عبرت ساكنة دوار تمداحت، جماعة كروشن، إقليم خنيفرة، عن غضبها وتذمرها، من جديد،عقب اضطرارها لنقل مواطنة ستينية، على الأكتاف، لمسافة جبلية طويلة، على محمل خشبي يستعمل في نقل الموتى، وذلك في ظروف قاسية وغير صحية، وقد توصلت الجريدة بفيديوهات وصور تبرز بجلاء لقطات من وضعية المواطنة المريضة، وتناوب عدد من أقاربها وجيرانها على حمل المحمل، عبر التضاريس الوعرة وعرض الوادي والأجواء الثلجية.
وأكدت مصادر من عين المكان، أن الأقارب والجيران تكبدوا عناء نقل المواطنة،مشيا على الأقدام، لمسافة تفوق سبعة كيلومترات، إلى حين بلغوا بها حدود منطقة «تاميمونت» المطلة على القباب، حيث كانت سيارة إسعاف في انتظارهم، بعد إشعار من السكان، لنقلها صوب المركز الاستشفائي بمدينة خنيفرة، الأمر الذي عاد بالساكنة إلى التحدث مجددا عن عدد من الحالات المماثلة، سواء المتعلقة بالنساء الحوامل، وغيرها من التي تتطلب الإسعاف الأولي والانقاذ المستعجل.
وعلى غرار مناطق جبلية بالإقليم، تعاني ساكنة دوار تمداحت، إلى جانب دواري آيت الطالب وإيدبدوبين، من مظاهر العزلة، لافتقارها لطريق معبدة ومسلك مناسب، الوضع الذي يضاعف معاناة هذه الساكنة في نقل حواملها ومرضاها، ما يجبرها على استعمال المحامل على الأكتاف،أو الوسائل البدائية والدواب، وتتفاقم الأوضاع ،سواء تحت حرارة الشمس صيفا أو خلال المناخ البارد والممطر، حيث المنطقة من المناطق الثلجية،وتزداد الظروف قساوة حين تنقطع الطريق بارتفاع منسوب مياه الوادي.
ويجدر التذكير بأن دواوير تمداحت وأيت الطالب وإيدبدوبين، وما جاورها، سبق لها أن خاضت مجموعة من الأشكال الاحتجاجية، منها المسيرات على الأقدام، للمطالبة بتعبيد المسلك الجبلي الوحيد، الذي يربطها بالطريق بين كروشن والقباب، مع إنجاز قنطرة على وادي صرو، وفي كل مرة يعودون إلى ديارهم بالكثير من الوعود التي بقيت خارج أرض الواقع، فيما لاتزال أحوال نقل المرضى والحوامل بواسطة المحامل تتم في ظروف حاطة من الكرامة الانسانية ومهددة للصحة العامة.
وكانت ذات القبائل قد قررت الخروج من بيوتها في مسيرة شعبية، صباح الخميس 18 يناير 2018، باتجاه مدينة بني ملال، من اجل إيصال صوتها لمجلس الجهة، بغاية التعبير عن استنكار الساكنة للأوضاع المزرية، والتنديد بمظاهر الهشاشة التي تعيشها هذه المناطق نتيجة غياب العدالة المجالية، والتكافؤ بينها وبين باقي المناطق الأخرى، علاوة على انعدام شروط الولوج للخدمات الأساسية، وانعدام مسالك طرقية تفك العزلة وتضمن حرية التنقل بوسائل النقل الحديثة.
دوار تمداحت بمنطقة كروشن : نقل مريضة على «محمل الموتى»، لمسافة جبلية طويلة، يثير غضب الساكنة
الكاتب : أحمد بيضي
بتاريخ : 31/03/2021