سنتحدثفي الرسالةرقم10 من رسائل الإمارات عن زيارة متفردة قمت بها إلى متحف اللوفرخلال شهر فبراير من العام الجاري. وحتى لا يسرح بنا الخيال بعيدا. وتحديداصوب باريس عاصمة فرنسا، حيث يوجدقصر اللوفر أحد أشهر المتاحف وأكبر صالة عرض للفن في العالم.وبه العديد من التحف من مختلف الحضارات الإنسانية،مثل اللوحةالشهيرة الموناليزا للرسام ليوناردو دافينشي .فإن متحف اللوفر الذي نقصده هو نسخة طبق الأصل لكنه يقع في أبوظبي . متحف فني تم بناؤه في دولة الإمارات العربية المتحدةبتصميم المهندس المعماري الفرنسي جان نوفيلوهو نفسه مصمم معهد العالم العربي في باريسوفتح أبوابه للزوار في 11 نوفمبر 2017.وبذلك يكون لوفر أبو ظبي نسخة طبق الأصلأو لنقل نسخة مقلدةأو تكادلذلك القصر الفخم الذي بناه فيليب أوغوست عام 1190.واحتضن ملوك فرنسا بعد أن كان في الأصل قلعة عسكرية.لتعلنهالجمعية الوطنية فيما بعد متحفا قومياتعرض فيه روائع الأمةالفرنسية انطلاقا من 10 غشت من العام 1793. وهذه تفاصيل الزيارة.
وتبعا لذلك، يعتبرلوفر أبو ظبي مزاراسياحيا ومتحفا فنياتم افتتاحه رسميا في نونبر منالعام 2017أي بفارق أربعة قرون عن نسخته الأصلية. وقد تم إحداثه بموجب اتفاقية موقعة بين حكومة أبوظبي و الحكومة الفرنسية، ومدتها ثلاثين عاما قابلة للتجديد مقابل 1.3 مليار دولار. وتم تشييد اللوفر الإماراتي على مساحة تصل لـ 24 ألف متر مربع تقريبا في جزيرة السعديات في قلب أبو ظبي. وذلك بتكلفة تقدر ما بين 83 و 108 مليون يورو.
وفقا للقانونالتأسيسي للمشروع المتعاقد في شأنه بين الطرفين الإمارات وفرنسا «فإن هذا المتحف سوف يكون معرضاً للآثار الفنية الآتية من جميع أنحاء العالم.والهدف الأساسي من المشروع هو أن يكون حلقة وصل بين الفن الشرقي والفن الغربي». وقد أسال هذا التصور مدادا بحجم البحر وأثار جدلا واسعا في العالم الثقافي والفني لا سيما موضوع كيفية استفادة متحف اللوفر في باريس من هذه الاتفاقية.
وبالعودة إلى السياق التاريخي للاتفاقية الموقعة في العام 2007 بين كل من وزير الثقافة الفرنسي رينو دونديو دو فابر والشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان.فإن مضمون اتفاقية مشروع إنشاء المتحف ستكون سارية المفعول لمدةثلاثين عاما بدء من تاريخ الإنشاء. ومن حيثيات المشروع أن الاتفاقية منعت أي طرف آخر من استخدام اسم اللوفر في تحقيق مشاريع استثمارية مماثلة. بما في ذلك باقي الإمارات الأخرى لدولة الإمارات العربية المتحدةأو في تحقيق مشاريع مماثلة في دول عربية أخرى.
وقد ثمن الرئيس الفرنسي حينذاك جاك شيراك الذي سمي الشارع الرئيس المفضي للوفر أبو ظبي باسمه بنود الاتفاقية المعقودة مع أبو ظبي.لأنها برأيه تعكس فكرة وحدانية العالم، وقال» إن كلا الطرفين اللذين عقدا الاتفاقية فخوران بجذورهما وهوياتهما، وإن جميع الثقافات ذات قيم متساوية. كما أعرب جاك شيراك عن تقديره لأمير أبوظبي نظراً للخطوات التي خطاها للشراكة مع المتحف الأكثر زيارة وشهرة في العالم.»
وبعد مصادقة البرلمان الفرنسي على قرار إنشاء متحف اللوفر أبوظبي رسميا في التاسع من شهر أكتوبر لعام 2007.تم كليف إثنين من كبار المهندسين في الجمهورية الفرنسية جان نوفيل بتنفيذ الخدمات المعمارية للمشروع وهو من مصممي معهد العالم العربي في باريس. وبورو هابولد بتنفيذ الخدمات الهندسية. ولابد من الإشارة هنا إلى أن متحف اللوفر يشكل خطوة واحدة فقط من المجمع السياحي والثقافي الذي تم التخطيط لتأسيسه بتكلفة تقدر بما يقرب ل27 مليار دولار في جزيرة السعديات وسط أبو ظبي.
رسائل الإمارات -17- متحف اللوفر أبوظبي 2/1

الكاتب : n عزيز باكوش
بتاريخ : 21/03/2025