ديربي البيضاء يكشف أعطاب كرة القدم المغربية

عرى ديربي البيضاء، الذي جمع بين الوداد والرجاء الرياضيين، عصر الأحد بالمركب الرياضي محمد الخامس، برسم مؤجل الدورة السادسة من الدوري الاحترافي، الكثير من أعطاب كرة القدم المغربية، وعلى العديد من المستويات.
فقد كشف هذا الديربي بأن الملايير التي تخصصها بعض الأندية لانتداب لاعبين من دول إفريقيا جنوب الصحراء، أو لاعبين مغاربة، يدخل في خانة سوء التدبير المالي ليس إلا، وأن بعض المسيرين يجعلون من القيمة المالية لبعض اللاعبين غربالا يريدون به تغطية الكثير من فشلهم، ناسين أو متناسين  بأن اللاعب يقيم بأدائه داخل الميدان، وليس بما تم تدوينه في العقد.
ولو كان الحجر القانوني يطبق على بعض رؤساء الأندية، لتخلصت كرة القدم المغربية من الكثير من الذين يبذرون  أموالهم وأموال النادي، بل ويتباهون بذلك أمام «بونجات» بعض المواقع، والتي حولتهم إلى طواويس، مع العلم بأنهم في الواقع من دون ريش.
وبعيدا عن الأداء  التقني الباهت للاعبين، تابع المغاربة، والعالم كله، حركات لاعبين لا يمكن مشاهدتها حتى في دوريات الأحياء (احتجاجات جماعية على الحكم، حركات يمكن مشاهدتها قرب أبواب الأضرحة فقط) كل اللاعبين كانوا خارج نص مباراة الديربي، التي أساءت كثيرا لكرة المغربية، وأعطت الدليل القاطع بأن إبعاد الحكام المغاربة عن مونديال قطر، لم يكن تحاملا على التحكيم المغربي، بل كان قرارا سليما، ولصالح كرة القدم المغربية، لأنه أبعدها عن الإحراج.
فقد قدم الحكم» سمير الكزاز» صورة عن حكم كل همه هو أن يخرج الأمور بسلام، لكنه كشف عن ضعف شخصيته كحكم، وهو ما جعل  كل اللاعبين ينتفضون ضده، يحتجون عليه، بحق وبغير حق، ولن أتحدث عن الحالات لأنها كثيرة، ومنها ما كان مؤثرا جدا على نتيجة المباراة.
وبلغت أخطاء التحكيم مداها، عندما رفع المساعد الأول رايته معلنا عن تسلل ضد فريق الوداد، مع العلم بأنه كان قريبا من الكرة، وكان يجب أن ينتظر نهاية العملية وبعدها   يتم الرجوع لغرفة «الفار»، إذا كان هناك ما يفرض ذلك.
وكان على الحكم»سمير الكزاز» إخراج الورقة الحمراء في وجه المدافع الودادي «بن عيادة» الذي ارتكب خطأ وهو في وضعية آخر مدافع، وكان، وكان، وكان … ولكن حضر الضعف التحكيمي الذي زاد من الجدل الدائر حول التحكيم المغربي منذ بداية البطولة هذا الموسم.
وكشف الديربي البيضاوي أيضا عن تفشي الإجرام في محيط ملاعبنا الوطنية، حيث أصبح يرافق مباريات كرة القدم المغربية، سواء قبل المباراة أو بعدها، وتداول المغاربة عبر مواقع التواصل الاجتماعي» الواتساب» الاعتداء على كل من يرتدي اللونين الأخضر و الأحمر،  وذلك مباشرة ب الخروج من الملعب، كما تابع الكل تلك الصور الهمجية لمشجعين/مجرمين أصبحوا يختارون مباريات كرة القدم لتنفيذ مخططاتهم الإجرامية(سرقة، نشل اعتداءات جسدية، تخريب ممتلكات عامة وخاصة) وهو ما يفرض اعتماد مقاربات أكثر صرامة، ولم لا منع تنقل الجماهير إلى المدن لتشجيع فرقها .


الكاتب : عبد المجيد النبسي

  

بتاريخ : 26/10/2022