دورات تكوينية لاكتساب مهارات تجويد منتوج اللوز والزيتون وتحسين أساليب تربية الماشية استهدفت فلاحي وفلاحات عدد من جماعات دائرة إغرم

 

تشهد مناطق عديدة من النفوذ الترابي لإقليم تارودانت، خاصة على مستوى جغرافية الجماعات القروية، بين الفينة والأخرى، تنظيم «مبادرات» لا يمكن للمنشغل بأحوال ساكنة هذه الربوع، ذات المرجعية الاجتماعية الهشة، إلا أن يتوقف عندها محاولا قراءة مراميها بكل التأني المطلوب.
كلام ينطبق على سلسلة من التكوينات والأيام التحسيسية كانت دائرة إغرم مسرحا لها، على امتداد شهر ونصف، من تنظيم مركز الاستشارة الفلاحية بإغرم التابع للمديرية الجهوية للإستشارة الفلاحية بجهة سوس ماسة. «دورات تكوينية ناهز عددها الخمسين واستفاد من محاورها ما يقارب ألف فلاح وامرأة قروية» تقول مصادر مشرفة على هذه الدورات، مشيرة إلى «أن هذه التكوينات والأيام التحسيسية همت مختلف سلاسل الانتاج التي تتميز بها المنطقة، وخصوصا ما يتعلق بسلسلتي اللوز والزيتون، وكذا ما يرتبط بالرعي وتربية الماشية وغيرها، حيث تم تقديم عروض نظرية وتطبيقية حاولت جعل المستفيدين والمستفيدات على بينة مما ينبغي نهجه من سلوكات والقيام بأعمال تعود بالنفع على الفرد والجماعة، وذلك من خلال تزويد الحاضرين بالتوجيهات والإرشادات اللازمة لتفادي كل ما هو سلبي أثناء ممارساتهم لأنشطتهم اليومية».
«إن هذه المبادرة تستهدف، أساسا، العمل على تقوية قدرات فلاحي وفلاحات المنطقة من أجل استغلال أمثل للإمكانيات المتاحة في أفق الرفع من مردودية سلاسل الانتاج وضمان موارد عيش قارة لغالبية الساكنة المحلية، وقد تمت تحت إشراف مكونين خبراء، في احترام تام للإجراءات  الصحية الوقائية ضد كوفيد 19، علما بأن ظرفية حالة الطوارئ الصحية جعلت التحسيس بأهمية الالتزام بالتدابير الحمائية «ارتداء الكمامة، تفادي الازدحام، الحرص على التقيد بشروط النظافة …»، حاضرا بقوة في مختلف العروض التأطيرية» تؤكد المصادر ذاتها.
ووفق مصادر من عين المكان، فإن «تنظيم دورات تكوينية بهذه المناطق النائية، يشكل مناسبة لعدد من الفلاحين والنساء المرتبط معيشهن اليومي بأنشطة فلاحية مختلفة، للخروج من العزلة واكتساب مهارات جديدة تدفعهم إلى تصحيح مجموعة من المسلكيات الخاطئة، التي كانت تحول دون تجويد منتوجهم، كما هو شأن التعامل مع شجرة اللوز».
وبخصوص «شجرة اللوز» تنبغي الإشارة إلى أن هذه الأخيرة تشكل ركيزة محورية بالنسبة لساكنة المنطقة في ما يخص كسب معركة التنمية المحلية، لاسيما بعد تشييد «دار اللوز» بمركز إغرم، وهو المشروع الذي كلف استثمارا عموميا إجماليا ناهز 1 مليون و950 ألف درهم، ووفق معطيات المشروع، فإن الأخير «يتكون من فضاء لتجميع وتخزين اللوز، وورشة الكسر، وورشة التقطير، وورشة التعليب، وفضاء للعرض والتسويق، ومكتب ومرافق صحية» ومن مراميه الأساسية «تثمين منتوج اللوز بالمنطقة، من خلال تجميعه وتحويله وإعداده ثم تسويق مشتقاته».
ونظرا للمكانة الاستثنائية لهذه الشجرة لدى الساكنة، فإن «الأمراض» المهددة لسلامتها، تشكل بالنسبة لهم مدعاة للقلق والخوف، ما يجعل التوجيهات المقدمة في الدورات التكوينية ذات أهمية بالغة، وقد سبق لمصدر من مركز الاستشارة الفلاحية، أن أوضح لنا «أن هناك مشاكل تواجه أشجار اللوز بالمنطقة»، والناجمة أحيانا عن «قلة العناية من قبل الفلاحين، ما يؤدي إلى ظهور بعض الآفات مثل حشرة» scolyte» أو ما يسمى «السوسة»، وهذا يأتي نتيجة ضعف «مناعة» الشجرة، جراء النقص في رعايتها، وعدم الحرص على القيام بالتدخلات الزراعية اللازمة في الوقت الملائم، من تقليم وحرث وتهيئة أحواض وتسميد، وهي خطوات تمكن الشجرة من اكتساب صحة ومناعة جيدة تجعلها قادرة على مقاومة مختلف الآفات التي قد تصيبها»، لافتا «إلى أن الشجرة حين إصابتها بالمرض، يلاحظ وجود حشرات سوداء تسمى «المن الأسود»، والتي تغطي جذوع الأشجار، وتمتص عصارتها، وتفرز مادة «عسلية» يتكون عليها «فطر أسود» يحول دون وصول الضوء للجذوع، كما أن هناك نوعا آخر من «المن» يتربى على البراعم، الأمر الذي يستوجب اكتساب مهارات وتقنيات حديثة للتعامل مع مثل هذه الطوارئ المهددة للمنتوج، وما يشكله ذلك من تداعيات على المعيش اليومي للساكنة».


الكاتب : حميد بنواحمان

  

بتاريخ : 12/04/2021

أخبار مرتبطة

أكد على أن تعامل الحكومة مع القطاع ومهنييه يساهم في اتساع دائرة الغموض والقلق   أكد ائتلاف يضم عشر جمعيات

  أكد الدكتور مولاي سعيد عفيف، رئيس أنفوفاك المغرب، أن عدم ظهور بؤر وبائية تتعلق بمرض الحصبة في تراب جهة

لماذا لا يشمل حتى تلاميذ التعليم الخصوصي   في إطار مواصلة تنزيلها لورش التعميم التدريجي لتدريس اللغة الأمازيعية بسلك التعليم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *