بعد أن غيبت العديد من رواد الكرة الوطنية، اختطفت المنية من جديد أحد النجوم الكبار، الأسطورة والمتألق والفنان حسن أقصبي، الذي فرض ذاته وسطع نجمه بين الكبار وطنيا مع فريق الفتح الرياضي، الذي ارتبط به وكذا مع المنتخب الوطني، ودوليا عندما خاض تجربة احترافية ناجحة ومتميزة بعدد من الأندية الفرنسية.
كان أقصبي يتميز بأسلوب لعب خاص، امتزجت فيه الدقة “la finesse ” بالرقة والعذوبة.
شخصيا واكبت وتتبعت مسيرته لعقود من الزمن، منذ فترة الشباب، جزء منه كان عن قرب، عندما أشرف على تدريب حسنية أكادير بالقسم الأول موسم 1972 – 1971، بمتابعة الحصص التدريبية والمقابلات الرسمية بملعب الانبعاث، حيث كان الفريق حينها يضم الحارس الراحل بوشعيب الزاز، بومبا، مشطا، أحمد كوشا، عبد السلام، بنان، الأخوان النبو عبد السلام والمحجوب محمد الزيتوني، إبراهيم الداودي…. وواصلت تتبع مساره إلى أن كان لي معه لقاء بالخميسات يوم الأحد فاتح دجنبر 1991 أثناء إجراء مقابلة الإتحاد الزموري وجمعية سلا، التي كان يدربها بالقسم الثاني، حيث حاورته في شأن مواضيع رياضية، وقد نشر الحوار بجريدة الاتحاد الاشتراكي عدد 3044 في 8 من نفس الشهر، لألتقي به من جديد بحاضرة زمور يوم 5 شتنبر 2010 عندما قدم رفقة قدماء الفتح، الذين شاركوا في دوري نجم الخميسات سابقا الراحل نور الدين بلحسين، إلى جانب تواركة النادي القنيطري واتحاد الخميسات .
لقد حضر نظرا لما يكنه من محبة واحترام للمدينة، التي سبق أن درب فريقها وللاعبيها، منهم بالخصوص الرواد، وكذلك للعلاقة التي كانت تربط الفريق الرباطي بنظيره الزموري، حيث سبق لأعداد كبيرة من لاعبي زمور أن لعبوا للفتح، نذكر من بينهم الحارس الراحل أحمد المنصوري، حميد طباش، الحارس عويط، الحسين عموتة، عزيز لكراوي، حميد لعتريس، الحارس عصام بادة، خالد باخوش، هشام الفاتحي، محمد الشيحاني… وذات مرة وأنا أعد مادة صحفية حول دوري كأس محمد الخامس وأردت التأكد من معلومة تهم أول محطة لهذا الملتقى سنة 1962، وكانت تتعلق بنتيجة لقاء الترتيب بين الجيش الملكي وريال مدريد، والتي انتهت لفائدة الفريق العسكري بـ 3 – 4، اتصلت به هاتفيا وأكد لي النتيجة، كما زودني بمعلومة أخرى، وهي أن الفريق الإسباني رافقه رئيسه سانتياغو بيرنابيو، الذي أطلق اسمه فيما بعد على ملعب الفريق الملكي. هذه المحطة شارك فيها أقصبي رفقة فريق ريمس الفرنسي، الذي فاز بالدوري بعدما تجاوز أنتر ميلانو الإيطالي بـ 1 – 2 في النهاية. فريق ريمس كان يضم مجموعة نجوم من بينهم كوبا، فانسان، بيانتوني، سوفاج …
وظل رحمه الله متتبعا للشأن الرياضي وحاضرا في الملتقيات والبرامج الرياضية، ومنها البرنامج التلفزي ذاكرة المدن، الذي كانت تعده القناة الأولى ويقدمه الإعلامي الراحل عبد الحفيظ الرفاعي في الحلقة الخاصة بالرياضة بسلا، وجمعت رواد الكرة السلاوية والرباطية. وأيضا سمر رياضي الدي كان يستدعي له معده سعيد زدوق رياضيي الأجيال الماضية البارزين، وكان يحضر حلقاته صحبة رفيق دربه بالفتح محمد عروبة. وأيضا برنامج الرواد والحلقة الخاصة بالأسطورة العربي بنمبارك، حيث أدلى بشهادة مستفيضة في حق الجوهرة السوداء .
وعرف المرحوم بطيبوبته وأخلاقه العالية وسلوكه القويم والابتسامة التي لا تفارق محياه، الشيء الذي جعله ينال محبة واحترام الجميع.
رحمه الله عليه وأسكنه فسيح جنانه، وإنا لله وإنا إليه راجعون.