ومالطا فجأة الأسبوع الجاري القيود على المسافرين القادمين من المملكة المتحدة، رغم أن البلدان الثلاثة أكدت بأنها ستستقبل البريطانيين الملق حين بالكامل.
وزادت منظمة الصحة العالمية القلق بتحذيرها الخميس من أن عدد الإصابات بكوفيد تزداد مجددا في القارة، إذ ارتفع بنسبة 10 في المئة بعد تراجعه على مدى شهرين، نظرا لتخفيف القيود الاجتماعية وزيادة السفر.
ومن شأن ذلك أن يحد من تأثير الشهادة الرقمية الأوروبية.
وجاء في مذكرة صادرة عن شركة «كابيتال إيكونوميكس» الاستشارية للأبحاث الاقتصادية «لا شك في أن قطاع السياحة يمكنه الاستفادة من دفعة تأتي في الوقت المناسب تزامنا مع موسم الصيف».
لكنها توقعت بأن تأثير الشهادة الأوروبية «سيكون ضئيلا للغاية على السياحة في أوروبا العام الحالي»، لافتة إلى أن «معظم البالغين لم يتلقوا كامل جرعات اللقاحات فيما تجعل المتحورة دلتا الناس والحكومات أكثر حذرا».
وأعربت شركات طيران منضوية في مجموعة ضغط «أيه4إي» عن قلقها من أن «النهج غير المتسق» الذي تتبعه دول الاتحاد الأوروبي في التدقيق في شهادة كوفيد الأوروبية قد يؤدي إلى تشكل طوابير طويلة في المطارات من شأنها أن «تتسبب بمخاطر صحية جديدة».
ودعت الشركات إلى التدقيق في الشهادات عبر الإنترنت قبل وصول المسافرين إلى المطارات.
وبدت مشاهد الفوضى واضحة في مطار بروكسل في وقت مبكر الخميس مع بدء أول أيام العطلة المدرسية في بلجيكا بينما شهد مطار في فرنسا المجاورة إضرابا للموظفين، لتفاقم اجراءات التدقيق المرتبطة بكوفيد الأزمة.
وقال موظف على مكتب لتسجيل الدخول تابع لشركة طيران بروكسل «كل شيء مغلق»، بينما دعي طابور طويل للغاية من الركاب للتوجه إلى خيمة انتظار لم تراعى فيها قواعد التباعد الاجتماعي إطلاقا.
وأفاد زوجان مع طفليهما «سنفو ت رحلتنا».
ورد موظف «هذا كوفيد وهذه الإجراءات. إذا فوت م الرحلة فسنجد لكم أخرى».
وبالمجمل، تحاول الحكومات الأوروبية الموازنة بين رغبة المواطنين بالسفر لقضاء إجازة صيفية طال انتظارها والسباق بين التطعيم وانتشار دلتا.
وتظهر إحصائيات فرانس برس المبنية على بيانات رسمية من أنحاء الاتحاد الأوروبي بأن 50,4 في المئة من سكان التكتل تلقوا جرعة واحدة على الأقل حتى الآن من اللقاحات، مقارنة بـ66 في المئة في بريطانيا.
وحتى الآن، تم تطعيم شخص من كل ثلاثة في الاتحاد الأوروبي بشكل كامل.

عشرة ملايين استرالي
في الحجر

وتلقى نحو عشرة ملايين أسترالي تعليمات لحجر أنفسهم في مدن عدة من هذا البلد الشاسع الذي يواجه راهنا ارتفاعا في الإصابات بكوفيد-19.
فبعد سكان سيدني (جنوب شرق) وداروين (شمال) وبيرث (غرب)، أتى دور سكان بريزبين ومناطق أخرى عدة في مقاطعة كوينزلاند لملازمة منازلهم اعتبارا من مساء الثلاثاء لمدة ثلاثة أيام في مرحلة أولى.
وتواجه أستراليا التي أشيد بطريقة إدارتها للجائحة حتى الآن، منذ أسابيع قليلة ارتفاعا في الإصابات بمتحورة دلتا شديدة العدوى خصوصا بسبب ثغرات في ترتيبات الحجر الصحي لمسافرين وافدين من الخارج.
وقالت انستاسيا بالاجوك رئيسة وزراء مقاطعة كوينزلاند «إنها قرارات صعبة. اتخذ قرار الحجر في المدن الكبرى لأن الفيروس يدخل مع وصول الوافدين من الخارج».
وإلى جانب بريزبين يشمل القرار مناطق عدة من ساحل كوينزلاند ولا سيما تاونزفيل (شمال). ويعود السبب في الإصابات الأخيرة إلى أحد أفراد طاقم استشفائي لم يتلق اللقاح لكنه سافر لحوالى عشرة أيام في كويزنلاند مع أنه كان لا يزال قادرا على نقل العدوى.
صباح الثلاثاء منع على سكان بيرث أيضا الخروج من منازلهم مع بدء إجراءات حجر تستمر أربعة أيام.
وشخصت إصابة ثلاثة اشخاص فقط في هذه المدينة الكبيرة الواقعة في غرب أستراليا إلا أن سلطات بيرث تعتمد نهجا حذرا للغاية منذ فترة طويلة عند ظهور أي بؤرة جديدة.
وقال رئيس وزراء مقاطعة أستراليا الغربية مارك ماكغاون خلال مؤتمر صحافي ليل الاثنين الثلاثاء «نعرف المخاطر التي يشكلها كوفيد وندرك من خلال مراقبتنا ما يجري في العالم أن متحورة دلتا شيء جديد يجب ألا نترك له أي فرصة».
وتأتي إجراءات الحجر هذه في خضم عطلة الصيف المدرسية وقد تؤدي على الصعيد السياحي إلى إلغاء حجوزات كثيرة إذ أن المقاطعات غير المشمولة توصي سكانها بعدم التوجه إلى تلك التي تواجه بؤر إصابات جديدة.
وأعلنت نيوزيلندا أنها لن تعيد فتح «فقاعة» السفر مع استراليا إلا جزئيا اعتبارا من الخامس من يوليو وسيشمل القرار المقاطعات التي لا تسجل فيها أي إصابة.
وكانت أستراليا أبلت في البداية بلاء حسنا في إدارة الجائحة إلا انها تواجه الآن إصابات بمتحورة دلتا التي ظهرت في الهند أولا.
وتعرضت الحكومة المحافظة لانتقادات على بطء حملة التلقيح وغياب التحسينات على تدابير الحجر.

روسيا ، انهيار وتردد

وأبدى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين معارضته للتلقيح الإجباري ضد كوفيد-19 على المستوى الوطني في خضم موجة وبائية قاتلة ناجمة عن تفشي النسخة المتحو رة دلتا، لكن ه شج ع الروس المترددين جدا في تلقي اللقاح، على التطعيم.
حتى الآن لم تقنع حملة التطعيم التي أ طلقت في ديسمبر، بكثير من الدعاية للقاح سبوتنيك-في الروسي الرائد، سوى 23 مليون روسي من أصل 146 مليونا ، على خلفية شعور بالريبة إزاءه.
بحسب الخبراء، ساعدت نسبة التلقيح المنخفضة، رغم طرح ثلاثة لقاحات أخرى، على تفشي الموجة الوبائية التي تشهدها روسيا حاليا وتتسبب بتسجيل أعداد قياسية للوفيات والإصابات منذ منتصف يونيو.
وقال بوتين «يجب تلقي اللقاح»، خلال الحلقة التلفزيونية السنوية التي ت قام للإجابة على أسئلة المواطنين، وتأتي قبل أقل من ثلاثة أشهر من الانتخابات التشريعية المقررة في سبتمبر.
لكنه أكد خلال هذه الحلقة أنه «لا أؤي د التلقيح الإلزامي» على المستوى الوطني.
غير أنه بر ر قرار بعض المناطق وعلى رأسها موسكو، التي تواجه تدهورا سريعا للوضع الصحي، بفرض «التلقيح الإجباري لبعض الفئات من المواطنين»، على غرار الموظفين في قطاع الخدمات والأشخاص المعرضين للخطر.
تعتبر هذه التدابير غير مقبولة شعبيا في وقت تجاوزت نسبة رفض التطعيم 50% من بين الأشخاص الذين شاركوا في الأشهر الأخيرة في استطلاعات للرأي.
أقر الكرملين بأنه لن يكون بالإمكان تحقيق هدف تلقيح 60% من السكان بحلول الخريف وامتنع عن تحديد أي هدف جديد.
لإقناع الروس بتلقي اللقاحات، طلب بوتين منهم عدم الاستماع إلى الشائعات، فيما يشكك كثر بسلامة اللقاحات الوطنية.
على مواقع التواصل الاجتماعي، تنتشر منذ أشهر روايات مرعبة بهذا الشأن ولم يتم التحقق منها.
قال بوتين «لا يجب الإصغاء إلى الناس الذين لا يفهمون شيئا في هذه الأمور ويستندون إلى شائعات، إنما إلى الخبراء».


بتاريخ : 03/07/2021