يشكل قطاع صناعة الفخار أبرز الأنشطة التي تعرف بجماعة أولاد احسين التابعة لإقليم الجديدة، وأحد أهم دعامات التنمية المحلية القروية بها، حيث يشغل هذا القطاع عددا كبيرا من اليد العاملة .ومن أجل دعم تطوير هذا القطاع بالجماعة خصصت، وزارة الصناعة التقليدية، والوزارة المنتدبة لدى وزارة الطاقة والمعادن والماء والبيئة المكلفة بالبيئة، والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، ومجموعة المكتب الوطني الشريف للفوسفاط، وجمعية الفردوس للفخارين، غلافا ماليا يقدر بـ 10 ملايين و500 ألف درهم
ووفق معطيات المديرية الإقليمية للوزارة الوصية ، فقد “تمت برمجت، رفقة بقية الشركاء، مشروع لاقتناء أفرنة غازية لدعم وتطوير قطاع الفخار بدوار الحشالفة، ووضع حد لمعاناة العاملين في القطاع، من متاعب ترتبط أساسا باقتناء الحطب والأفرنة العشوائية وطرق التخزين والتسويق”، وهو ما يعني “تزويد 50 صانعا تقليديا ب 50 فرنا، للحد من انبعاث الملوثات الهوائية وحماية البيئة من التلوث وتطوير تقنيات الإنتاج، وتحسين جودة المنتوج والرفع من الدخل الفردي للصناع والمحافظة على الحرفة من الاندثار”.
وحسب ، مسؤولي جمعية الفردوس للفخارين حاملة المشروع، فإن الأخيرة “التزمت بتوفير الوعاء العقاري وهدم الأفرنة التقليدية المستعملة وتأطير وتتبع عملية تنظيم المستفيدين في إطار تعاونية حرفية . في وقت تعهدت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بإعداد ملفات الاستشارة وطلبات العروض وإجراء الصفقات وإبرام العقود وتهييء الوثائق الضرورية لاستخراج التراخيص المتعلقة بأشغال البناء والمصادقة على المصاريف المرتبطة بالمشروع وإعداد تقارير شهرية عن تقدم الأشغال. كما أن مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط، التزمت بدورها بتقديم دعم مادي، بينما تكلفت الوزارة الوصية بالدعم التقني والمواكبة، بما في ذلك المساهمة والموافقة على دفتر التحملات والمصادقة على المواصفات التقنية وشروط السلامة للأفرنة الغازية والمشاركة في عملية فتح الأظرفة. فيما تعهدت الوزارة المنتدبة لدى وزارة الطاقة والمعادن والماء والبيئة المكلفة بالبيئة بتقديم دعم مادي للمشروع في حدود 40 في المائة من تكلفة كل فرن”.
هذا و يتواجد بدوار الحشالفة بأولاد احسين، الذي يقع على بعد حوالي 17 كلم جنوب مدينة الجديدة، أكبر تجمع لصناع الفخار، إذ يضم حوالي سبعين أسرة (رجال ونساء وأطفال)، تنشط بقطاع الخزف من أجل صنع” الطعريجة أو التعريجة” / آلة إيقاع موسيقية مغربية، تصنف ضمن التراث الموسيقي المغربي، وتصنع هذه الآلة من الطين والجلد ويتم تزيينها بزخرفات مختلفة.
ويتم تسويق هذه الآلة الموسيقية، التي تشتغل بها العديد من الأسر بهذه المنطقة طيلة السنة من أجل تسويق منتوجها، على المستوى الوطني خاصة بمناسبة بالاحتفاء بعاشوراء، الحدث الديني والروحي الذي يحتفي به المغاربة ويصادف ليلة 9 و10 من شهر محرم …
ويتراوح معدل الإنتاج السنوي ما بين 30 و40 ألف وحدة مختلفة الأحجام، ويعزى هذا التفاوت إلى الأحوال الجوية ، إذ كلما كانت أحوال الطقس سيئة، تراجع الإنتاج وتأخر، وكذا إلى التكلفة العامة لهذه الآلة الموسيقية والتي يدخل فيها ثمن الطين والحطب والنقل والمواد المستعملة كالصباغة والجلد، الذي يجلب من مدينة مراكش، دون الحديث عن كلفة اليد العاملة والتي يشترك فيها كل أفراد الأسرة من الزوج إلى الزوجة ثم الأبناء، ولكل واحد دوره ، من العجن إلى التجفيف، إلى الحرق، إلى التجليد، إلى الصباغة.
ويواجه الصناع بعض المشاكل المرتبطة أساسا بقلة الحطب، حيث تستهلك عملية طهي الطين أطنانا، مما يدفعهم إلى البحث عن بديل، فيلجأون إلى استعمال العجلات المستعملة وبقايا كارطون المعامل، إضافة إلى انحصار مجالات التسويق. هذا المعطى فرض على الجمعية والمديرية الإقليمية للصناعة التقليدية، التفكير في استبدال الأفرنة التقليدية بأخرى حديثة تعمل بالغاز، إلا أن انتشار فيروس كورونا المستجد أوقف عملية استيراد قطع الغيار .