ذكرى تترجم وحدة قبائل زمور في الدفاع عن وطنهم

22 أكتوبر .. 87 سنة على مرور انتفاضة الخميسات ضد سياسة الاستعمار التنصيرية

 

ساهمت الخميسات وقبائل زمور عامة، وكباقي قبائل ومدن مختلف مناطق المغرب، في الكفاح ضد الاستعمار وسياسته ببسالة ووطنية صادقة عبر العديد من المحطات إلى حين نيل المغرب لحريته واستقلاله. ومن بين الملاحم التاريخية التي تؤرخ لهذه المواقف البطولية نقف عند انتفاضة 22 أكتوبر1937 التي حلت ذكراها الـ 87 أول أمس الثلاثاء 22 من الشهر الجاري.
لقد كانت من دواعي وعوامل خوض هذه المعركة، قرار الحزب الوطني بتنظيم مظاهرات احتجاج ضد سياسة التضييق التي أخذ الاستعمار يمارسها ضد الحركة الوطنية، وعدم تلبية سلطاته لما وعدت به من تنفيذ للمطالب المستعجلة. وجاء الاحتجاج كذلك ضد عقد مؤتمر الكاتوليكيين بكنيسة القديسة طيريزا بالخميسات يوم 17 أكتوبر1937، ومناهضة حركة التبشير وتركيز نفوذ الكنيسة في قبائل زمور والغزو المسيحي في الوسط البربري، وكذا بعد منع حفاظ القرآن الكريم بقبيلة أيت أوريبل من إقامة موسم القرآن الذي يقام كل سنة بضواحي مدينة الخميسات، وذلك تحديا من سلطات الاستعمار للاحتجاج على عقد المؤتمر الكاثوليكي.
وهكذا كانت الخميسات يوم 22 أكتوبر1937 مسرحا للأحداث المذكورة، فبعد صلاة الجمعة في مسجد المدينة خرج المصلون متوجهين إلى مركز المراقبة المدنية الفرنسية قصد الاحتجاج فتدخل على إثر ذلك رجال الشرطة ووقعت اصطدامات ومواجهات عنيفة بين المتظاهرين وقوات الشرطة خلفت إصابات وقتلى وجرحى وسقوط شهداء بعد استعمال القوة الاستعمارية لأسلحتها من أجل وضع حدّ لتلك الاحتجاجات رغم أن المظاهرة كانت سلمية. وبعد توقف الاشتباكات ومساء نفس اليوم أخذت الشرطة والجنود ييتعقبون الوطنيين لاعتقالهم في الشوارع والطرقات وحتى في منازلهم وخيامهم، وكان من بين المقبوض عليهم الوطني عبدالحميد الزموري، أحد الموقعين على وثيقة المطالبة بالاستقلال في 11 يناير 1944.
لقد كانت حوادث الخميسات فرصة مكّنت قبائل زمور المسلمة من فضح مؤامرة التبشير النصراني كما كان يدبرها رجال الكنيسة وحكام الاستعمار، فكان هذا من أسباب إحباط المخطط المرتكز على ما دعي بالسياسة البربرية الهادفة إلى التنصير والفرنسة في القبائل التي أدرجها الاستعمار في جدول المناطق المسماة البربرية. هذه الملحمة أشار إليها محمد بلحسن الوزاني وهو أحد رواد الحركة الوطنية في كتابه مذكرات حياة وجهاد.
لقد تجاوز صدى أحداث الخميسات المغرب إلى البلدان المغاربية حيث تطرق إليها الرئيس التونسي الراحل الحبيب بورقيبة أثناء إلقاء كلمته في حفل تأبين الزعيم علال الفاسي سنة 1974. هذه المحطة التي أصدر في شأنها الأستاذ الباحث مولود عشاق مؤلفا تناول فيه بتفصيل هذه الملحمة، يشمل مقدمة وثلاثة مباحث تتوزع ما بين السياق التاريخي لانتفاضة الخميسات وتداعياتها، ثم الأصداء الوطنية والدولية لانتفاضة الخميسات، فبيوغرافية نشطاء انتفاضة 22 أكتوبر1937، وأخيرا خاتمة وملاحق وبيبليوغرافيا.


الكاتب : أورارى علي

  

بتاريخ : 24/10/2024