تتواجد بمدينة عين عتيق حوالي 10 دواوير تختلف من حيث عمرانها وكثافتها السكانية، لكن قاسمهما المشترك هو واحد، ويتمثل في العشوائية وتردي البنيات التحتية، مما يجعل ساكنها تترقب في كل وقت وحين، تدخلا من المسؤولين على كافة المستويات، وأن تحظى هاته الدواوير بنصيب من تفكيرهم في إطار إعداد وبرمجة سياسات تحرص على إعادة الاعتبار للأحياء ناقصة التجهيز، والاستجابة لمطالب قاطنيها على مستوى التأهيل الحضري وتيسير حقوقها في مجال التعمير، صونا لكرامتها وردا للاعتبار.
وتعيش هذه الدواوير على إيقاع التباين، ذلك أن البعض منها مجهز بالحد الأدنى من شروط العيش الكريم، من قبيل الربط بالماء والكهرباء وشبكة الصرف الصحي، دون أن يشمل الأمر جميع تلك الدواوير، الأمر الذي يجعل الكثيرين يطرحون سؤال العدالة المجالية في هذه الرقعة الجغرافية، التي يحضر فيها التفاوت بشكل صارخ، ويتعاظم الشعور بالنقص والإحساس بالمعاناة، بسبب الوضعية الطرقية التي ترخي بتبعاتها على ساكنة المنطقة، التي تصبح وضعيتها جد متردية وفي وضعية يرثى لها، خاصة في فصل الشتاء حيث الأوحال والبرك المائية، وفي غيره من فصول السنة الأخرى بسبب الغبار والأتربة.
وضعية يرى الكثير ممن يعيشون في ظلّها منذ سنوات بأنهم خارج جدول أعمال عدد من المصالح والجهات المختصة، خاصة على مستوى تدبير الشأن المحلي، منتقدين طرق أبوابهم في المحطات الانتخابية فقط والنظر إليهم من زاوية حسابية ضيقة، تختزلهم وجودهم في مجرد أصوات، في الوقت الذي يمسون ويصبحون على المعاناة المتعددة الأوجه، وعلى كابوس الهدم أو الترحيل، في الوقت الذي يظل فيه ملف الهيكلة أو إعادة الهيكلة في مكانه، بعيدا عن هموم وانتظارات وتطلعات المتضررين، خاصة الذين اقتنوا بقعا أرضية وقاموا بتشييد مساكن عليها بطرق متعددة ومختلفة، القليل منها مرّ عن طريق الإجراءات والمساطر المعمول بها من ترخيص وتصميم وغير ذلك، وهو ما جعل هذا الملف موضوع نقاش غير ما مرّة في دورات المجلس الجديد القديم.
وينتظر سكان دواوير عين عتيق المعنية، من مختلف الجهات المسؤولة، التفاتة تستحضر كل الأبعاد الإنسانية والاقتصادية والاجتماعية، من أجل إيجاد حلول للمشاكل المتعددة التي تعيش على إيقاعها أجيال عمرية مختلفة، حيث مرّ على تشييد أحد الدواوير قبل أيام ما مجموعه 39 سنة، كانت حبلى بالأعطاب والإكراهات، رحل فيها عن الدنيا من رحل، ورأى النور في ظل هذه الأوضاع من ازداد، وشبّ فيها وكبر من شب واشتد عوده، وفي خضم كل هذا وذاك، ينتظر الكل أمل إخراج ملف إعادة هيكلة الدواوير بالشكل الذي يصون حقوقهم وكرامتهم ويضمن لهم عيشا كريما يطوي صفحة ماضٍ فيه الكثير من المتناقضات.
دوواير تحت مطرقة إعادة الهيكلة وسندان الإهمال والنسيان بعين عتيق
الكاتب : محمد طمطم
بتاريخ : 24/10/2023