ظل قصر المؤتمرات بفاس وسط المدينة الجديدة عشية السبت 4 يناير 2025 ابتداء من الساعة الرابعة حتى ساعة متأخرة قِبلة لمشايخِ فاس وعلمائِها الأجلاء، منصة لشعرائها وزجاليها، استوديو لصحافييها وإعلامييها، منبرا لكتابها وأدبائها وأساتذتها من مختلف الأسلاك التعليمية. منصة نابضة لنسيجها المدني الجاد بأعضاء الشبكة الوطنية للقراءة والثقافة، ومحجا لصناعها وحرفييها، ونقطة تمركز لمعاهدها وجامعاتها مدارسها وكلياتها . نقطة تجمع حاشدة لأحلامها وانتظارات ساكنتها في ندوة فاس ورهاناتها في التنمية المستدامة تخليدا ليوم فاس في دورته الخامسة عشرة .
واعتلى المنصة مؤسسة يوم فاس لإدارة النقاش د إبراهيم أقديم وأثنى الحضور على تدبيره الرشيد للوقت والفقرات، فيما واكبها بالشرح والتنوير ذ عبد الحي الرايس، فلتمض مؤسسة يوم فاس إلى تميزها الأبدي. يَوْمُ فَاسِ هو 4 يناير من كل سنة، تراه المؤسسة الراعية موعدا مُتجدّدا لتقديم كَشفِ الحساب. ومنذ توثيقه يوما سنويا لفاس، كان تَعَاقُدُ مُوَقِعِي إِعْلَانِهِ على اتخاذه محطة لتمجيد الماضي، وتقويم الحاضر، واستشراف المستقبل ومن ثم صار لزاماً على المؤسساتِ الْمُوَقِّعَة – وعَدَدُها في تَزايد – أن تُعِدَّ العُدَّة لتقديم حصيلة ما أنجزَتْ، وما تُرَاهِنُ عليه، وتتطلَّع إلى إنْجَازِه. مع الشركاء والداعمين. في هذا الصدد يقول عبد الحجي الرايس رئيس المؤسسة الراعية « وَقَعَتِ الإعلانَ خَمْسَ عَشْرةً مُؤسسة سنة 2011 ، واستمرَّ تخليدُ اليوم في مَوْعِدِهِ، يَتَغَيَّى دَوْماً تقديمَ كَشفِ بالحساب.»
وانْمَازَ رابع يناير لسنة 2025 عن سابقيه بحضور نخبة من أصفياء فاس مُقيمين مُتطَلَّعين، وزائرين مُتَفقِدين، وبخطاب صريح أوْجَزَ الترحيب بالطارئ الجديد، وأجْمَلَ ما تتطلَّع إليه أُمُّ المَدائن عَبْر ندوة «فاس ورهانات التنمية المستدامة» التي أعلنت عن أولويات لانتظارات فاس، يتصدَّرُها التطلُّع إلى «فك عزلة المدينة القديمة عن الجديدة» لِيَسْهُلَ بينهما التَّنقُلُ والتواصل، وَتَزْدَهرَ بهما الصناعة والسياحة والاقتصاد.
وتواصلت احتفالية تخليد الذكرى لتستغرق أسبوعاً ، وتَغرِفَ أنشطة متميزة تمثلت في الأحد 05 يناير 2025 «جولة بفاس المدينة: قراءة طوبونيمية» بتأطير جمعية أساتذة الاجتماعيات. الأربعاء 08 يناير 2025 زيارة معرض «الابتكار في خدمة المدينة والجهة» بمركز الابتكار التابع لجامعة سيدي محمد بن عبد الله، وكانت مناسبة للوقوف على الإنجازات البانية، والآفاق الواعدة. الخميس 09 يناير 2025 زيارة معرض «المعمار، والفن والصناعة التقليدية» بالجامعة الخاصة لفاس، وكشفت عن إبداعات رائعة، وبداية تعاقدات هادفة. السبت 11 يناير 2025 توقيع اتفاقية شراكة بين «مؤسسة يوم «فاس» و «جمعية قدماء ثانوية مولاي إدريس» في إطار بهي، ومأدبة احتفالية مقترنة بذكرى تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال، وعنواناً على إرادة الجيل المؤسس بَثَّ روح المواطنة، وهاجس الاستدامة لدى الأجيال الصاعدة، ونقل المشعل إليها. وأعقب التوقيع انطلاق جولة للمشائين مُقيمين بفاس، ووافدين عليها من جمعية تَرْحَال، بتأطير الفنان محمد ابن كيران، ومشاركة جمعية أساتذة الاجتماعيات للتعرف على دروب فاس كأكبر مدينة للمشاة في العالم، وللوقوف على معالمها كتُرَاتٍ إنساني ينبض بالحياة. ويظلُّ أسبوع تخليد يوم فاس: «أسبوع تجديد العهد مع فاس تُرَاثاً مَاجِداً ، وحاضراً آمِلاً، ومُستقبلاً واعِداً»
«معاً من أجل فاس: تأريخا للماضي، وتقويماً للحاضر، واستشرافاً للمستقبل» نسعد في مؤسسة يوم فاس بأن نُذَكِّر محبيها مُقيمين وزائرين برابع يناير يومها السنوي الذي باشر فيه المولى إدريس الثاني إقامة بُنيانها على ضفاف واديها، وهي مناسبة غالية لتأكيد الوفاء بالعهد، وإعلان الانخراط في تعبئةٍ شعارُها. إذن هي فرصة ثمينة للاطلاع على أبعاد التحولات الجديدة، والنقلة النوعية التي تعرفها فاس، والتي تستدعي من سكانها والغيورين عليها الإسهام بفعالية في إنجاح كل الأوراش المنطلقة، والانخراط في المبادرات الهادفة إلى رد الاعتبار لها، والسير بها نحو التجدد والاستدامة.
رابع يناير من كل سنة: «أسبوع تجديد العهد مع فاس تراثا ماجدا ، وحاضرا آملا، ومستقبلا واعدا»
الكاتب : عزيز باكوش
بتاريخ : 03/02/2025