من شبه المؤكد أن تشعر كمغربي بالفخر، وأنت تتجول داخل رواق المملكة المغربية بالقرية العالمية بدبي،Village Global ، فخر بالهوية والانتماء لحضارة تمتد عميقا في مهاوي التاريخ.ف تشعر كما لو أنك تنزلق في ركن تاريخي عتيق من مدينة مراكش بطقوسها وتوابلها العريقة، أو تمد الخطى بحذر فوق مسار ملولب مهيب صوب ضريح مولاي ادريس عبر الطالعة الصغيرة أو الكبيرة بفاس. أبعد من ذلك إنها قطعة حقيقية من مغرب اليوم في خليج اليوم. تم تخصيبها بعناية لتجسد هوية شعب وحضارة أمة. لكن هذا الشعور ليس شأن الزائر المغربي وحده في هذه القرية العالمية بدبي، التي تعتبر الوجهة السياحية العائلية في الشرق الأوسط بامتياز. فالكل يجد له نسخة طبق الأصل من بلده. بل شأن أكثر من تسعين بلدا وثقافة من على كوكب الأرض.
كانت جولتي داخل القرية العالمية بدبي استكشافية محفوفة بالحماس. كانت مغامرة مشوقة بنكهة الاستعلام والفضول. ليس لأنها الزيارة الأولى لأحد أضخم فضاءات الترفيه والتسوق في دبي وربما في الإمارات على الإطلاق، وإنما لكوني لست من عشاق التسوق الفاخر من الأصل، كما أن جولة واحدة قد تمتد لساعتين أو ثلاثة لا تكفي لمسح ثقافات العالم برمته. فالمسألة تتعلق بوجود أكثر من 4000 محل عرض ومطعم ومتجر ومعارض في الهواء ومسارح وفضاءات ألعاب. وحوالي 99 ثقافة وأسلوب حياة مختلفة من كافة الأرجاء فضلا عن قرابة 50 جناحا دوليا يستعرض ثقافة وحضارة شعبه.
ويزداد المشهد روعة وجمالا ليلا مع نهاية الأسبوع. حيث تتدفق أفواج من الأسر والعائلات من الإمارات والدول المجاورة لا سيما سلطنة عمان ويصبح العالم قرية صغيرة بالفعل يبرع في إبداعها سحر الضوء وفتنة الألوان. إن تصميم الأروقة هندسة تفاصيلها مجاليا ليست بالعاطفة فقط. وإنما وفق نظام بديع غاية في الجاذبية والإثارة والروعة. يوفر ولوجيات لذوي الهمم، وله ديزاين يحترم الخصوصيات، ويصون الهويات البصرية، ويبرزها بمقاييس عالمية غاية في الرونق والإبهار. ولعل ذلك يرجع إلى وجود فريق عمل احترافي متخصص ومؤهل لذلك، كانت جولتي سهلة هادئة ومثيرة، بل أكثر متعة ولذة وسط نظرات وملامح بشرية متفاوتة الدهشة والذهول من جميع أعراق أعمار وجنسيات كوكب الأرض.
وتعتبر القرية العالمية بدبي وجهة عائلية مميزة في كامل الإمارات العربية المتحدة. ولكنها أيضا وجهة متعددة للثقافات والحضارات المحيطة من دول الجوار. وتساهم شبكة الطرق الحديثة في التنقل في شساعات الشرق الأوسط الفسيحة الرحبة، عبر سيارات رباعية الفخامة والدفع، من عمان والشارقة وأبو ظبي واليمن وعجمان والسعودية والعين وأم قوين وكافة دول الخليج العربي تجعل من القرية العالمية على مدار الوقت محجا لثقافات العالم. وعلى الرغم من حداثة التأسيس نهاية التسعينيات وبالضبط في العام 1997. إلا أن القرية بمعناها الكوني تحكي للزائرين والعابرين وأبناء الأرض كرونولوجيا ثقافة وحضارة بشر تمتد وتتجذر عميقا في مهاوي التاريخ نحو المستقبل الرقمي بجنون. ذلك أن التنوع والابتكار باعتبارهما مصدرين متجددين لطاقة التشويق والمتعة والاستثمار في الأفكار والمشاريع والمبادرات، هو ما يسمو بالروابط البشرية بغنى مكوناتها الثقافية ويجعل من مشاركتها وتقاسمها متعة لذيذة لا ضفاف لها ولا حدود.
رسائل الإمارات : القرية العالمية بدبي قبلة التسوق والفخامة على الطريقة العربية -02-

الكاتب : n عزيز باكوش
بتاريخ : 03/03/2025