رسائل الإمارات -21- رغم تكلفته الباهظة مسجد الحسن الثاني بالبيضاء خارج القائمة 2/1

في رحاب مسجد الشيخ زايد الكبير وسط أبو ظبي بدولة الإمارات، أَستحضرُ بصفاء ذهني عال الجودة صورة فخمة لمسجد الحسن الثاني بالدار البيضاء، فأشعر بانخطاف لذيذ. إذ في حضرة المهابة والقداسة، غالبا ما تنتعش الروح وتتخضب أنفاسها بطيب الملكوت. عميقا ألملم ما تبقى من هشيم الذاكرة حول هذا الصرح المعماري العظيم، من يوم اقتراح الفكرة في عهد المغفور له الحسن الثاني نهاية الثمانينيات حتى إجراءات ومساطر التنفيذ على شفاه الأطلسي. وتسعفنا ذاكرتنا الشعبية بالقول إن جميع المغاربة وكل القوى الحية العاملة في جميع القطاعات والخدمات دون استثناء، ساهمت بقسط ما في بناء المشروع. حتى أن الدرهم الذي أقره الملك الراحل الحسن الثاني كواجب رمزي للمساهمة لكل مواطن تحول إلى مآت الدراهم قسرا في عهد الداخلية سيئة الذكر أم الوزارات والإنتكاسات
ومن المألوف جدا، أن تتزين جدران البيوت بشهادة المشاركة في بناء هذا المعلم التاريخي الأسطوري قيد فكرته. ولا يزال حتى الآن من يحتفظ بشهادة مشاركة في بناء هذا الصرح الإسلامي العظيم. والحق يقال إن هذا المعلم الديني كان سيد المساجد في شمال إفريقيا في تلك الحقبة ومأذنته واحدة من أكبر الصوامع ارتفاعا. وقد صممه المهندس المعماري الفرنسي ميشيل بينسو (Michel Pinseau)، بالتعاون مع مجموعة بويغ (Bouygues)، وقد بدأ البناء عام 1986 بأمر من الملك الراحل الحسن الثاني، واكتمل في عام 1993. ويُعد مسجد الحسن الثاني تحفة معمارية مميزة، حيث يضم أعلى مئذنة في العالم بارتفاع 210 أمتار، «آنذاك». ويتميز بمزيج فريد من العمارة المغربية التقليدية والتكنولوجيا الحديثة، مع موقعه الفريد المطل على المحيط الأطلسي. لكن والحق يجب أن يقال. إذ على الرغم من ضخامته وفخامته والتكلفة الشعبية الباهظة لإنشائه، يظل مسجد الحسن الثاني خارج تصنيف ضمن خانة 10 أضخم مساجد في العالمين العربي والإسلامي.
على الصعيدين العربي والإسلامي يعتبر المسجد الحرام في مكة المكرمة أكبر مسجد في العالم، متبوعا بالمسجد النبوي في المدينة المنورة. وفي المركز الثالث المسجد الأعظم في الجزائر العاصمة. فيما يحتل الجامع الأموي في دمشق المركز الرابع ويحل مسجد السنة في الرباط في المرتبة الخامسة، جامع الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في دولة الإمارات العربية المتحدة في المركز السادس. وفق تقرير لهيئة إماراتية متخصصة.
من جانب آخر، وبفضل مبادرة الاستثمار في السياحة الدينية، وبشكل غير مسبوق استقبلت المملكة العربية السعودية في العام 2023 حوالي 109.3 مليون سائح، منهم 81.9 مليون سائح محلي و27.4 مليون سائح دولي وفق مصدر رسمي. وأنفق هؤلاء السياح ما يقارب 255.6 مليار ريال سعودي خلال نفس العام. وشهدت المملكة زيادة ملحوظة في عدد السياح مقارنة بالسنوات السابقة؛ ففي عام 2022، بلغ إجمالي عدد السياح 94.9 مليون، بينما كان العدد 67.3 مليون في عام 2021. يُعزى هذا النمو إلى الجهود المبذولة لتعزيز السياحة لا سيما الدينية، وتحسين البنية التحتية السياحية في البلاد وتوظيف أحدث التقنيات في تسويقها على مواقع التواصل الاجتماعي.


الكاتب : n عزيز باكوش

  

بتاريخ : 25/03/2025