رسائل الإمارات 5- الأبراج ليس مجرد هياكل شاهقة بل نقطة جذب للسياحة المال والأعمال

من شبه المؤكد، أن الأبراج العالية ليست مجرد رموز معمارية مميزة الشكل ملفتة للنظر في روعتها وهندستها، بل هي مشاريع استثمارية تسهم في تعزيز مكانة المدن والدول على الخريطة العالمية. إذ فضلا عن كونها تشكل منطقة جذب سياحي مذهلة. فهي تلفت أنظار العالم إلى مكانة الدولة وحجم التطور العمراني والاقتصادي والسياحي الذي تشهده. ولنا أن نتصور مقدار تهافت السياح المغاربة وحماسهم الشديد لإلتقاط صور للذكرى بجانب برج محمد السادس في سلا، أو قنطرة محمد السادس بين الرباط والبيضاء.
على نحو ملفت للغاية،يجري اليوم تشييد الأبراج الشاهقة وناطحات السحاب العملاقة في الخليج العربي لا سيما المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة. تعمير وتطوير وتنافس محموم لدرجة يمكن معها الاعتقاد بأن الأرض ستنتهي في هذه الدول في أقرب الساعات، أو أن الارتفاع عن الأرض بضجيجها وأعطابها سمو للروح وصفاء للذهن وتحصين للذات ضد كل الفواجع والنكبات. سباق محموم في التهام الصحراء وأسمنتها وتطريز رمالها بأشكال هندسية شاهقة بمواصفات هندسية ملفتة وجذابة. إنها مقاومة نفسية للإنسان المعاصر في مواجهة كل التحديات والكوارث الناجمة عن عولمة تتسارع حلولها بقدر ما تتضاعف مخاطرها وانجرافاتها المحتملة. والوضع على كل حال، تنافس سوسيوجغرافي له تفسيرات عدة وتصورات ترتبط في المجمل بأهمية الاستثمار بالسياحةفي المالوالأعمال. همس لي أحد العارفين بشؤون المال والأعمال هنا بدبي، أن تأثير السباق المحموم نحو السماء بين السعودية والإمارات جعل قطاع العقار وأصحاب المقاولات العملاقة في مجال الإعمار في حالة توقف وتوجس عبر تجميد كافة أنشطة البناء وشل حركة الأسمنت بالكامل في إحدى المناطق. إلى حين انتهاء المملكة العربية السعودية من تشيد برجها الأعلى في العالم. ومعرفة علوه وطبقاته حتى يكون البرج الإماراتي القادم أطول منه، أو يتجاوزه ببضع طبقات فالمتر الواحد بل الطابق الواحد تجاوزا يصنع الفارق
ويشكل بناء الأبراج تحديا هندسيا كبيرا في مدن الصحراء بالخليج العربي،فهو يتطلب استخدام أموالباهضة ورساميل خرافية يعد النفط أهم داعم رسمي لمخططاتها مع توظيف أحدث التقنيات ومشاركة أكبر الشركات في التصميم والبناء. لذلك يعتبر إنجاز هذه المشاريع العملاقة بمثابة دليل على التقدم التكنولوجي للدولة وقدرتها على تنفيذ مشاريع ضخمة ومعقدة محليا وخارج الحدود.
تعتبر الأبراج الشاهقة بأشكالها البديعة وجمال مظهرها بأضوائها المتلئلئة الكاشفة ليلا، وفضاءاتها المغرية ومحيطها البيئي الباذخ وجهات متميزة جاذبة للسياح مستقطبة للاستثمارات الأجنبية من كل الأجناس والقارات. حيث تتهافت الشركات العالمية والمؤسسات المالية الكبرى على التواجد بالمنطقة. لقد بات يقينا أن وجود أبراج شاهقة ومميزة في المدن الخليجية لا يساعد على تحسين بيئة الأعمال وجذب المزيد من الاستثمارات ما يسهم في تحسين الناتج الإجمالي العام فحسب، وإنما رمزا للتطور والشموخ ونموذجا مثاليا لسياحة المستقبل، بعيدا عن الاعتماد على النفط. طالما أن آثاره الإيجابية تتجاوز الحدود المحلية لتضع الدولة في طليعة الدول الرائدة في التطوير العقاري والبناء.


الكاتب : عزيز باكوش

  

بتاريخ : 07/03/2025