«السيد وزير الثقافة المحترم،
أكتب إليكم بصفتي أستاذة بكلية اللغات والفنون بجامعة الحسن الأول بسطات، وباحثة مهتمة بالتراث الأندلسي وتاريخ المغرب.
خلال زيارة حديثة لمدينة فاس، اكتشفت حالة مؤسفة لمعلم تاريخي يُعتقد أنه ضريح أبو عبد الله محمد الثاني عشر (بوعبديل)، آخر حكام غرناطة الأندلسية، الواقع في حي 45 حي المصلى.
هذا الضريح ذو القبة الخضراء يرقد اليوم في حالة إهمال مخزية: بدون لافتة تعريفية، بدون حماية، وللأسف في ظروف صحية مهينة لا تليق بمكانة هذه الشخصية التاريخية.
عند سؤال سكان الحي، تبين جهلهم بهوية من يرقد هناك، مما يعكس انقطاعاً خطيراً في نقل معرفتنا التاريخية عبر الأجيال.
إن محمد الثاني عشر يمثل جزءاً مهماً من تاريخنا المشترك مع إسبانيا، وتمثل هجرته إلى المغرب بعد سقوط غرناطة رمزاً للتواصل الثقافي بين ضفتي المتوسط.
أناشدكم، كوزارة مسؤولة عن حماية تراثنا الثقافي، باتخاذ إجراءات عاجلة تشمل:
1. التحقق النهائي من أصالة هذا الموقع التاريخي
2. ترميم وحماية الضريح بشكل لائق
3. وضع لوحة معلومات تشرح أهمية هذه الشخصية
4. إدراج الموقع ضمن المسارات السياحية الثقافية لمدينة فاس
5. تطوير برامج تعليمية مرتبطة بهذا الموقع
إن المغرب، كبلد يطمح لدور ريادي في الحوار المتوسطي، لا يمكنه السماح بهذا النسيان الانتقائي لشخصيات تشكل جسراً بين الحضارات.
أرجو أن تحظى هذه الرسالة باهتمامكم، فالتاريخ سيحكم علينا بما نختار تذكره وما نختار نسيانه.
مع فائق التقدير والاحترام،
فاطمة لحسيني
أستاذة بكلية اللغات والفنون
جامعةالحسنالأولبسطات