رحيل الحقوقي البارز محمد السكتاوي

انتقل إلى عفو الله ورحمته، الأستاذ محمد السكتاوي، أحد القادة البارزين لحركة حقوق الإنسان المغربية والمدير العام لفرع منظمة العفو الدولية بالمغرب، وذلك أول أمس السبت، عن عمر يناهز 73 سنة.
وقد عاش الفقيد مسارا نضاليا طويلا بمحطاته السياسية والنقابية والحقوقية، قبل أن ينخرط في تجربة منظمة العفو الدولية التي كان المرحوم من الأعضاء المؤسسين لها في مطلع التسعينات، واستطاع إدارتها بحنكة وحكمة حتى في ظل المنعرجات الحقوقية والسياسية التي عرفتها المرحلة.
وقد عرف عن الفقيد حسه الحقوقي الرفيع، وتمييزه الرفيع بين السياسي والحقوقي، وعمقه الإنساني وحسه الشعري الذي يعكس شخصية متعددة الأبعاد معانقة لقضايا الحياة والوطن والإنسانية.
وقد نعى الفقيد مجموعة من أصدقائه ومعارفه وزملائه، ومنهم الأستاذ مراد القادري رئيس بيت الشعر بالمغرب، الذي كتب على صفحته على الفايسبوك: « منذ أيام قليلة، و ردّا على دعوتي له لحضور حفل جائزة الأركانة العالمية للشعر، كتب إلي السي محمد السكتاوي: «صديقي العزيز مراد القادري، أعتذر أني لن أستطيع أن أحضر معكم في حفل الشعر الكبير جائزة أرگانة العالمية، فأنا منذ خمسة أيام في قسم الإنعاش بإحدى عيادات الرباط في وضع حرج ولا أدري متى تستقر حالي، ويصبح في إمكاني العودة إلى حياتي الطبيعية، لذلك من الصعب أن ألتزم بأمر آت قد لا أوفي به. بالغ شكري على ترحيبك بشخصي وصفاء عبارتك الصادقة، ولعلك تعرف أيها العزيز ما أكنه لك من احترام ومحبة من زمن قديم، وكم أتمنى أن ألتقي بك تحت «بيت الشعر» أو تحت شجرة تين ظليلة في حقول بني خلاد الجميلة. كل التقدير لك (محمد السكتاوي).
وتابع القادري قائلا: «كم يؤلمني أن الوعد الذي ضربه لي السي محمد السكتاوي يتعذر الوفاء به، فقد غادرنا هذا الصباح السي محمد، الشاعر والمناضل الحقوقي الذي أحببته كثيرا. عزاؤنا واحد في هذا الفقد الكبير، أتقدم باسم بيت الشعر في المغرب بصادق العزاء وخالص المواساة لزوجته الأخت لطيفة ولابنته ميسون، ولكل الأهل والأحباب، داعيا الله أن يشمله برحمته. إنا لله وإنا إليه راجعون».
من جهته، كتب الشاعر إدريس علوش: «محمد السكتاوي- إبن قرية بني خلاد التي كان يعتز بالانتساب إلى جذورها- المناضل الحقوقي- الشاعر – والإنسان الخلوق.. إلى رحمة الله الواسعة و ألف رحمة ونور على روحك، أحر العزاء إلى الأهل و الرفاق والشعراء والوطن الحالم الذي لازلنا نحلم به».
أما الشاعر عبد الدين حمروش، فكتب تدوينة بعنوان «محمد السكتاوي: شرفة أخرى نحو السماء»
وتابع: «لقد توقف نبض قلب الصديق العزيز السكتاوي، وهو الذي كان عامرا بحب الإنسان، كما تؤكد ذلك نضالاته الحقوقية على أكثر من واجهة. كنت كتبت تدوينة عن السكتاوي الشاعر، يوم أصدر ديوانه الأول، احتفاء بتجربته الشعرية الجميلة. في خضم ألم الفقد، أعيد نشر انطباعاتي تلك عن باكورته «الشرفات الأربعون». لا تسند «شرفات» الشاعر أية جدران، ما يجعلها معلقة في السماء، حرة ومشعة مثل نجوم في ليل دامس. كل شرفة من شرفاته تلك، تغدو بيتا قابلا للسكن، من دون الحاجة الى غرفة او باحة او سرير. هي «شرفات» مهيأة بتصميم، مادتها الاساس لغة نثرية في غاية الانسيابية، وبدون افتعال «حداثوي» صارخ. ولذلك، لا تفتا ان تدعونا تلك الشرفات، أيضا، الى الاقامة الحرة فيها، بدل بيوت الحجر البارد، وبيوت الشعر المسلح».
وبهذه المناسبة الأليمة، تتقدم «جريدة الاتحاد الاشتراكي» بتعازيها الحارة إلى أسرة الفقيد وإلى منظمة العفو الدولية- فرع المغرب والحركة الحقوقية في المغرب، راجية أن يتغمد الله الفقيد بواسع رحمته، وأن يلهم أسرته ورفاق دربه وأصدقاءه جميل الصبر والسلوان.


بتاريخ : 06/01/2025